مازالت فوضى الفتاوى تلعب بعقول المصريين من حين لآخر ما بين العفاريت والتخاريف وأصبح من السهل أن يخرج علينا عالم من العلماء بقصة غريبة كان آخرها حكاية مضاجعة الزوجة الميتة ولا شك أن القضية ما كانت تحتاج إلى كل هذه المهاترات والمناقشات في وسائل الإعلام.. لقد طالبت الإعلام أكثر من مرة بأن يتجاهل هذه الموضوعات لأن لدينا من الأزمات ما يحتاج إلى الجهد والوقت والرعاية .. هل يعقل أن يخرج علينا من وقت لآخر شخص يثير الزوابع تحت شعار الفتوى وما الذى يجعل الإعلام يجرى وراء هذه النوعية من الموضوعات هل هى الشهرة أم الأضواء أم أن هناك نيات أخرى شريرة.. لقد حذرت كثيرا من نشر موضوعات شاذة مثل زنا المحارم أو جرائم القتل داخل الأسرة أو صور الضحايا على الشاشات حتى لا يعتاد أبناؤنا على مشاهدة هذه الكوارث. من السهل الآن أن تجد على الشاشة رءوسا مقطوعة وأجساما مضرجة في الدماء وتسمع القصص والحكايا أن هذا قتل أمه وهذا ذبح زوجته وهذه قتلت أبناءها سوف يقول البعض إنها صور وحقائق في الحياة ولكن هذه الحقيقة قد يراها عدد من الأفراد في مكانها وموقعها وحين تصبح صوراً على الشاشات يراها الملايين ومنهم الأطفال .. وهذا دور خاطئ للإعلام آلا تكفينا مسلسلات الدم والقتل وما تنقله وكالات الأنباء من مجازر داعش وعصابات الإرهاب .. ليس المطلوب من الإعلام أن يعلم الناس القتل ولكن يعلمهم الفضيلة والسلوك القويم .. إن تجاهل هذه الأحداث الدامية لن يضر الناس في شىء بل إن الضرر الحقيقى هو ما نراه ونشاهده من جرائم القتل وفتاوى التخاريف التى تجعل العالم كله يسخر منا .. ليس من حق أى قناة أن تشعل الدنيا بالفتاوى المضللة وليس من حق وسائل الإعلام أن تتاجر بالفضائح ما بين زنا المحارم وقتل الأبناء والأزواج والأمهات .. إن دور الإعلام أقدس وارفع من ذلك وحين يتحول إلى تجارة الفضائح وفوضى الفتاوى بالباطل فهو يفتح أبوابا كثيرة لتضليل الناس وتشويه صورة الحياة وتشويه كل ما هو جميل فيها. [email protected] لمزيد من مقالات فاروق جويدة