أبدع الفنان الراحل أحمد زكى عندما جسد شخصية عبدالسميع حارس العقار فى فيلم «البيه البواب» الذى جاء من أقاصى الصعيد إلى القاهرة برفقة أسرته بحثا عن لقمة العيش وقد جاءت معظم مشاهد الفيلم قريبة جدا من الواقع الذى نعيشه. لم يرض عبدالسميع بدخله الشهرى مقابل عمله حارساً للعقار، لذا يتحول إلى سمسار لبيع وتأجير العقارات والشقق والسيارات ومنادى وسايس فى الصباح بعد أن وضع الحواجز والإطارات الكاوتشوك التى تخنق المرور بالشارع لتوفير أماكن خالية لانتظار السيارات مقابل إكرامية، لم يكتف البيه البواب بممارسة كل هذه المهن فقط بل انه اتجه للعمل فى البيزنس وتجارة العملة. لقد تحول عبدالسميع إلى إمبراطور العمارة والمالك الحقيقى لها، فلا يستطيع أى حرفى أو مقدم خدمة دخولها دون موافقته وقبل التقاسم معهم بدفع المعلوم.. منهم جامع القمامة وصاحب المغسلة أو بائع اسطوانات الغاز. حتى السكان الذى جاء البواب من أجل خدمتهم وراحتهم لم يسلموا من لسانه وأذاه فتجد أدق أسرارهم وحياتهم اليومية يتناقلها بين الجيران لتتصاعد الخلافات بينهم. مهنة البواب مهنة شريفة يمتهنها بالتأكيد الكثير من الشرفاء، لكن الكثير منهم أيضا أساء لهذه المهنة ولم يعد صاحب الجلباب الأبيض الذى يجلس على (الأريكة) أمام باب العمارة لكى يحافظ على أمنها ونظافتها بل أصبح «البيه البواب» الجالس وبيديه الموبايل خلف شاشة الكمبيوتر وأخل بوظيفته التى جاء من أجلها. [email protected] لمزيد من مقالات نبيل السجينى;