** استكمالا وتواصلا للحديث عن الفيلم التسجيلي الذي عرض في إطار الاحتفال بعيد الشرطة ال 64 وتتناول أحداثه معركة الإسماعيلية عام 1952 ضد الاحتلال الانجليزي.. فبعد أن ارتكب الانجليز المذبحة الشنيعة التي استخدم فيها المحتل المدافع والقنابل التي كانت تتساقط علي المباني وحولتها إلي أنقاض تناثرت في أركانها الأشلاء وتخضبت أرضها بدماء شهداء الشرطة الطاهرة الذكية. لقطات الفيلم صورت بطولات أبطال الشرطة الذين ظلوا يقاومون صامدين في مواقعهم ببنادقهم العتيقة البدائية ضد الأسلحة البريطانية الحديثة واستمرت مقاومتهم الباسلة رغم اشعال النيران بمبني المحافظة وتهدم جزء منه حتي نفدت الذخيرة واستسلمت القوة المصرية للأمر الواقع. يوضح الفيلم أن القائد البريطاني أحني رأسه احتراما لهم ولم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفي اعجابه بشجاعة المصريين فقال لضباط الاتصال "لقد قاتل رجال البوليس المصريون بشرف واستسلموا بشرف ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطا وجنودا.. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من القائد الانجليزي بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصرية الأبطال الشجعان عند خروجهم من مبني المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديرا لشجاعتهم. لقد سقط في موقعة الإسماعيلية بميدان الشرف والصمود والعزة والإرادة والنبل والتحدي والكرامة والتضحية "50" شهيدا من جنود البوليس واصيب "80" جريحا وأسر الانجليز من بقي منهم علي قيد الحياة وعلي رأسهم اللواء أحمد رائف قائد بلوكات النظام واليوزباشي مصطفي رفعت ولم يفرج عنهما إلا في شهر فبراير وسقط من الجنود البريطانيين 13 قتيلا و12 جريحا. لقد سجل الفيلم اسماء الشهداء ومقاتلي ملحمة 25 يناير 1952 في لوحة شرف تضم العديد من رجال الشرطة الأبطال الأوفياء بمختلف الرتب من اللواء حتي الخفير كما تضم لوحة الشرف أيضا أسماء المواطنين الذين شاركوا رجال الشرطة ملحمتهم البطولية ضد الاحتلال الانجليزي. احتوي الفيلم أيضا علي لقطات حية من المعركة مع تحية خاصة لهؤلاء الأبطال ولشعب الإسماعيلية الذي ساندهم وضحا بما هو غال ونفيس دفاعا عن وطنه. لقد أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم إجازة رسمية للبلاد من فبراير 2009 وسمي عيدا للشرطة كما أنه أصبح عيدا قوميا لمحافظة الإسماعيلية.. تقديرا واعترافا بتضحياتهم ودورهم البطولي غير المسبوق في الشجاعة والتضحية والفداء.. لقد كان حقا لمصرنا الحبيبة وليس لرجال الشرطة الأبطال فقط أن يكتب هذا اليوم في التاريخ ونحتفل به كل عام باعتباره خير شاهد علي إرادة وأصالة وعقيدة وكرامة وكبرياء الإنسان المصري الأصيل دفاعا عن الأم الرءوم. من المفارقات القدرية ذات الفأل الحسن التي جمعت بين الذكري ال 64 لعيد الشرطة المصرية وعيد ميلاد الوزير اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية الذي يدرك ويعي جيدا أن معركته الحالية ضد الإرهاب والتطرف والبغي والشر لا تقل عن معركة أبطال الشرطة الذين صنعوا ملحمة معركة الإسماعيلية ضد الاحتلال الانجليزي.. بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية الذي يقدر عطاءهم وتضحياتهم من أجل محاربة الإرهاب والمخاطر والتحديات التي تستهدف النيل من مصر وأمنها القومي وردع من تسول له نفسه العبث بأمن واستقرار وأمان الوطن وأنهم يضربون أروع الأمثلة في التفاني والاخلاص من أجل مصر. تحية تقدير للإدارة العامة للإعلام والعلاقات بوزارة الداخلية برئاسة اللواء أبو بكر عبد الكريم مساعد الوزير للإعلام والعلاقات واللواء أيمن حلمي مدير الإعلام علي الجهد الكبير الذي يبذل للنهوض بالإعلام الأمني ليواكب تطور العصر من خلال رجال مقاتلين يواصلون العمل بالليل والنهار لتوضيح الصورة كاملة بدون أدني رتوش حفاظا علي أمن وأمان واستقرار الجبهة الداخلية لمصرنا الحبيبة.. وتحيا مصر.