إذا أردت أن تكلم شخصا أو أكثر قليلا فيمكن أن تضمكم جلسة محدودة يصلهم فيها صوتك دون عناء، أما إذا أردت أن تكلم جمعا من الناس فاصعد مكانا عاليا حتى يسمعوك ويروك. المكان العالى الآن هو الفضاء، كل القنوات الآن فضائية، أما القنوات الأرضية فقليلة جدا، الناس ينطلقون إلى منابر الفضاء ليكلموا الناس ويبثوا إليهم افكارهم من خلال الأقمار الصناعية التى تبث مئات القنوات، فى عصر عصر الفضاء المباح لأهل الأرض أن يتخذوه معبرا للوصول إلى أى مكان فى الأرض بالكلمة والصورة ونقل الحدث وقت وقوعه. وهذه القنوات التى تنطلق من الأرض وإليها عبر الفضاء كصاروخ إعلامى عابر للقارات مثل البالونات الملونة، وكل بالونة تمثل فكرا أو تيارا معينا يطرح نفسه فى صور متعددة، وعلى المشاهد أن يختار ما يجب ان يرى ويسمع. هنا يبرز دور القنوات الدينية الفضائية الذى يعد فريضة فى حماية أجيالنا وأسرنا، وخط دفاع لقيمنا واخلاقنا كمجتمع مسلم له تقاليده وثوابته، وضرورة مثل هذه القنوات خاصة المعتدلة منها والتى تنتهج الوسطية، أنها مراقب فضائى شعبى غير رسمى يوجه الحياة نحو الطريق المستقيم الذى يعود بالنفع على الفرد والمجتمع. وعلينا ان نشجع مثل تلك القنوات التى تعمل على حماية هويتنا بوسطية واعتدال، وتدعو إلى حظيرة الدين بالحكمة والرفق، ومن بينها كانت قناة تنتمى إلى الأزهر الشريف اسما لافعلا انطلقت منذ فترة عاصمة الوسطية، وتتخذ من الأزهر وعلمائه أبا روحيا لها، ثم اختفت بعد أن جذبت إليها قطاعا عريضا من المشاهدين لوسطيتها واعتدالها، وهى قناة «أزهري»، ربما بسبب مشكلة التمويل.. فهل تعود هذه القناة ومثيلاتها. لمزيد من مقالات عبدالحسيب الخنانى