منذ أيام تداولت مواقع التواصل الاجتماعى مقطع فيديو لمجموعة من سائقى قطار يرقصون ويدخنون، ثم ظهرت صورة لسائق يشرب الشيشة فى أثناء القيادة ثم وقع الحادث الأليم لتصادم قطارين بقرية خورشيد، ثم اندلع حريق فى قطار القاهرةأسوان، ثم خرج قطار عن القضبان فى الإسكندرية بمحطة فيكتوريا، وهرب السائق من القطار، وخرج قطار المنصورةطنطا عن مساره الأساسى وسار على الخط المعاكس بسبب خطأ فى التحويلة. فماذا نطلق على كل هذه الحوادث؟، وهل هى من قبيل المصادفة وجميعها نتيجة الإهمال أم أن هناك شيئا آخر غير معلوم؟.. أيا كانت الأسباب، فالأمر مؤسف للغاية، وهو نتيجة تراكمات للفساد والإفساد. القطار وسيلة نقل للكثيرين الذين لا يستطيعون استعمال وسائل أخرى قد لا تتناسب ودخلهم الضعيف، وليس هناك أدنى اهتمام بهذه الوسيلة، بل ويتم التعامل مع الركاب معاملة غير لائقة بالمرة، فهل يعقل أن يستبدل قطار بآخر بعد صعود جميع الركاب فيهرول الجميع بأعدادهم الغفيرة ليلحقوا به، ثم بعد لحظات يعودون مهرولين للقطار الأول!.. ألا يوجد أدنى احترام لشيخ كبير أو امرأة تهرول بأطفالها أو مريض؟، هل يعقل أن يتأخر قطار عن موعده ساعة كاملة دون تنبيه للركاب لهذا التأخير؟، وهل نحن بحاجة لأن نستعين بنظريات تغيير وتعديل السلوك ووضعها حيز التطبيق؟، وهل يمكن عمل دورات تدريبية للتنمية البشرية لموظفى الدولة؟.. علينا أن نعترف بأن ما نحن عليه ناتج عن غياب الثقافة والبيئة غير الصالحة والإيمان غير المكتمل ونظام إدارة غير مسئول، وعلينا أن نبدأ من الصفر خطوة خطوة إذا كنا جادين فى الإصلاح!. مى عبدالرؤوف بسيونى