فى السنوات الأخيرة ظهر عدد من التماثيل المشوهة تتوسط مجموعة من الميادين فى محافظات مصر المختلفة، ويتم تداولها عبر صفحات مواقع التواصل الاجتماعى كمادة للسخرية. والسؤال هو كيف لمصر عاصمة الفنون والثقافة في الوطن العربي أن تكون ميادينها بلا تماثيل أثرية بدلا من تكديسها في المتاحف والمخازن؟!. كيف تنتشر آثارنا لتزين العديد من الميادين حول العالم، وتخلو منها ميادين مصر؟.. ألم نر كيف تضم ساحة الكونكورد في باريس مسلة الأقصر؟!.. ألم نر في لندن بالقرب من نهر التايمز المسلة التي أهداها محمد على باشا عام 1831؟!.. ألم نر مسلة أخرى داخل حديقة سنترال بارك، أكبر حدائق منهاتن في مدينة نيويورك الأمريكية؟. كنت أتمنى أن أرى خطة على الأرض ما بين وزارتي الثقافة والآثار بالتعاون مع الأحياء بطول وعرض محافظات مصر لصيانة الميادين العامة، وتجميلها بالتماثيل والأعمال الفنية. ففى اليونان اهتم العديد من الفنانين بوضع معالم أثرية بوسط الشوارع أو الميادين العامة من أجل إعطاء منظر جمالى للعين وترسيخ الفكر الثقافى لدى الشعوب. لقد تعددت المحاولات لتخليد ذكرى من تركوا بصمة في حياتنا بنحت تماثيل لهم، ووضعها في ميادين معروفة وإطلاق أسمائهم على تلك الميادين، وربما ذلك أكثر ما يميز شوارع وميادين القاهرة، بل مصر بأكلمها؛ وتم تصنيع أول تمثال لإبراهيم باشا، في عهد الخديو إسماعيل في القرن التاسع عشر. لقد أصبح من الضروري التفكير جديا في هذا الأمر بعد أن تعالت أصوات الجهلاء ومعدومي الثقافة ليقوموا بتحريم الفنون ومنها النحت وليقوموا بدعوات لهدم الآثار، لذا أهملت المدارس والجامعات الرحلات للمتاحف والأماكن الأثرية، وابتعد الأباء والأمهات عن تقديم وجبات ثقافية وحضارية لأولادهم، وامتهن الكثيرون أي أثر يجدونه ليتحول إلى مجرد وسيلة للثراء، في حين أن القرآن الكريم فى كثير من آياته قد لفت نظر الناس إلى السير فى الأرض ودراسة آثار الأمم السابقة والاعتبار بتلك الآثار، وكانت الدراسة الجادة لهذا التاريخ لا تكتمل إلا بالاحتفاظ بآثارهم وجمعها واستقرائها، "قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شىء قدير " العنكبوت 20. يجب رفع الوعي الأثري والثقافي لدى المواطنين، بعد أن اعتادت الأعين على القبح، فهل يمكن أن نرى هذا الحلم يتحقق على أرض الواقع؟!. [email protected] لمزيد من مقالات رانيا حفنى