لا أدرى هل هناك جهات رسمية فى مصر تدرس وتناقش الآن الظواهر الإجرامية التى طفحت علينا وأصبحت تقدم صورة سيئة للغاية عن سلوكيات المصريين.. فى كل يوم نشاهد جرائم جديدة وبعد أن كان القتيل واحدا أصبح يجمع الأسرة كلها كما حدث فى مذبحة الرحاب ثم مذبحة الشروق والمريوطية وكلها جرائم شملت الأسرة كلها ومازالت الجهات الأمنية تبحث عن أسرار عشرات الجرائم.. إن القضية أكبر من جريمة هنا أو جريمة هناك لأن الظاهرة اتسعت ولابد من البحث عن أسبابها.. هناك عائلات بالكامل قُتلت وهناك من قتل أبناءه وهناك من قتلت أطفالها.. إن ظاهرة العنف فى حياة المصريين لم تكن بهذه البشاعة خاصة قتل الأبناء والأطفال وعمليات الذبح وهى جرائم وحشية.. والسؤال الآن هل هناك مؤسسات مسئولة تدرس هذه الظواهر إن لدينا مراكز أبحاث كثيرة اجتماعية وأمنية ونفسية واقتصادية ويجب أن تدرس مثل هذه الظواهر ومنها مركز البحوث الاجتماعية والمراكز الخاصة بدراسة الظواهر الإجرامية وهى تسير جنبا إلى جنب مع الدراسات الأمنية.. هناك أيضا الأسباب التى أدت إلى انتشار هذه الجرائم ومنها الأسباب الاقتصادية والضغوط التى تتعرض لها الطبقات الفقيرة أمام تراجع مستوى الدخل والبطالة.. ولا ينبغي هنا أن نتجاهل فى ذلك كارثة المخدرات وهى من الأسباب الرئيسية وراء هذه الجرائم خاصة دخول أنواع من المخدرات فى صورة أقراص ومهدئات.. ولا شك أن انتشار أفلام العنف ومسلسلات القتل فى الفن المصرى ودخولها البيوت كانت وراء هذه الجرائم إن عشرات المسلسلات التى أغرقت المصريين فى بحار الدم جعلت قضايا القتل شيئا عاديا وهناك عشرات الأفلام التى نشرت الرعب والخوف بين الناس وأخرجت لنا أجيالا من حملة السيوف ومن يتابع السينما المصرية ومسلسلات رمضان سوف يكتشف أن هذه الأعمال مهدت الشارع المصرى لكل أنواع العنف لهذا لم يكن غريبا أن تنتشر هذه الأنواع من الجرائم فى أكثر من مكان ابتداء بالأحياء الفاخرة وانتهاء بالعشوائيات.. إن أخطر ما فى هذه الظاهرة إنها تتسع كل يوم ويزداد عدد الضحايا والقضية تحتاج إلى مواجهة على كل المستويات.