من اخطر الظواهر المرعبة في الشارع المصرى الآن حجم الجرائم التى نقرأ عنها كل صباح في صفحات الحوادث ونشاهد بعضها على شاشات الفضائيات .. لم نكن يوما بهذه الدرجة من العنف ولم يكن الشارع المصرى والأسرة المصرية بكل هذه الفوضى .. يضاف لذلك أن نوعية الجرائم تحمل الكثير من المخاطر لأنها تدخل في أعماق الأسرة المصرية حتى أن الابن يقتل أباه والأب يقتل ابنه والزوجة تخبئ عشيقها في الدولاب الأم تقتل طفلها لأنه شاهد جريمتها .. لم تكن الجريمة في الشارع المصرى بهذا الحجم وهذه الضراوة خاصة أن الأساليب التى تستخدم في هذه الجرائم غاية في القسوة لأنها تتم بالسلاح الأبيض والذبح ولا أدرى هل هناك علاقة بين هذه الجرائم وما يجرى في جرائم الإرهاب لأن الإرهابيين يلجأون إلى ذبح الضحايا ولا شك أن انتشار جرائم الإرهاب على الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي يمكن أن يترك آثارا على ما يجرى في الشارع .. إن الإرهابيين يذبحون الناس تحت شعارات الإسلام والعقيدة وهذا تضليل للبسطاء من الناس وينبغى أن يوضح رجال الدين حقيقة جرائم هذه العصابات إن الأخطر من ذلك كله هو الجرائم ضد الأطفال هناك من يلقى بهم في الشوارع وهناك من يذبح براءتهم ويستبيح اجسادهم.. إن المطلوب أمام هذه الظاهرة ألا تتوسع وسائل النشر سواء الصحافة أو الفضائيات في نشر هذه الجرائم حتى لا تنتقل كالنيران إلى وسائل التواصل الاجتماعى وتتحول إلى جنازات شعبية كل يوم .. وهنا أيضا يجب أن يناقش علماء النفس والاجتماع أسباب هذه الظاهرة خاصة إنها أصبحت جرائم شبه يومية نقرأ عنها ونشاهدها كل صباح ولم تعد هذه الجرائم مقصورة على الأحياء الفقيرة حتى نقول إنها بسبب الفقر ولكنها لم تترك الأحياء الغنية فكثيرا ما نشاهد هذه الجرائم في المنتجعات وبين الطبقات العليا .. إن الجريمة جزء من السلوك البشرى ولكن حين تكون بهذا العنف وهذه الوحشية التى نراها الآن فإن الأمر يحتاج إلى وقفة حتى لا تزداد الظاهرة انتشاراً .. الجرائم فى الشارع المصرى لم تكن بهذه الوحشية [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة