«سلومة» يعقد اجتماعًا مع مسئولي الملاعب لسرعة الانتهاء من أعمال الصيانة    الأنبا إرميا يرد على «تكوين»: نرفض إنكار السنة المشرفة    وزيرة التعاون الدولي تُشارك في فعاليات المؤتمر الإقليمي للطاقة من أجل المرأة    واشنطن: نرفض مساواة المحكمة الجنائية الدولية بين إسرائيل وحماس    إيران: تحديد يوم 28 يونيو المقبل موعدا لانتخاب رئيس جديد للبلاد    شهداء وجرحى فى قصف للاحتلال الإسرائيلى على عدة مناطق بقطاع غزة    مندوب مصر بالأمم المتحدة: العملية العسكرية في رفح الفلسطينية مرفوضة    حسين لبيب: زيزو سيجدد عقده.. وصبحى وعواد مستمران مع الزمالك    طبيب الزمالك: إصابة أحمد حمدى مقلقة ويجرى أشعة غدا وشيكابالا يحتاج أسبوعين    منتخب مصر يكتسح بوروندى ويتأهل لدور الثمانية بالبطولة الأفريقية للساق الواحدة    أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله "فيديو"    الأرصاد: الموجة الحارة مستمرة حتى الخميس    الداخلية: ضبط سائق بمنظومة نقل خاصة تحرش ب"عميلة"    مبدعات تحت القصف.. مهرجان إيزيس: إلقاء الضوء حول تأثير الحروب على النساء من خلال الفن    وزير الصحة لا مساس بحقوق العاملين بالمنشآت الصحية في ظل القانون الجديد    التصريح بدفن جثمان طفل صدمته سيارة نقل بكرداسة    اتحاد منتجي الدواجن: السوق محكمة والسعر يحدده العرض والطلب    حلو الكلام.. دموع على ضريح القلب    مندوب فلسطين لدى الأمم المتحدة: إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح حرب في غزة    وكيل "صحة مطروح" يزور وحدة فوكة ويحيل المتغيبين للتحقيق    مصدر ليلا كورة: اتجاه في الأهلي لتجديد عقد علي معلول    بوتين: مجمع الوقود والطاقة الروسي يتطور ويلبي احتياجات البلاد رغم العقوبات    إبراهيم عيسى: حادثة تحطم طائرة الرئيس الايراني يفتح الباب أمام أسئلة كثيرة    وزير الصحة: 5600 مولود يوميًا ونحو 4 مواليد كل دقيقة في مصر    بعد ارتفاعها ل800 جنيها.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي «عادي ومستعجل» الجديدة    كيفية الاستفادة من شات جي بي تي في الحياة اليومية    «الداخلية»: ضبط متهم بإدارة كيان تعليمي وهمي بقصد النصب على المواطنين في الإسكندرية    "رياضة النواب" تطالب بحل إشكالية عدم إشهار22 نادي شعبي بالإسكندرية    ميدو: غيرت مستقبل حسام غالي من آرسنال ل توتنهام    موعد عيد الأضحى 2024 في مصر ورسائل قصيرة للتهنئة عند قدومه    خريطة تلاوات إذاعة القرآن الكريم اليوم الثلاثاء    أحمد حلمي لمنتقدي منى زكي بسبب السيرة الذاتية ل أم كلثوم: اظهر وبان يا قمر    دعاء في جوف الليل: اللهم ابسط علينا من بركتك ورحمتك وجميل رزقك    جدول مباريات الدوري المصري اليوم والقنوات الناقلة    الدوري الإيطالي.. حفل أهداف في تعادل بولونيا ويوفنتوس    نشأت الديهي: قرار الجنائية الدولية بالقبض على نتنياهو سابقة تاريخية    مصطفى أبوزيد: تدخل الدولة لتنفيذ المشروعات القومية كان حكيما    خفض الفائدة.. خبير اقتصادي يكشف توقعاته لاجتماع البنك المركزي    كيف أثرت الحرب الروسية الأوكرانية على الاقتصاد العالمي؟.. مصطفى أبوزيد يجيب    بعد تعاقده على «الإسترليني».. نشاط مكثف للفنان محمد هنيدي في السينما    أفلام صيف 2024..عرض خاص لأبطال بنقدر ظروفك الليلة    إجازة كبيرة رسمية.. عدد أيام عطلة عيد الأضحى 2024 ووقفة عرفات لموظفين القطاع العام والخاص    حقيقة ما تم تداوله على "الفيس بوك" بتعدي شخص على آخر وسرقة هاتفه المحمول بالقاهرة    جهاز تنمية القاهرة الجديدة يؤكد متابعة منظومة النقل الداخلي للحد من التكدس    أطعمة ومشروبات ينصح بتناولها خلال ارتفاع درجات الحرارة    سعر الدولار والريال السعودي مقابل الجنيه والعملات العربية والأجنبية اليوم الثلاثاء 21 مايو 2024    على باب الوزير    «حماني من إصابة قوية».. دونجا يوجه رسالة شكر ل لاعب نهضة بركان    حظك اليوم برج الميزان الثلاثاء 21-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    بدون فرن.. طريقة تحضير كيكة الطاسة    المصريين الأحرار بالسويس يعقد اجتماعاً لمناقشة خطة العمل للمرحلة القادمة    تكريم نيللي كريم ومدحت العدل وطه دسوقي من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية    وزير العدل: رحيل فتحي سرور خسارة فادحة لمصر (فيديو وصور)    مدبولي: الجامعات التكنولوجية تربط الدراسة بالتدريب والتأهيل وفق متطلبات سوق العمل    تأكيداً لانفرادنا.. «الشئون الإسلامية» تقرر إعداد موسوعة مصرية للسنة    الإفتاء توضح حكم سرقة الأفكار والإبداع    «دار الإفتاء» توضح ما يقال من الذكر والدعاء في شدة الحرّ    وكيل وزارة بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور عواد بن صالح العواد وزير الثقافة والإعلام السعودى فى حوار مع «الأهرام»: محاولات قطر تدويل الأزمة بجلب قوات أجنبية لن يسهم إلا فى استمرارها

* الخطوات التى اتخذتها دول المقاطعة حتى الآن ناجحة وسيكون لها تأثير كبير
* الخطاب الإعلامى القطرى التحريضى مستمر منذ نشأة قناة « الجزيرة »
* العالم العربى يعانى من التدخلات الإيرانية السافرة فى شئونه الداخلية
* تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى أمر ملح ويحتاجه الإعلام العربي


أكد وزير الثقافة والإعلام بالمملكة العربية السعودية الدكتور عواد بن صالح العواد أن حل الأزمة مع دولة قطر يكمن فى استجابتها لنداء العقل والحكمة والقبول بتنفيذ مطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب والقناعة بأن حل الأزمة لا يخرج عن حدود هذه الدول وأن محاولات تدويل الأزمة أو تغيير ديموغرافية السكان فى قطر أو جلب القوات الأجنبية وغيرها لن يسهم إلا فى تعقيد الأزمة واستمرارها.
وشدد العواد فى حوار خاص مع «الأهرام» على أن الخطوات التى اتخذتها دول المقاطعة حتى الآن خطوات ناجحة وسيكون لها تأثير كبير فى العاجل والآجل.وقال إن الخطاب الإعلامى القطرى التحريضى الهادف إلى نشر الفوضى وعدم الاستقرار فى العالم العربى ليس جديدا ومستمر منذ نشأة قناة الجزيرة لافتا إلى أن هذا الخطاب التحريضى قد ظهرت تشوهاته بالفعل ،مشددا على أن الدول الأربع لديها عدد من الخطط الإعلامية العملية القابلة للتنفيذ تحمل أمرا واحدا فقط هو إظهار الحقيقة وكشف زيف وتشويه قناة الجزيرة للحقائق لأغراض سياسية.وشدد العواد على أن الإعلام شريك اساسى لتعزيز الأمن والاستقرار لأى دولة مشيرا إلى أن إعلام الإثارة له أهداف مشبوهة يسعى إلى إشاعة الفوضى والفرقة.وقال إن العالم العربى عانى ويعانى من التدخلات الإيرانية السافرة فى الشئون الداخلية للعالم العربي.



فيما يلى تفاصيل الحوار:
كيف تنظرون إلى واقع ومستقبل العلاقات السعودية المصرية على مختلف الأصعدة؟ وما هى وجهة نظركم لتفعيلها؟ وأهميتها لخدمة العمل العربى المشترك والحفاظ على الأمن العربى الجماعي؟
العلاقات السعودية المصرية علاقات تاريخية ولها جذور عميقة فى تاريخ البلدين وهى متميزة وتتسم بالاستمرارية نتيجة لمكانة الدولتين ولما تتمتعان به من إمكانات كبيرة وهما قطبا العلاقات فى النظام الإقليمى العربى ونقطتا اتزان فى العلاقات الدولية ويملكان رؤى مشتركة ومتطابقة حيال الأزمات التى تواجه المنطقة أو تلك الناتجة عن التدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية وإثارة الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب. هذا التقارب الكبير بين البلدين يجعلهما يقفان سوياً فى مواجهة الأخطار التى تحيط بالعالم العربى وتجعلهما يعملان معاً فى الدفاع عن الأمة العربية. ولا شك أن هناك اهتماما دائما من الطرفين للتواصل والتنسيق لتعزيز التضامن العربى والحفاظ على الأمن العربى الجماعى وتلبية تطلعات الأمة العربية والتعاون بين البلدين مهم للغاية لتعزيز أهدافها المشتركة ومن هذا المنطلق هناك لجنة مشتركة بين البلدين هدفها دعم وتعزيز التعاون بينهما على كافة الأصعدة والمعطيات على أرض الواقع تؤكد بأن هناك الكثير والكثير من أوجه التعاون بينهما والتى سوف يتم تعزيزها للمزيد مما يصب فى مصلحة البلدين.
عقد وزراء الإعلام فى مصر والسعودية والإمارات والبحرين اجتماعا فى جدة مؤخرا.. كيف يمكن التصدى للحملات الإعلامية الداعية لخطاب الكراهية الذى ترعاه حكومة قطر؟
الخطاب الإعلامى القطرى التحريضى الهادف إلى إشاعة الفوضى وعدم الاستقرار فى العالم العربى ليس جديداً وهو مستمر منذ نشأة المحطة الفضائية القطرية الجزيرة والتصدى لهذا ليس بالأمر المستحيل فى ضوء حقيقة واحدة قائمة فى العمل الإعلامى ويتمثل فى المصداقية فى الطرح وكشف الحقائق التى كانت غائبة عن أبناء الوطن العربي. ما يمكن قوله الآن هو ان هذا الخطاب التحريضى الإعلامى قد ظهرت تشوهاته بالفعل ولم يعد له تأثير إلا على قلة ممن تسوقهم العاطفة ويمكن التعامل معهم بمخاطبة عقولهم عوضاً عن عواطفهم كما تفعل الجزيرة. ولدينا عدد من الخطط الإعلامية العملية القابلة للتنفيذ التى نعمل عليها وجميعها تحمل أمراً واحداً فقط هو إظهار الحقيقة وكشف زيف وتشويه قناة الجزيرة للحقائق لأغراض سياسية وتهدف الخطط لدعم المواقف الرافضة لدعم الدوحة للإرهاب والتدخل فى شئون البلدان الأخري.
معالى الوزير .. الأمة العربية والإسلامية تمر بمخاض كبير على أصعدة متعددة وتواجهها تيارات فكرية متنوعة توجب وضع الاستراتيجيات طويلة المدى للإسهام فى المحافظة على كيانها ووحدتها وثوابتها الرئيسية .. ما هي أخطر تحديات هذا المخاض، وما الذى يمكن أن تتضمنه هذه الاستراتيجيات وكيف يمكن تفعيلها؟
الحقيقة أن أمتنا الإسلامية تعانى من هذه التيارات الفكرية المشوهة لسماحة الدين الإسلامى ولعل آفتى الإرهاب والفتنة الطائفية أخطرهما على الإطلاق ويهدفان إلى زعزعة الاستقرار والأمن والسلم الاجتماعى لخلق الفوضى فى الدول المستهدفة وعليه فلابد من مواجهة التطرف والطائفية وخطاب الكراهية بشتى أنواعها وقد بدأت جميع الدول بوضع عدد من الخطط والاستراتيجيات قصيرة وطويلة المدى لمواجهة هذه التيارات. وفيما يتعلق بعالمنا العربى فقد تميزت المملكة ومصر بحربهما على الإرهاب لكونهما أهم أهداف الفكر الإرهابى المتطرف ودك قلاعه واستئصال أفكاره منذ زمن ولزالتا مستمرتين فى ذلك، كما بدأت دول المقاطعة فى المواجهة الحاسمة مع هذه التيارات وداعميها وما تقوم به هذه الدول الآن هو جزء من استراتيجية طويلة المدي. فى الوقت الذى تواجه فيه الدول العربية والإسلامية الكثير من التحديات، إلا أن الإعلام العربى لم يلتزم بالعمل الجماعى لمواجهة هذه المخاطر، بل إن الإعلام فى كثير من الأحيان أداة للخلافات السياسية..
ما هى العقبات الأساسية التى تواجه الإعلام العربى فى هذا الصدد وكيف يمكن تجاوزها، ولماذا يتم استخدام الإعلام العربى أداة لتأجيج الخلافات العربية العربية؟
بداية لابد من التوضيح بأن الإعلام شريك أساسى لأى دولة فى تعزيز أمنها وخططتها التنموية ومن هذا المنطق تقع على عاتقه مسئولية اجتماعية محورية تتمثل فى الالتزام بها فى خطابه للرأى العام بالبعد عن الإثارة والتحريض، فالكلمة أمانة وتصبح هذه الأمانة مسئولية كبرى عندما يتعلق الأمر باستقرار البلاد ورخاء العباد. والإعلام العربى الرسمى يعمل جاهداً للالتزام بالثوابت والقيم والخطط التى تم الاتفاق عليها أو تلك التى لا تكون سبباً فى تأجيج أى خلاف. أما أن يتم استخدام الإعلام العربى الرسمى لتأجيج الخلافات فهذا غير صحيح. تزييف الحقائق والحض على إشاعة الفوضى نراه فى بعض وسائل الإعلام الخاصة أو التى تدعى أنها خاصة والمثال الواضح الجلى لهذا النوع من الإعلام هو إعلام الإثارة له أهداف مشبوهة ويسعى إلى شق الصف تحت حجة إظهار الحق بينما الواقع أن ما يعرضه هذا النوع من الإعلام عبارة عن مجموعة من الأكاذيب لإثارة العاطفة والحماس لصالح الأهداف المشبوهة. من خلاصة القول هو إعلام يهدف إلى إشاعة الفوضى والفرقة، وحتى لا يكون الكلام مرسلاً علينا فقط أن نرى ما حل بالعالم العربى من فوضى عارمة وخراب وتدمير.
فى ظل الهجمة الإيرانية على الدول العربية .. كيف للأمة العربية أن تواجه هذا الخطر الفارسى الذى يستخدم الطائفية المذهبية أداة للتدخل فى شئون الدول العربية، وكيف يلعب الإعلام والثقافة دوراً إيجابياً فى التوعية بمخاطر المشروع الإيراني؟
المشكلة مع الحكومة الإيرانية عميقة ومتجذرة بدءاً من ثورتها المسماة بالإسلامية عام 1979 والتى كانت من أهم استراتيجياتها تصدير الثورة إلى كل بقاع العالم العربى والإسلامى وأضحت استراتيجية تصدير الثورة مادة ثابتة فى الدستور الإيراني. العالم العربى عانى ويعانى من هذه التدخلات الإيرانية السافرة والأمثلة على ذلك لا تُعد ولا تحصى ونراه واضحاً جلياً فى العراق حيث عاش سنته وشيعته فى إخاء ومحبة لم يعكر صفوها إلا أفكار تصدير الثورة التى جعلت أبناء البلد الواحد فى قتال وفوضى وعدم استقرار ما أن ينتهى فى طرف البلد حتى يستعر فى طرف آخر. فى المقابل المملكة تدعم جهود الحكومة العراقية الشقيقة الهادفة لاستقرار البلاد ومكافحة الإرهاب. ونرى التدخل الإيرانى السافر كذلك فى لبنان من خلال حزب الله الذى أضحى دولة داخل دولة وجعل لبنان البلد الذى كان مثالاً يحتذى فى التعايش إلى بلد هاجر الكثير من أهله بحثاً عن الاستقرار الذى يقوِّضه وبشكل مستمر حزب الله الممول من الحكومة الإيرانية لخدمة أهدافها لجعل هذا البلد المسالم دوماً على حافة بركان من الفوضى وعدم الاستقرار. آخر ولن يكون الأخير لتدخلات حكومة إيران السافرة فى شئون العالم العربى نراه فى اليمن الشقيق، البلد الذى لم يعرف الطائفية على امتداد تاريخه، ومع تدخلها السافر فى شئون اليمن من خلال عصابة الحوثى فكانت النتيجة الفوضى وغياب الأمن وانتشار الفقر والمرض وهى أمور سعت المملكة وشقيقاتها فى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربى على تلافيها من خلال المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطنى اليمني، الحديث عن أطماع الحكومة الإيرانية فى العالم العربى حديث طويل ومخاطر هذه الأطماع أضحت جلية واضحة للجميع حتى للمواطن العربى البسيط، فتدخلاتها السافرة فى الشئون الداخلية فى العالم العربى وفى كل بقعة تجد فيها موطئ قدم سواء فى العالم العربى أو الإسلامى أضحت معروفة لدى الرأى العام العربى والإسلامى والكثير من الدول انتبهت لهذه المخاطر وهو الأمر الذى كان لوسائل الإعلام العربية والمثقفين دور هام فى توضيح مخاطره على الأمن والسلم الاجتماعى فى العالم العربى والعالم الإسلامي. خلاصة يجب على القادة الإيرانيين أن يتيقنوا بأن مشروعهم فى تصدير الثورة لن يكتب له النجاح مطلقاً. وعوضاً عن ذلك عليهم أن يهتموا برعاية شئون مواطنيهم الذين يعانون من الفقر والمرض كوَّن نسبة كبيرة من ثروات إيران تذهب للحرس الثورى المصنف إرهابياً فى جل دول العالم والذى يصرفها على إشاعة الفوضى والقتل والتدمير فى أى بقعة تسنح له فيها فرصة للتدخل فى العالم العربى والعالم الإسلامي. الحقيقة المؤكدة بأنه أينما يحل الحرس الثورى الإيرانى يحل الدمار والخراب.
قامت قطر بدعم الإرهاب وخلق مناخ سلبى زاد من مخاطر أمن المنطقة، وباتت تشكل خطراً على أمن واستقرار دول الخليج والجوار، وذلك بسبب الدعم المتواصل للإرهاب، وتمويل المنظمات فى جميع أنحاء العالم العربى ومنطقة الخليج، مثل القاعدة وداعش وجبهة النصرة والإخوان المسلمين.. كيف يمكن كبح جماح الدوحة وتعديل الخطاب الإعلامى التحريضى لقناتها الدولية «الجزيرة»؟
الحل واضح ويكمن فى استجابة قطر لنداء العقل والحكمة والقبول بتنفيذ مطالب الدول الأربع والقناعة بأن حل الأزمة لا يخرج عن حدود هذه الدول وأن محاولات تدويل الأزمة أو تغيير ديموغرافية السكان فى قطر أو جلب القوات الأجنبية وغيرها لن يسهم إلا فى تعقيد الأزمة واستمرارها. الخطوات التى اتخذتها دول المقاطعة حتى الآن خطوات ناجحة وسيكون لها تأثير كبير فى العاجل والآجل، وهناك المزيد ولكن لكل خطوة وقتها المناسب ونأمل أن تسود الحكمة وأن تقوم الحكومة القطرية بما يلزم لتعود إلى حضنها العربي. تحاول قطر ومن خلال قناة الجزيزة تضليل الرأى العام العربى والدولى بأن الأزمة معها أزمة مفتعلة وبأنها مؤامرة عليها وبأنها أمر دبر بليل وكل هذه الافتراءات تجافى الحقيقة. فقطر التزمت ووقعت على اتفاق الرياض 2014 ثم تنصلت منه وعادت من خلال قناة الجزيرة فى التدخل فى شئون الدول لبث الفوضى فيها وتحريض شعوبها.
شاركتم فى اجتماعات وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية فى القاهرة مؤخراً، ما هى أولويات الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة 2030؟
الخريطة الإعلامية للتنمية المستدامة كانت واحدة ومن عدة نقاط تمت مناقشتها فى ذلك الاجتماع وهى معدة من قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية فى إطار تنفيذ أجندة التنمية المستدامة 2030 التى أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة، وسبل تنفيذ أهدافها. ومن أولويات الخريطة العمل المشترك والنظر إلى أبعد من الحدود الوطنية والمصالح قصيرة الأمد وعدم انعزال العالم بعضه عن بعض. تهدف تلك الخريطة إلى القضاء على الفقر ومعالجة الانقسام والفساد واللا مسئولية والحد من كل ما يكبح التنمية. ونحن فى المملكة العربية السعودية وكما هو معروف فقد أطلقت وبتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رؤية المملكة 2030 والتى يُشرف عليها صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نائب رئيس مجلس الوزراء وولى العهد وزير الدفاع، وهى رؤية هدفها الاستراتيجى تنويع مصادر دخل الدولة وانفتاحها على العالم بمشروعات كبرى كمشروع البحر الأحمر ومشروع محافظة العُلا ومشاركة فاعلة للقطاع الخاص وتمكين المرأة، وكل هذه المشاريع وغيرها هدفها الأساس هو تحقيق تنمية مستدامة قادرة على خلق فرص عمل باستمرار.
كثر الحديث مؤخرا عن واقع الإعلام السعودى ومستقبله خاصة فى ظل التحول الذى تعيشه المملكة منذ إطلاق خطة 30/20 فضلا عن الأوضاع السياسية التى يمر بها محيطها الجغرافى ومحاولات استهداف استقرارها كيف ترون تعامل الإعلام مع هذه القضية وهل هناك خطة لتحسين أداء الخطاب الإعلامى خاصة الخارجى منه؟
من المهم هنا توضيح الدور المميز الذى قام به الإعلام السعودى كشريك للدولة فى جهودها التنموية من خلال الخطط الخمسية التى انطلقت منذ السبعينات الميلادية من القرن المنصرم. هذه الشراكة بين الدولة ووسائل الإعلام الوطنية المرئية والمسموعة والمقروءة كانت نتائجها واضحة وجلية ونراها فى تحول البلاد خلال عقود تعد على أصابع اليد الواحدة من مدن محدودة السكان والخدمات إلى مدن عصرية تمتلك بنية تحتية قوية وتنمية جبارة لكافة المجالات نقلت المملكة إلى مصاف الدول. ومع الزيادة فى عدد السكان والحاجة الماسة لتنمية مستدامة قادرة على استحداث وظائف بشكل مستمر ومشاركة فاعلة للقطاع الخاص فى الناتج الوطنى للميزانية إضافة إلى حتمية التوقف عن الاعتماد بشكل شبه كلى على موارد النفط كمصدر رئيس لميزانية الدولة بسبب التذبذب فى أسعاره بين الفينة والأخري. جاءت رؤية 2030 كرؤية شاملة لن تقتصر على الشأن الاقتصادى فحسب بل تتخطاه إلى كل النواحى المتعلقة برفاهية المواطن من اجتماعية وصحية وترفيهية وثقافية. ومن هذا المنطلق فالإعلام والثقافة نصيب من هذه الرؤية وذلك من خلال أكثر من (22) مبادرة إعلامية وثقافية تدخل ضمن الرؤية منها إنشاء مراكز ثقافية ومدن إعلامية فى الداخل ومكاتب إعلامية ثقافية فى عواصم العالم الرئيسية.
تبنت عدة جهات عربية وضع ميثاق شرف إعلامى فى إطار جامعة الدول العربية، ورغم الاجتماعات الدورية لمعالى وزراء الإعلام العرب إلا أن هذا الميثاق لم يتم تفعيله .. كيف يمكن أن يخرج هذا الميثاق إلى الضوء وما الذى يحول دون ذلك؟
لا شك أن تفعيل ميثاق الشرف الإعلامى هو أمر ملح ويحتاجه الإعلام العربى ولكن المشكلة تكمن فى مدى التزام بعض الدول ووسائل الإعلام العربية. وأعتقد بأنه لن يكون هناك تفعيل كامل له إلا إذا أدركت الكثير من وسائل الإعلام العربية الوطنية والخاصة بأن هناك مسئولية اجتماعية تقع عليها تجاه مجتمعاتها للتوفيق بين حريتها وبين التزاماتها تجاه المجتمع من خلال تغطيات تتسم بالمهنية والتوازن والبعد عن التحريض وإشاعة النعرات وخطابات الكراهية.
الإرهاب أخطر ما يواجه الأمة العربية .. ومع ذلك هناك اختلاف فى الإعلام العربى على تعريفه وسبل مكافحته .. ما هى الأسباب؟ وكيف تكون الحلول على صعيدى الثقافة والإعلام من وجهة نظرك؟
المملكة العربية السعودية من أولى الدول التى حذرت من مخاطر الإرهاب على الأمن والسلم الأهلى للمجتمعات وللعالم بأسره كونها اكتوت ومنذ عقود خلت بالعديد من الهجمات الإرهابية. عليه كانت سباقة لتحذير العالم من مخاطره ورعت فى عام 2005 المؤتمر الدولى لمكافحة الإرهاب والذى شاركت فيه العديد من دول العالم وصدر عنه إعلان الرياض الذى حذر المجتمع الدولى من مخاطر آفة الإرهاب. ولقد رعت بعد هذا المؤتمر العديد من المؤتمرات والندوات داخلياً وخارجياً لمواجهة الإرهاب وكان آخرها القمة السعودية العربية الإسلامية الأمريكية والتى حققت نجاحات كبيرة وكان من أهم نتائجها إطلاق المركز العالمى لمكافحة التطرف »اعتدال«. كذلك كانت المملكة الدولة السباقة فى دعم وإنشاء مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب بأكثر من مائة مليون دولار، ولمكافحة الإرهاب عسكرياً شكلت المملكة حلفاً لذلك هو التحالف الإسلامى العسكرى لمحاربة الإرهاب الذى أطلق فى 15 ديسمبر 2015 بمشاركة (41) دولة إسلامية. وفى اعتقادى ليس هناك اختلاف جوهرى فيما هو الإرهاب عندما يتعلق الأمر بغالبية وسائل الإعلام العربية ولعل الاستثناء نراه فى القنوات المحرضة عليه لأسباب سياسية بحتة وتكون نتائجها وخيمة حتى فيما يخص قضايا عادلة. الإعلاميون والمثقفون تقع عليهم مسئولية تعريف الناس بمخاطر الإرهاب على سلمهم وأمنهم الاجتماعى وكذلك فضح المنصات الإعلامية التى تدس السم فى الدسم ويكون نتائج ذلك المزيد من المعاناة والاضطهاد للمغرّر بهم تحت شعارات جوفاء لا تسمن ولا تغنى من جوع.
تواجه بعض الدول العربية أزمات داخلية منذ 2011 فيما سمى بثورات الربيع العربى خاصة فى اليمن وسوريا وليبيا .. برأيكم كيف يمكن حل هذه الأزمات؟
الدول العربية الثلاث التى ذكرتها فى سؤالك تعرّضت لأزمات سياسية حادَّة نتج عنها صراعات دموية أزهقت مئات الآلاف من الناس وشرَّدت الملايين وكان لحكومة إيران دور أساس فى تأجيجها وإطالة أمدها كما هو الحال فى سوريا واليمن. ولقد أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة العديد من القرارات الأممية بشأنها. فاليمن على سبيل المثال أصدر مجلس الأمن له القرار رقم (2216) فى الرابع عشر من شهر إبريل 2015م، وهو القرار الذى ما زالت جماعة الحوثى والمخلوع صالح يرفضان تنفيذه. والقرار يشمل الكف عن الأعمال التى تعتبر من الصلاحيات الحصرية للدولة اليمينة الشرعية والكف عن استفزاز الدول المجاورة والتوقف عن تجنيد الأطفال وسحب القوات من المناطق التى احتلت من قبل جماعة الحوثى والمخلوع صالح. وفيما يخص سوريا وليبيا فقد صدرت بحقهما العديد من القرارات الأممية لإنهاء الصراع فيهما ولكن الفرقاء فى ليبيا يرفضون التنفيذ والنظام الدموى فى سوريا ما زال مستمراً فى استباحة دماء الأبرياء بقتلهم وتشريد العباد وتخريب البلاد.
تعرض المسجد الأقصى للإغلاق لأول مرة منذ الاحتلال الاسرائيلى للقدس ونجحت جهود خادم الحرمين الشريفين فى فك الحصار الاسرائيلى مع جهود عربية واسلامية هل تعتقدون أن الإعلام فشل فى شرح المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل أم أن المشكلة فى حكومة الكيان الاسرائيلى الرافض لمبادرات السلام.؟
منذ عهد الملك المؤسس الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وحكومة المملكة وشعبها فى مساندة مستمرة للشعب الفلسطينى الشقيق لاستعادة حقوقه المشروعة واستعادة أراضيه المحتلة. وتسعى المملكة فى كل جهودها الدبلوماسية لتأكيد الحق الفلسطينى فى مقدساته الإسلامية والتى هى مقدسات لجميع المسلمين فى أرجاء المعمورة والمتمثلة فى المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين. وعليه فإن جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لإعادة فتح المسجد الأقصى أمام المصلين تنطلق من الثوابت السياسية لقيادة المملكة فى حق الأشقاء الفلسطينيين فى حرية ممارسة شعائرهم الدينية وعلى رأسها الصلاة بالمسجد الأقصى المبارك. وبالمناسبة فلقد وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود باستضافة ألف أسرة من أسر الشهداء الفلسطينيين لأداء فريضة الحج لهذا العام 1438ه وذلك ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة. أما ما يخص جزئية مبادرة السلام العربية التى وافقت عليها القمة العربية فى بيروت وذلك منذ ما يقارب الأربع عشرة سنة فهى مبادرة واضحة وجلية وأمر تعثرها يعود لعدم تفاعل الطرف الآخر معها والرغبة الجادة فى تحقيق السلام تحتاج إلى شريك يؤمن به لصراع طال أمده.
فى اطار التحول الشامل لمؤسسات المملكة للانسجام مع » رؤية 3020« وفيما يعد قفزة اقتصادية هائلة لزيادة الدخل فى المستقبل القريب- أعلن الأمير محمد بن سلمان ولى العهد إطلاق مشروع البحر الأحمر السياحى العالمى .. ما هى الأهداف المرجوة من هذا المشروع العملاق وكيف سيتم تسويقه إعلاميا؟
كما أوضحت لك فى إجابة سابقة فإن أحد الأهداف الرئيسية لرؤية 2030 هى الحد من اعتماد ميزانية الدولة على مداخيل النفط وأسعارها غير الثابتة، عليه أضحى لازماً تنويع مصادر دخل ميزانية الدولة ومشروع البحر الأحمر هو واحد من هذه المشاريع العملاقة التى تهدف إلى التنوع فى اقتصاد المملكة. والهدف من المشروع إضافة إلى كونه مصدر دخل لميزانية الدولة هو أيضاً مشروع سياحى عملاق بمواصفات عالمية ستجعل منه وجهة سياحية عالمية، والمملكة لديها أكثر من 1300 جزيرة أغلبها فى البحر الأحمر وبعضها فى الخليج العربى وقد آن الأوان للاستفادة من هذه الجزر بشكل يصب فى مصلحة اقتصاد المملكة ورفاهة شعبها.
معالى الوزير ..كيف ترى مستقبل الصحافة الورقية فى ظل المنافسة الشديدة من الإعلام الالكترونى وكيف يمكن الاستفادة من المواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى فى إيصال الرسالة الإعلامية ؟
الإعلام صناعة وعليه وكما هو الحال مع الصناعات الأخرى فهو يتطور باستمرار من أجل البقاء فى سوق المنافسة. وهناك خاصية تتميز بها صناعة الإعلام كونها صناعة تتطور بسرعة مذهلة ومرد ذلك هو التطور الهائل فى وسائل الاتصال وتقنياته والتى جعلت العالم على ضوء ذلك قرية كونية (Global Village) يستطيع المتصفح التنقل بين قاراتها وأركانها الشاسعة بلمسة اصبع على جهاز التليفون الذكي. الصحافة الورقية التى كانت هى المحرك للعمل الإعلامى على المستوى العالمى تواجه الكثير من الصعوبات والمنافسة فى وقتنا الحاضر للعديد من الأسباب لعل من أهمها عزوف الأجيال الشابة عنها بسبب تعلقها بمتابعة العالم الافتراضى (Virtual World) من خلال الفضاء الإلكترونى (Cyber Space) على شبكة المعلومات الدولية للإنترنت. وعليه وكما لا يخفى عليك فهناك صحف عالمية عريقة اضطرت إلى التخلى عن نسختها الورقية واستبدلت بها نسخة إلكترونية، وكذلك فأغلب الصحف الورقة الآن لديها نسخة إلكترونية. وهناك حلول كثيرة متاحة للصحف الورقية لتجاوز أزمتها منها على سبيل المثال الاندماج بين بعضها البعض والبحث عن طرق تسويقية مبتكرة للتمكن من المنافسة باستمرار فى عالم أضحت فيه وسائل الإعلام الجديد تنافس وبقوة وسائل الإعلام التقليدية.
خلال مشاركة مصر ضيف شرف مهرجان الجنادرية الأخير أعلنت مصر والسعودية استراتيجية ثقافية لتكون جسرا للتواصل بين البلدين والدول العربية، هل نتوقع أن تشهد الفترة المقبلة تنشيطا لهذه الاستراتيجية، وإلى اين وصل التعاون الثقافى والترفيهي؟
التعاون الثقافى بين المملكة ومصر قائم ولعقود وإعلان عن الاستراتيجية الثقافية بين البلدين خلال المهرجان الوطنى للتراث والثقافة (الجنادرية) جاء تتويجا لهذا التعاون وهو أمر مُلِح ويصب فى مصلحة البلدين الشقيقين ويؤمل منه أن يكون مثالاً للتعاون الثقافى بين بقية الدول العربية. اللجنة السعودية المصرية المشتركة من مسئولياتها دراسة كل أمور ونشاطات التعاون بين البلدين فى جميع المجالات بما فيها المجال الثقافى وتجتمع اللجنة بشكل دورى فى الرياض والقاهرة وتفعيلا لاستراتيجية التعاون الثقافى بين البلدين ستكون على أجندة أعمال اللجنة المشتركة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.