لن نناقش ما أثارته المواطنة الهولندية المقيمة في الدوحة، بشأن تعرضها للاغتصاب، ربما كانت مزاعم ومحض إفتراء، وقد يكون ما تفوهت به مستغيثة ومستجيرة هو الحقيقة بعينها ، أما القول بأن محكمة قطرية فصلت في الأمر وأصدرت حكمها بادانتها فهذا لا يعتد به خاصة ان تلك الإمارة لا توجد فيها سلطة قضائية وفق القواعد التي استقرت عليها الإنسانية. إذن فالمسألة التي تعنينا هنا تنصب في عبارة خارج نطاق الزواج ولأن البلد إسلامي فالشريعة الغراء أساس نظامه القانوني وهذا بالطبع لا غبار عليه البتة . غير أن الاشكال الذي يواجهنا هو هذا التناقض الذي هو سمة هذا البلد المتناهي في الصغر ، والذي سيتجلي بصورة مروعة عندما تقام على ارضه مسابقات كأس العالم لكرة القدم بعد ست سنوات من الآن ، هذا مع افتراض واقيمت ، فالشك مازال يحاصرها. وماذا ستفعل حكومة الإمارة مع آلاف الجماهير الذين سيأتون إليها من كل صوب وحدب لمتابعة العرس الكروي الأهم في الدنيا ومعظمهم سيكونون من الفتيان والفتيات ومئات من الشباب سوف يصطحبن صديقاتهن، فهل سيجبرون على تقديم ما يفيد أنهم متزوجون، وماذا عن المثليين والمثليات منهم ، وما العمل حيال عادات وثقافات القادمين الذين عليهم أن يجدوا في مولات وصيدليات البلد المضيف موانع الحمل على اختلافها أو على الأقل استجلابها معهم فهل ستسمح الجمارك بهذا؟. اما الزوار الذين لا يحتسون الشاي والينسون والنعاع ، فقد اعتادوا شرب الماء المقطر وهو ما يعني أن المسئولين القطريين عليهم توفير الخمور وإتاحتها بشروط وليس منعها وفقا لقواعد الفيفا. ثم ما هو المعنى من التحلي بثقافة اسلامية والدولة نفسها تشتري فنادق في أوروبا وأمريكا وشرق آسيا وتسثمر ملايين الدولارات فيها فكيف يستقيم ذلك مع كونها تقدم الخمر والميسر وليس في عرفها قبول نزلاء بها داخل إطار الزواج. لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد