- رأس نفرتيتي استولت عليه بعثة ألمانية.. والتمثال يزين متحف برلين الجديد - مسلة كليوباترا ذهبت لجيش بريطانيا.. والخديوي إسماعيل أهدى أخرى إلى أمريكا - جبانة القرود مقبرة ملكية لزوجات تحتمس الثالث استقرت في متحف المتروبوليتان انتهاكا لحضارتنا لا أكثر، اعتاد مؤسس مصر الحديثة محمد علي ومن بعده أبناؤه إهداء آثارنا إلى الغرب، مرة كهدايا لتذليل عقبات تخص تحسين وضع العلاقات المصرية الدولية، ومرات كنوع من أنواع الشكر والتكريم لانتصارات مزيفة وصراعات لا تمت لتاريخ أجدادنا القدامى بصلة، وفضلا عن هذا وذاك كان للبعثات الأجنبية التي شاركت في أعمال الحفر والتنقيب عن الآثار، دورا واضحا في نهب قطع فريدة تزين ساحات ألمانياوباريس لمئات الأعوام، ومن وقتها إلى الآن يموت الأمل في استردادها تدريجيا بين خطوات غير مجدية من قبل الحكومات المتعاقبة وتبلد المسئولين في الدولة. تمثال نفرتيتي أحد أشهر الأعمال الأثرية المصرية القديمة، وهو تمثال نصفي مدهون من الحجر الجيري عمره أكثر من 3300 عام، نحته الفنان المصري تحتمس عام 1345 ق.م تقريبًا، للملكة نفرتيتي زوجة الفرعون المصري أخناتون، ما جعل من نفرتيتي أحد أشهر نساء العالم القديم، ورمزا من رموز الجمال الأنثويّ. كما عثر عليه فريق تنقيب ألماني بقيادة عالم المصريات لودفيج بورشاردت في تل العمارنة بمحافظة المنيا عام 1912، وهناك أيضا عثر على عدد من التماثيل النصفية التي لم تنته لنفرتيتي، حيث وضع التمثال في عدة مواقع بألمانيا، بما في ذلك منجم ملح في ميركس كيسلنباخ، ومتحف داهليم في برلينالغربية، والمتحف المصري في شارلو تنبورج والمتحف القديم في برلين، ومنذ 2009 استقر التمثال في متحف برلين الجديد إلى الآن. ومن وقتها والتمثال النصفي لنفرتيتي رمز ثقافي لبرلين وكذلك لمصر القديمة، كما أثار جدلًا عنيفًا بين مصر وألمانيا بسبب مطالبة مصر بإعادة القطع الأثرية المهربة إلى مصر، ومن جانبه وصف بورشاردت الاكتشاف في مذكراته قائلًا: "تمثال نفرتيتي.. فجأة أصبح بين أيدينا أفضل الأعمال الفنية المصرية الباقية.. لا يمكن وصف ذلك بالكلمات، لا بد أن تراه"، وفي عام 1989، أصبح وجه نفرتيتي على البطاقات البريدية في برلين وعلى الطوابع البريدية الألمانية. مسلات كليوبترا الثلاث إحدى هذه المسلات توجد في مدينة لندن بالقرب من نهر التايمز، حيث قدمت هدية من الوالي العثماني لمصر في ذلك الوقت محمد علي إلى بريطانيا؛ تكريما لانتصار اللورد نيلسون في معركة النيل وهزيمته لجيش نابوليون بونابرت الفرنسي في 1801. وظلت المسلة في الإسكندرية حتى العام 1887 حين تولى السير الإنجليزي وليام جيمس إيراسموس ويلسون نقلها إلى لندن بمبلغ فاق 10، 000 جنيه إسترليني وكان مبلغا كبيرا جدا في ذلك الوقت، وكانت المسلة موجودة بالأساس في الإسكندرية لفترة تزيد على 2000 عام، ووصلت المسلة إلى لندن في 21 يناير 1878، ووضع بجوارها أسدين فرعونيين على هيئة "أبو الهول"، وفي 4 سبتمبر 1917 وخلال الحرب العالمية الأولى أصيبت المسلة بضرر نتيجة سقوط قنبلة من طائرة ألمانية قرب المسلة وظل الضرر موجودا حتى الآن. وتحتل المسلة المصرية العملاقة ساحة الكونكورد، مزينة بالكتابة الهيروغليفية، وتم بناؤها في فترة حكم الفرعون رمسيس الثاني؛ حيث أمر الملك لويس فيليب بوضعها في ساحة الكونكورد في وسط باريس بالقرب من المكان الذي أعدم فيه الملك لويس السادس عشر والملكة ماري إنطوانيت بسكين المقصلة أو (سكين الجيلاتين)، ويبلغ طول العمود الجرانيتي الأحمر 23 مترا ارتفاعا ويزن أكثر من 250 طنا. أما مسلة نيويورك فهي موجودة في حديقة سنترال بارك أكبر حدائق "منهاتن" في مدينة نيويوركالأمريكية، ويبلغ وزنها 244 طنا من الحجر الجرانيتي. يذكر أنه بعد افتتاح قناة السويس في العام 1869، أبدى الخديوي إسماعيل رغبته في إهداء مسلة مصرية إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية لتدعيم العلاقات التجارية المتبادلة، لكنها منحت رسميا بخطاب موقع في 1879م بواسطة ابنه الخديوي توفيق وبعد نقلها في سفينة خاصة عبر المتوسط والمحيط الأطلسي أخذت نحو أربعة أشهر لنقلها من ضفة نهر هدسون إلى جزيرة ستاتون وبعدها إلى موقعها الحالي. جبانة القرود في يوليو عام 1914، اكتشفت مقبرة كاملة ملكية، آثارها تضاهي جمال وروعة آثار الملك توت، المقبرة تعرف باسم جبانة القرود قرب الأقصر، كانت لثلاث زوجات من زوجات تحتمس الثالث، وتضم 225 قطعة أثرية وكانت المجوهرات مقسمة في 3 مجموعات كل منها لزوجة، ولكن تدخل اللصوص من قرية القرنة وتسللوا إلى المقبرة ليلا وسرقوها، وكذا اتفقوا على بيع الصفقة بالتدريج ولأكثر من مشتر، لأن الشرطة وصلها الخبر فكانت تبحث عنهم. وهنا ظهر كارتر مكتشف مقبرة الملك توت، فقام بالاتصال بمدير متحف المتروبوليتان الأمريكي واتفق على شراء القطع كلها، فقدم كارتر عرضا وقام متحف المتروبوليتان بشراء القطع كلها بعد ما استغرقت عملية الشراء خمس سنوات من سنة 1917 إلى 1922، واشترى المتحف القطع بنحو 53379 جنيها إسترلينيا، وحصل كارتر على عمولة 40 ألف جنيه. في الوقت نفسه لم يدرج متحف المتروبوليتان تلك الصفقة في دفاتره إلا عام 1926 وبعبارات غامضة لآن الآثار هربت من مصر، وتعتبر الآن هذه المجموعة أغلى ما حصل عليها المتحف لأنها آثار ملكية. من النسخة الورقية