"الأيام العشرة التي قضاها الفائزون في مسابقة المساء الإبداعية. تركت آثاراً عميقة في نفوسهم.. يتحدث عن روما - التي استضافت الفائزين.. وعن المسابقة نفسها. اليوم القاص والروائي مجدي جعفر..". بداية نشكر جريدة "المساء" علي إقامتها لمسابقة "المساء الإبداعية". وهي بهذه المسابقة تعيد الدور الريادي لجريدة المساء التي قدمت للحياة الثقافية والأدبية في ستينات القرن الماضي نجوماً ورواداً في الشعر والقصة والرواية والمسرح والنقد. وها هي بهذه المسابقة تعيد الحرث في ربوع الوطن وتعيد تقديم أسماء لم تأخذ حظها من الذيوع والانتشار رغم جودة الإبداع. وكان النظر من القائمين علي المسابقة إلي الإبداع الأدبي ذاته دون النظر إلي لون أو جنس أو عقيدة أوموقع كاتبه الجغرافي. وهذا ما كنا نفتقده في حياتنا الثقافية. وفي غضون دورتين أو ثلاث علي الأكثر علي هذه المسابقة ستحرك الساكن وتثير الراكد وستعيد رسم الخريطة الثقافية في مصر وتقدم المشهد الأدبي الصحيح وتصحح المسار وتقوم المعوج. ** وخير تتويج قدمته "المساء" للفائزين هو السفر إلي ايطاليا لمدة عشرة أيام تعرفنا خلالها علي ثقافة وحضارة شعب وكان لاقامتنا في مدينة "روما" الساحرة والباهرة أثره الطيب في نفوسنا حيث عبق التاريخ وأريج الحضارة. مدينة تأسرك بهدوئها. وبشوارعها. بحدائقها وغاباتها. ونظافتها. وميادينها. ثلاثة عشر من ميادينها احتضنت ثلاث عشرة "مسلة مصرية" تقف شامخة شاهقة شاهدة لنا علي حضارتنا القديمة والعريقة والضاربة بجذورها في الزمن. أقل ما توصف به "روما" انها مدينة الفن فعند كل عطفة. وفي كل شارع. أو ميدان تجد تماثيل وجداريات ولوحات. ولم تقف التماثيل علي عظماء ايطاليا أو حتي أوروبا. بل امتدت لكل من أثروا الإنسانية وأضافوا للحضارة في العلم أو الأدب أو الفن من الشرق أو من الغرب. فأسعدنا ان نجد تمثالاً لعبقري وأمير الشعر العربي أحمد شوقي بحديقة الخالدين وقد نحته فناننا العظيم جمال السجيني. وفي زيارتنا للمتحف الايطالي الحديث للفنون تنامت سعادتنا باحتفاء الطليان بكليوباترا وتمثالها الرائع الذي يجتذب الرواد. والأكاديمية المصرية للفنون بروما التي استضافتنا وأحسنت وقادتنا تقوم بدور رائع في التعريف بالفن المصري وإقامة الندوات واللقاءات ومعارض الفن التشكيلي وحفلات الموسيقي وقد أقامت مؤخراً متحفاً وهو أول متحف من نوعه يقام علي أرض الغير ويضم "356" قطعة أثرية نادرة تحكي تاريخ مصر من العصر الفرعوني إلي العصر الحديث مروراً بالعصر الروماني والقبطي والإسلامي وخوفاً علي هذه الكنوز تم النامية عليها ب "350 مليون يورو". ** ويحق لنا أن نفخر بالسفير المصري في روما الذي استضافنا فرغم الظروف التي تمر بها مصر استطاع ان يحافظ علي الأواصر القوية بين مصر وايطاليا اقتصادياً وتجارياً وسياحياً وثقافياً وكلها تصب في الصالح المصري والأهم هو احتضانة الحنون للعمالة والجالية المصرية وتوفيق أوضاع الذين يقيمون اقامته غير شرعية. وأما الحديث عن الأدب والثقافة الايطالية من الصعب ان نختزله في هذه المساحة المحدودة. وكل الشكر لجريدة "المساء" التي أتاحت لنا هذه الفرصة التاريخية.