حوادث العنف فى الشارع المصرى تحولت إلى ظاهرة عنيفة ابتداء بما حدث مع لاعبى النادى الاهلى وانتهاء بحوادث القتل فى أكثر من مكان مرورا على حوادث المرور حيث لا يمر يوم واحد دون ان يسقط القتلى بالعشرات على الطرق.. ان الظاهرة تحتاج إلى دراسات نفسية عن أسباب هذه الحوادث هناك أسباب كثيرة وراء ذلك أول هذه الأسباب غياب دور الأسرة وتراجع مسئولية الأب والأم حيث تواجه الاسرة المصرية حالة من الانفلات والفوضى أمام الأجيال الجديدة..ان البعض يرى ان السياسة هى السبب فى ذلك ومنذ خرج الشباب إلى الشوارع فى ثورة يناير اختلطت الأشياء ولم تعد السياسة هى المبرر الوحيد للخروج حيث جاءت بعدها الاحتجاجات الفئوية..وما حدث فى الجامعات وحالة الفوضى التى أطلقها الإخوان فى الشوارع.. اننا حتى الآن لم نضع ظاهرة الالتراس فى سياقها الحقيقى ولم نعرف هل هى حركة رياضية ام شباب غاضب ام ان هناك توجهات سياسية تحركها..لا نستطيع ان نتجاهل أيضا حالة الرفض والغضب بين الأجيال الجديدة أمام ظروف اجتماعية واقتصادية قاسية جعلت أعدادا كبيرة منهم تشعر بالاغتراب والغضب حيث لا حلم ولا عمل.. من أهم أسباب ظاهرة العنف فى الشارع المصرى ايضا انتشار المخدرات وأمام فقدان العقل يمكن ان تختلط الأشياء وتتداخل السياسة فى الكرة فى الغضب والظروف الحياتية الصعبة..لا نستطيع أيضا ان نتجاهل دور الاعلام التحريضى و ما يقدمه من أعمال فنية تشجع العنف والقتل والمخدرات وكلها أشياء أصبحت الآن سلعا رائجة على كل الفضائيات.. ان هذه الأسباب تقف وراء ما يعانيه الشارع المصرى من الفوضى والانفلات وقد انعكست بصورة واضحة على حياة الناس حيث لا تغيب جرائم القتل عن صفحات الجرائد وللأسف انها لا تقتصر على أشخاص عاديين ولكن منهم من يعملون فى مواقع حساسة فى جرائم عادية حيث النزاع على قطعة ارض أو قضايا زواج أو طلاق أو قضايا الثأر..ان الظاهرة تحتاج إلى مركز الدراسات الاجتماعية لأنها تمس جانبا خطيراً فى حياة المصريين خاصة ان مصر لم تكن يوما بلدا للعنف وكانت العلاقات الاجتماعية دائما تتسم بالهدوء والسماحة. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة