كنت أود من السيد النائب البرلمانى المحترم الذى أعلن تأييده للسلفيين فى مطلبهم بمنع الخمور نهائيا بمصر وليس فقط فى رمضان، أن يتبرأ أولا من أفعال بعضهم المخجلة وثانيا أن يلتفت للقضايا الأكثر إلحاحا وأهمية للمجتمع، والبحث عن حلول ناجعة لها، فالكحوليات لا تشكل هاجسا لدى غالبية المصريين الذين يشغلهم قوت يومهم وأمنيتهم ألا يأتى غد بمزيد من رفع الأسعار، وإذا جاء يوم سعيد وهذا نادرا يحتسون بعض الجعة على سبيل المرح والتمثل للزمن الجميل سينما الأبيض والأسود. كما أن الرئيس السيسى وأركان حكمه مشغولون بمد الجسور وإنشاء الطرق وبناء بلد تركه أسلافهم على الحديدة، وليس لديهم وقت لتضييعه فى سفسطة ميتافزيقية لا طائل من ورائها على حد تعبير ابن خلدون، وما لا يعلمه السادة ممثلو الشعب أن الحكومة ومعها مجلس النواب لا يمكنهما الاقتراب من مصانع الماء المقطر فعقود موثقة مبرمة وفق قوانين الاستثمار ولها أطر دولية ونفض كل هذا يعرض البلاد والعباد لتحكيم وتعويضات ثم وهذا هو الأهم أن تلك الشركات تستوعب عمالة وتنتج وتصدر أى أنها تدر عوائد وتفتح بيوتا لآلاف الأسر. أما الإدعاء بأن مصر إسلامية فهذا قول تنقصه الدقة وفى حاجة إلى تمحيص، فالكنانة كيان مدنى ديمقراطى وليس هناك فى القانون الدولى مثل تلك التوصيفات، ولماذا يفترض البرلمانى أن الدولة المصرية مقصورة فقط على دين واحد، فهناك أديان وعقائد يعتنقها الملايين لا ترى فى الخمر جرما حتى وإن لم تحتسيه. والسؤال كيف سنفعل مع مفردات حياتية عايشها من كانوا قبلنا ونعيشها نحن والأجيال القادمة ستعيشها عبر دراما قديمة وهى بالمئات وباتت جزءا لايتجزأ من ثقافتنا مشاهدها تعج بألفاظ لم يدر بخلد القائمين عليها ومعظمهم مسلمون بأنهم يرتكبون الخطئية كتلك التى تقول تشرب ويسكى أو كونياك وهذا المقطع من أغنية عبد الوهاب، هل سنمحى كل هذا ؟ لمزيد من مقالات سيد عبد المجبد