بعيدا عن أى تنظيرات فلسفية من بضاعة أهل النخبة المصرية أجدنى مضطرا لدق جرس إنذار حول مخاطر التصاعد بالاستثمار السييء لأجواء الحرية سواء فى وسائل الإعلام أو تحت قبة البرلمان لأن الحرية مسئولية قبل أن تكون نوعا من الوجاهة السياسية! إننى أتمنى على الجميع ونحن نعيش مرحلة صعبة فى تاريخ هذا الوطن أن يرتفعوا فوق كل الخلافات وأن يدفنوا أى أحقاد وضغائن وأن يدركوا الفارق الهائل بين ضرورات وإيجابيات الخلاف فى الرأى وبين سلبيات ومثالب تحويل خلافات الرأى إلى صراعات ومشاحنات.. وليس يغيب عن أهل النخبة أن المفهوم الصحيح للحرية يجب أن يرتكز فى المقام الأول على الالتزام بحرية الآخرين وبالفهم الصحيح لجوهر الديمقراطية لأن أى خروج بالحرية والديمقراطية والانحراف عن المسار الصحيح يعنى انزلاقا نحو الفوضى والخراب! إن الخطأ كل الخطأ أن يتصور أحد أن الديمقراطية هى مجرد حرية بلا سقف توفر حق الصراخ لأن ذلك يعنى أن البعض لا يريد أن يأخذ من الديمقراطية سوى شكلها الخارجى فقط ثم إن كل الديمقراطيات التى سمحت ولو بقدر محدود لاتساع مساحة تغييب العقول تحت رايات الديمقراطية الشكلية انتهت نهاية مأساوية ودفعت بشعوبها إلى الكفر بالديمقراطية رغم عظيم حسناتها والارتماء طوعا فى أحضان الديكتاتورية رغم بشاعة مساوئها. بصراحة مصر لا تتحمل استمرار هذا السيرك الهزلى الذى يستهدف تغييب العقل لحساب عواطف التهييج والإثارة باسم الديمقراطية المفترى عليها.. وهذا هو ما فهمته من خطاب الرئيس السيسى الأخير فى احتفالية بشاير الخير بمنطقة غيط العنب بالإسكندرية عندما قال بمنتهى الحسم والوضوح إن الدولة لن تسمح بعودة الفوضى وأن القوات المسلحة لديها خطة انتشار تغطى أرض الوطن فى 6 ساعات فقط! خير الكلام: يستحق الاحترام من يعلم نفسه ويؤدبها قبل أن يسعى لتعليم الناس وتأديبهم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله