ضرورة إعادة التوازن الإستراتيجى للمنطقة كانت هذه رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى لمصرولحل مشاكل المنطقة والإقليم الذى هو على فوهة بركان جراء مايشهده منذ فترة ليست بالقصيرة زاد ت حدتها منذ يناير :2011 هذه الرؤية وارتكزت على عدد من المحاور: المحور الأول : الانتقال بمصر من حالة الدولة الرخوة غير القادرة على اتخاذ القرار ومجابهة الأخطار والدولة التى يتصارع فيها رأس السلطة التنفيذية مع باقى سلطات الدولة الأخرى من تشريعية وقضائية واشتباك مع الإعلام وهو الأمر الذى زاد من سخونة الأوضاع وتوترها ووصل إلى حد الانفجار والانزلاق الى مواجهات أقرب إلى انتظار شرارة الحرب الأهلية. المحور الثانى: استعادة مؤسسات الدولة المصرية عافيتها والعمل وفق إطار متناغم يعى طبيعة التحديات التى تواجه مصر داخليا ومحليا والأوضاع الخطيرة لحالات الانفلات الامنى والمجتمعى وزيادة وتيرة الجريمة وكذلك تردى الوضع الاقتصادى والنقص الحاد فى احتياجات المواطن وكان مهما ازالة الاحتقان بين مؤسسات الدولة وبين الشعب ومؤسساته ووقف النزيف الاقتصادى واستتاب الامن واعادة انضباط الشارع المصرى. المحور الثالث: التعامل السريع والحكيم مع مهددات دوائر الامن القومى سواء الارهاب الذى تنامى بصورة مفزعة طالت مؤسسات وافراد ومنشآت الدولة المصرية وكذلك ملف المياه الذى يهدد حصة مصر التاريخية من مياه النيل علاوة على ما تقوم به دوائر خارجية بهدف تهديد الاستقرار لمصر ونشر الفوضى واسقاط مؤسسات الدولة وفى مقدمتها الجيش والشرطة، واتخذ التعامل مع هذا المحور اطارين أحدهما دبلوماسى هادىء لكنه مستمر وقوى يتسم بالالحاح فى عدم التفريط فى حقوق مصر خاصة فيما يتعلق بحصة مصر من المياه واطار المواجهة القوية على كل الاصعدة فيما يتعلق بملف الارهاب واقتلاع جذوره حتى ان الرؤية المصرية وسعت مفهوم الارهاب ليس فقط من يحمل السلاح ولكن من يموله ويجد له الملاذ الآمن أو من يدافع عنه إعلاميا وهى الرؤية التى لقيت قبولا فى الأوساط الأممية وزاد عليها الرئيس السيسى مفهومه بأن محاربة الإرهاب ومكافحته حق من حقوق .الإنسان الأساسية اما الاطار الاكثر اهتماما والذى اولاه الرئيس اهتماما خاصا فهو الوضع المضطرب فى الاقليم فى ظل موجة عاتية تستهدف كيان الدولة الوطنية والتى نجحت تلك القوى الخارجية والمدعومة بعناصرها فى الداخل فى هدم الدولة الليبية، وكذلك اليمن كما أنها أن كادت تسقط الدولة السورية ولكنها المحاولة فشلت ودمرت قوام الجيش السورى ولهذا كانت الرؤية المصرية هى امتلاك جيش وطنى قوى مزود باحدث الاسلحة والنظم القتالية والانفتاح على كل المدارس العسكرية فى الشرق والغرب وعدم رهن القرار المصرى لعوامل وحسابات السياسة والمواقف وهو الذى ظهر جليا عقب ثورة 30 يونيو 2013 لذلك كان الدرس قويا مصريا فى الانفتاح وكان لها ما ارادت إن استطاعت مصر وبمجهودات مستمرة وقوية تزويد الجيش المصرى بأحدث الطائرات الفرنسية والروسية وامداد القوات البحرية بغواصات جديدة ذات قدرات قتالية كبيرة ولم تفقد مصر فى ذلك علاقتها بل كانت حريصة على استقلال القرار المصرى وهو الركن الاساسى فى رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى كما سعت مصر الى خفض معدلات التوتر فى الاقليم من خلال انهاء الانقسام الفلسطينى واعادة اللحمة للجسد الواحد من اجل اعادة ترتيب الاوراق والدفع فى تسوية تقوم على اسس تحترم الحقوق الثابتة للشعب الفلسطينى فى اقامة دولته على ارضه التى احتلت عقب 1967 كما سعت مصر وبذلت جهدها رغم محاولات البعض الغمز هنا وهناك، واستعادة حواضر وعواصم عربية مهمة الى محيطها العربى مثل سوريا والعراق والعمل على حل الملف الليبى، بما يحفظ وحدة اراضى الدولة الليبية ومنعها من ان تكون نقطة انطلاق لجحافل الارهاب الفارة من سوريا ومنع تدفق السلاح الى اعوانهم فى الداخل. وفى إطار الحرب على الارهاب اكدت مصر أنها استطاعت ان توجه ضربات قاصمة لعناصر الاجرام فى سيناء حتى المحاولات البائسة التى قامت بها فى الواحات وكان الرد المصرى فى عملية نوعية تستحق النظر والتدريس وماتم فى سيناء من دحر تلك الفلول المذعورة وفى اطار توجيه الرئيس للقوات المسلحة بالقضاء عليه فى سيناء خلال .ثلاثة أشهر وذلك عقب حادث مسجد الروضة فى بئر العبد. كما هيأت قوات الجيش والشرطة ومن خلفها لمعركتها مع الارهاب من انها فى حرب حقيقية يذهب فداء للوطن ارواح كثيرة ولكن النصر محتوم ومثلها مثل كل الحروب لابد من خسائر اذ لاانتصار الا بتضحيات، وعلى الشعب ان يعى ذلك ويدرك وان اعلى رتبة جاهزة للتضحية والفداء إذ لابد ان يقابل ذلك بتضحيات وصبر من شعب عرف عنه معدنه الاصيل فى اوقات الشدائد. اذن لم يكن طرح الرئيس لمفهوم التوازن الاستراتيجى الا عنوانا لرؤية كبيرة لمصر فى تعاملها مع قضايا الداخل والخارج فى محاولات مستمرة لاسقاط الدول وكياناتها وخاصة جيوشها لافساح الطريق لدول اخرى لتحصد .الجائزة الكبرى وهى مصر لكن مصر كانت ومازالت محفوظة ولن تسقط