انطلاق فعاليات المؤتمر العلمي الأول لتمريض صحة النساء بجامعة كفر الشيخ.. صور    أصل الحكاية| معاني أحد الشعانين في المسيحية وطقوس الاحتفال به    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفال أحد السعف بأسيوط وسط حضور جماهيري كبير    برلماني: جودة التعليم الجامعي تعاني من نقص الإمكانات المادية والتمويل    «التنظيم والإدارة» يعلن عن مسابقة لشغل 19 ألف وظيفة معلم مساعد.. تفاصيل    موعد إجازة القطاع الخاص في عيد العمال وشم النسيم    نقلة عالمية على أرض الوطن.. مركز البيانات والحوسبة «عقل مصر الرقمي»    «اقتصادية النواب» توافق على موازنة جهاز حماية المستهلك للعام المالي الجديد 2024 /2025    عميد كلية الذكاء الاصطناعى بجامعة القاهرة: مصر تواكب التطورات التكنولوجية دائما.. والطلاب يحصلون على فرص عمل جيدة خلال فترة الدراسة    الدفع بأتوبيسات نقل جماعي للقضاء على التزاحم وقت الذروة في مواقف بني سويف    خبير سياحى لبرنامج "صباح الخير يا مصر" : المقومات السياحية المصرية متنوعة .. وهذه أسباب الإشادات العالمية    ماكرون يعرب عن استعداده لمناقشة الدفاع النووي في أوروبا    حركة حماس تكشف ميعاد تسليم ردها للقاهرة حول الصفقة    المستشار حنفي جبالي يستقبل الصالح رئيس مجلس الشورى البحريني    اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية تدعو إلى وقف الحرب على غزة    سفير روسيا بمصر للقاهرة الإخبارية : علاقات موسكو والقاهرة باتت أكثر تميزا فى عهد الرئيس السيسى    محمود عباس: أمريكا هي الدولة الوحيدة التي يمكنها وقف هجوم إسرائيل على رفح    رئيس الوزراء الأردني: نرفض أي محاولات تستهدف التهجير القسري للفلسطينيين    الجيش الروسي يدمر حظائر الطائرات الأوكرانية في مطار «كامينكا»    الزمالك يوفر تذاكر مجانية للجالية المصرية في غانا لحضور لقاء دريمز    الشيبي يمتثل للتحقيق أمام لجنة الانضباط    سون يقود هجوم توتنهام لمواجهة آرسنال    صافرة فرنسية تدير قمة ريال مدريد وبايرن ميونخ في دوري أبطال أوروبا    موعد مباريات اليوم الثالث بطولة إفريقيا للكرة الطائرة للسيدات    المعمل الجنائي يفحص مبنى حريق سجل مدنى بشبرا الخيمة| صور    بالصور.. والدة ضحية زوجها بالغربية تكشف تفاصيل قتل المتهم زوجته أمام بناته    «التعليم» توضح موعد إعلان أرقام جلوس الثانوية العامة 2024    ضبط 1.25 طن لحوم ودواجن مجهولة المصدر وغير صالحة للاستهلاك الآدمي بالشرقية    الأربعاء.. حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان «بردية» لسينما الومضة    الرئيس السيسي: «متلومنيش أنا بس.. أنا برضوا ألومكم معايا»    فيلم «أسود ملون» ل بيومي فؤاد يحقق المركز الرابع في شباك التذاكر    حسن عبد الموجود يكتب: رحلة القبض على نسخة نجيب محفوظ «الفالصو»!    اتهمها ب«الزن.ا»|ميار الببلاوي تفتح النار على «محمد أبوبكر» وبسمة وهبة..وعبير الشرقاوى تدافع عنها    بحضور محافظ مطروح.. «قصور الثقافة» تختتم ملتقى «أهل مصر» للفتيات والمرأة بالمحافظات الحدودية    «الصحة» تكشف تفاصيل «معا لبر الأمان»: نخطط للوصول إلى 140 ألف مريض كبد    صحة المنيا تنظم قافلة طبية بقرية جبل الطير ضمن مبادرة حياة كريمة    الأرصاد الجوية تعلن حالة الطقس المتوقعة اليوم وحتى الجمعة 3 مايو 2024    أعاني التقطيع في الصلاة ولا أعرف كم عليا لأقضيه فما الحكم؟.. اجبرها بهذا الأمر    إصابة 3 أشخاص في انقلاب سيارة ملاكي على الطريق الصحراوي بقنا    أجمل دعاء للوالدين بطول العمر والصحة والعافية    قرار جديد من القضاء بشأن 11 متهماً في واقعة "طالبة العريش" نيرة صلاح    إدارة الأهلي تتعجل الحصول على تكاليف إصابة محمد الشناوي وإمام عاشور من «فيفا»    اعرف مواعيد قطارات الإسكندرية اليوم الأحد 28 أبريل 2024    أحمد مراد: الخيال يحتاج إلى إمكانيات جبارة لتحويله إلى عمل سينمائي    الصحة: تقديم الخدمات الطبية لأكثر من مليون مواطن لمن تخطوا سن ال65 عاما    جامعة بني سويف: انطلاق فعاليات البرنامج التدريبي للتطعيمات والأمصال للقيادات التمريضية بمستشفيات المحافظة    ما هي شروط الاستطاعة في الحج للرجال؟.. "الإفتاء" تُجيب    بنك QNB الأهلي وصناع الخير يقدمان منح دراسية للمتفوقين بالجامعات التكنولوجية    خلال افتتاح مؤتمر كلية الشريعة والقانون بالقاهرة.. نائب رئيس جامعة الأزهر: الإسلام حرم قتل الأطفال والنساء والشيوخ    غدًا.. تطوير أسطول النقل البحري وصناعة السفن على مائدة لجان الشيوخ    شكوك حول مشاركة ثنائي بايرن أمام ريال مدريد    التصريح بدفن جثة شاب لقى مصرعه أسفل عجلات القطار بالقليوبية    سعر الدولار الأحد 28 أبريل 2024 في البنوك    تصفح هذه المواقع آثم.. أول تعليق من الأزهر على جريمة الDark Web    سيد رجب: بدأت حياتى الفنية من مسرح الشارع.. ولا أحب لقب نجم    رفض الاعتذار.. حسام غالي يكشف كواليس خلافه مع كوبر    عضو اتحاد الصناعات يطالب بخفض أسعار السيارات بعد تراجع الدولار    اليوم، أولى جلسات دعوى إلغاء ترخيص مدرسة ران الألمانية بسبب تدريس المثلية الجنسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هو وهي
ثقافة الاعتذار
نشر في الأهرام اليومي يوم 10 - 04 - 2010

ابن الثانية الذي لا يكاد طوله يصل إلي سمانة رجلها تنحني فوقه كالرخ بهيكلها الضخم رافعة في وجهه المرتعب أصبع التهديد تطالبه بحنجرة الوعيد‏:‏ قول سوري‏..‏ عايزة اسمعها مرة واتنين وتلاتة تخرم ودني‏..‏ سوري يا ماما ومش حاعمل كده تاني فاهم يا زفت الطين‏..‏ وأتوقف من بعيد أرقب تربية الأبناء علي طريقة المدارس الانترناشيونالي فأجد من لا يكاد يبين من فوق سطح الأرض يردد ال‏sorry‏ طلب الماما كي يزيح عن كاهله المتلاشي شبورة الهم والغم‏,‏ لكنه ما أن تغادره أم أصبع وقد استراح ضميرها لأداء رسالتها النورانية في التربية بسماعها الكلمة السحرية التي تنزل علي مراوحها بردا وسلاما‏,‏ حتي يعود إلي سابق عهده في أذية شقيقته لا بخبطها هذه المرة ببوز الحذاء النايكي في قصبة ساقها‏,‏ وإنما بقرصها من تحت لتحت بأصابعه الدودية مطمئنا لخلو الساحة من مطالبته بالسوري اللا مجدية‏!‏
ذلك بشأن التقليد الببغائي للجماعة الأجانب أصحاب السوري الذين يموت الواحد أو الواحدة منهم فيأتي المعزون من جميع الولايات لتقديم واجب العزاء ومشاركة أهل المتوفي أحزانهم بقولهم الذي لا تجود قريحتهم بسواه‏Iamsorry‏ وكأنهم بالترجمة الحرفية للعبارة المسئولون عن فعل الوفاة وقد أتوا لإعلان أسفهم عن فعلتهم المتسببة في مراسم هذا الحزن الهادئ الوقور الذي يرتدون من أجله ثيابهم الأنيقة ويركبون في طابور السيارات للإحاطة في النهاية بالنعش تحت الشماسي وإلقاء زهرة الوداع‏,‏ ثم عودة لحفل المساء المقام علي روح الراحل ليرددون عند المغادرة للمرة الثانية قولهم المأثور‏Iamsorry‏ ويتقبل أصحاب الميت الاعتذار‏!!...‏ ولا ملامة هنا علي الماما في إصرارها علي سماعها السوري من المذنب الصغير‏,‏ ولا هناك شبهة انتقاد علي سوري المعزين لما نال الميت من موت‏,‏ لكننا نكتب بأمل غرس ثقافة الاعتذار في مجتمعنا بفهم وبدون بغبغة السوري المتفشية وحدها من فنون التربية‏,‏ خاصة أن أسلوب التنشئة في مجتمعاتنا العربية عامة يدعم فكرة رفض الاعتذار‏,‏ بل يزيد في رفضها من جانب الذكور بالذات بمفهوم أنها انتقاص من الرجولة‏,‏ والرجل الشرقي يقبل بأي شيء إلا الانتقاص من رجولته‏..‏ و‏..‏اللي مش عاجبه يشرب من البحر‏..‏ وبعيد عن شنبه‏..‏ أعتذر له علشان يفتكر روحه ياما هنا يا ما هناك‏..‏ يخبط رأسه في الحيط‏..‏ ينفلق‏..‏ يطق‏..‏ يغور‏..‏ يقول أنا مرة‏..‏ ومثل أي مبادئ نريد تعميمها في المجتمع علينا بالبدء من مرحلة الطفولة بتدريب الطفل علي ثقافة الاعتذار وذلك أولا بالاعتذار نيابة عنه في حضوره لجذبه لمنصة الاعتذار‏,‏ وعندما تشعر بفقدان سيطرتك علي نفسك في تعاملك معه لا تنس أن تعتذر له‏,‏ ومن مقومات الاعتذار لدي الطفل الاقتراح بتدعيم الاعتذار بتصرف يعبر عن الحب‏,‏ كأن يعانق شقيقه‏,‏ أو يبادله لعبته‏,‏ أو يوسع له مكانا بجواره‏,‏ أو يذيقه قطعة من حلواه‏,‏ أو يكتب اسمه مجاورا لاسمه‏,‏ أو أن تأخذ الأم كليهما داخل حضنها ليهمس ثلاثتهم كل في أذن الآخر باسمه مداعبا‏,‏ ولا تنسي صاحبة أصبع التأنيب الإشادة باعتذار الصغير أمام الآخرين تدعيما لحسن سلوكه‏,‏ وعن طريق لعبة العرائس والحيوانات التي تقوم فيها الأم بدور الراوي والملقن تتسلل ثقافة الاعتذار لسلوك الطفل‏,‏ فالأسد المرعب الجبار يا روح ماما عندما زأر في الأرنب الصغير حتي أبكاه شعر بالأسف الشديد فترك عرينه في الغابة وذهب لحد عنده في جحره المتواضع ليقول له أنا آسف يا أرنوب وآدي راسك أبوسها وتعالي نلعب المساكة أو ماتش كورة مع بقية الحيوانات‏,‏ فيتردد الأرنب بادئ ذي بدء لأنه يكون لسه واخد علي خاطره من شخطة الأسد‏,‏ لكن لأنه متسامح وقلبه كبير دوغري يقبل الاعتذار‏,‏ فيذهبان لأرض الملعب أو متاهة المساكة وكل واحد حاضن بذراعه كتف التاني‏..‏ ونظرا لأن الطفل غالبا ما يطلع راسه ناشفة للسيد الوالد فعادة ما يحاول لوم الطفل الآخر وإلقاء تهمة الإساءة عليه‏,‏ ولهذا من الأفضل هنا عدم الضغط ومناقشة المشكلة مع الطرفين‏,‏ وتعريفهما بأن المشاركة هي قانون اللعب السليم‏.‏
ولأن ثقافتنا تقدم الأعذار بدلا من الاعتذار ينقسم الناس في إدراكهم له ثلاثة أقسام‏..‏ نوعية لديها شجاعة الاعتذار السريع عند وقوع خطأ أو سلوك سلبي منها خاصة في حالة الغضب‏..‏ وصنف يأتي اعتذاره بعدما يروح ويقعد يراجع نفسه‏,‏ ويفضل ضميره يؤنبه ومخدته تشوكه‏,‏ لكن في نفس الوقت فيه حاجة موروثة تفرمله عن الاعتذار بمفهوم أنه ضرب من تقليل الشأن‏,‏ فيقوم بتدبير موقف غير مباشر يعكس به رغبته في تصحيح سلوكه‏,‏ كالاتصال تليفونيا واجترار الواقعة وزج أسفه وسط الكلام وكأنه قد أتي عفو الخاطر‏..‏ ونوعية ثالثة وهي التي نعاني منها في مجتمعاتنا ويطلق عليها المكابرة الراضعة الكبر والغتاتة والتلاحة والبجاحة والصفاقة التي تمتنع عن الاعتذار والاعتراف بالخطأ‏,‏ بل تطالب الخلق بتقبلها كما هي‏..‏ وأنا كده وإن كان عاجبك‏.‏
الاعتذار عند الشعوب المتحضرة أسلوب حياة‏,‏ ونمط سلوك اجتماعي نبيل يزرع الأمل في تجدد العلاقة بين الأطراف المختلفة‏,‏ وهو التزام يحث علي تحسين الأواصر وتطوير الذات‏,‏ واستعداد لتحمل مسئولية الأفعال بدون أعذار أو لوم أو تقريع‏..‏ ولا يقوي علي الاعتذار إلا من امتلك الرغبة الحقيقية في تصحيح أخطائه‏,‏ وتشبع بروح المسامحة والتعاطف مع الآخر‏..‏ وإذا ما كان الناس في الغرب يقدمون الاعتذار قبل السؤال فتلك سمة الحضارة التي يصل الأمر فيها إلي تقديم الاعتذار حتي وهم يؤدون واجباتهم الرسمية مثلما يطرق أحدهم باب منزلك من أجل توصيل خدمة مطلوبة فيبدأ بالاعتذار عن الازعاج بقوله كمثال‏:‏ أعتذر عن ازعاجك سيدي في هذا الوقت ولكن لدي موعد لتوصيل خط تليفون إلي منزلك فهل تسمح لي يا سيدي القيام بذلك؟‏!‏ أو أن يوقفك رجل المرور بعد أن تقوم بكسر إشارة أو تعدي السرعة فيبدأ بقوله‏:‏ أنا آسف لإيقافك سيدي ولكن معذرة فقد خالفت النظام فهل تسمح لي سيدي بالاطلاع علي أوراقك‏..‏ ناس راضعة ذوق مش زي بعضهم‏..‏ وعند إعادة رصف جانب من الطريق أو تغيير ماسورة صرف فرغم مراعاة التوقيت المناسب لابد من لافتة نأسف للتسبب في الازعاج‏,‏ ومثلها لافتة الأسانسير نأسف المصعد تحت الإصلاح بينما في سلو بلدنا تنزرع فوق الساعة أمامه ويعدي عليك الخلق ينظرون من خلالك‏,‏ وإن كان علي البواب غير المعتذر عن تراخيه فزعقته إقفل الباب ياللي في الثامن لن تخرج من زوره إلا باعتذارك له في قالب المسكنة بأن تسوق عليه حضرة النبي والنبي والنبي شوف لنا حل يا عم عبده إلهي وأنت جاهي يوقف لك ولاد الحلال‏,‏ ولا يوقف لك أسانسير‏,‏ سايق عليك المصطفي ضهري يا ابني بيوجعني من الوقفة وعندي هشاشة وروحي سايخة‏,‏ وأخيرا عندما يهبط الوعد من عليائه ويفتح بابه يخرج منه ساكن الدور الثامن يتطلع ناحيتك بقرف بالغ بدون اعتذار لأنك تعجلته بجليطة ولم يكن قد استكمل بعد سماع موشح تأنيب زوجته واعتذاراته لها علي باب الثامن‏..‏
في اليابان تخبرنا أستاذة الاجتماع في جامعة طوكيو أكيكو ناجانو بأن الإثم هو أن تسبب ازعاجا للآخرين‏,‏ والعقاب هو المعاناة من ألم الضمير بسبب ارتكاب هذا الإثم‏,‏ وكلاهما الإثم والعقاب يمحيان إذا اعتذرنا بإخلاص للآخرين وقبلوا من جانبهم اعتذارنا‏,‏ ومؤخرا قدم رئيس الوزراء الاسترالي كيفين رود اعتذارا لسكان البلاد الأصليين عن المظالم التي لحقت بهم طوال قرنين من الزمان‏,‏ وكان ذلك في خطاب رسمي استمع إليه من كان تحت قبة البرلمان الاسترالي والعالم جميعا‏..‏ قال رئيس الوزراء‏:‏ نقدم اعتذارنا عن القوانين وسياسات البرلمانات والحكومات المتعاقبة التي ألحقت المعاناة‏,‏ وتسببت في الخسائر لمواطنينا الاستراليين‏..‏ لقد سمع العالم كله تلك الكلمات‏,‏ إلي جانب سبعة آلاف شخص من السكان الأصليين الذين احتشدوا في الحدائق المحيطة بمبني البرلمان الاسترالي‏,‏ وعندما نطق رئيس الوزراء بكلمة آسف أخذ هؤلاء السكان والمؤيدون لهم يطلقون صرخات التهليل وعلا صوت نشيج الكثيرين منهم الذين تاقوا لسماع مثل هذه الكلمة منذ مائتي عام أو أكثر‏.‏
وتعتبر اليابان الاعتذار مثالا للدولة التي تعتبر الاعتذار بما فيه اعتذار الرؤساء لمرؤوسيهم أمرا عاديا‏,‏ وجزءا من سلوك الناس المتوارث‏,‏ فقد اعتذرت اليابان للدول التي احتلتها في جنوب شرق آسيا‏,‏ كما اعتذرت فرنسا عن شحن يهودها إلي المحارق‏,‏ وكذلك فعلت سويسرا‏,‏ وحاكم المثقفون الفرنسيون دولتهم علي ماضيها الأسود في الجزائر وتقدموا بالاعتذار‏,‏ واعتذرت الولايات المتحدة للسود في أراضيها عن قرون من تجارة العبيد‏,‏ واعتذر الاسبان لليهود عن طردهم من أراضيها وإن لم يعتذروا لطرد المسلمين رغم إقامتهم دولتهم هناك علي مدي‏500‏ سنة‏,‏ واعتذرت انجلترا بوعد بلفور لليهود المطرودين ليؤسسوا دولتهم في فلسطين ولم تعتذر للفلسطينيين أصحاب الأرض‏..‏ ومن أبرز الاعتذارات الأخلاقية كمقدمة لتصفية الخلافات التاريخية والدخول في علاقات واتفاقيات جديدة اعتذار سيلفيو بيرلسكوني رئيس الحكومة الإيطالية للشعب الليبي الذي جاء فيه‏:‏ إننا نعتذر أخلاقيا عما سببه الاستعمار الإيطالي للشعب الليبي من آلام وأضرار‏,‏ ونتطلع لطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة‏,‏ فبالمحبة والصداقة لا بالاستعمار والكراهية يتحقق الرخاء ويعم السلام بين شعبينا‏..‏ ويقدم بعض المثقفين الأتراك وعلي رأسهم برهان باموك الحاصل علي جائزة نوبل في الأدب اعتذارهم عن الكارثة التي قيل إنها أطاحت بالأرمن في بيانهم القائل‏:‏ إن ضمير المواطن التركي ليرفض انعدام الشعور بالمسئولية إزاء الكارثة الكبيرة التي تعرض لها الأرمن‏,‏ كما يرفض إنكار وقوع الكارثة المذكورة‏..‏ إنه يرفض هذا الظلم الجائر‏,‏ ويشارك الإخوة الأرمن في مشاعرهم المريرة‏,‏ ويقدم لهم خالص اعتذاراته‏..‏ وعندما كتب توني بلير وهو رئيس لوزراء بريطانيا رأيا في مجلة نيونيشن التي تصدرها الجالية الكاريبية السوداء‏,‏ أعلن فيه أسفا عميقا علي دور بريطانيا في تجارة الرقيق التي ازدهرت خاصة من أفريقيا إلي الأمريكتين‏,‏ خلال ثلثمائة سنة‏,‏ حتي القرن التاسع عشر‏,‏ فإن بلير رغم أنه لم يقدم فيما كتبه اعتذارا رسميا كاملا فقد اعتبر أسفه حدثا تاريخيا إذ قال‏:‏ صعب جدا أن يصدق الشخص أن ما يعتبر اليوم جريمة ضد الإنسانية كان قانونيا في ذلك الوقت‏,‏ وكان بلير قد ربط بين إعلانه ذلك واقتراب مرور مائتي سنة علي قانون إلغاء الرقيق البريطاني الذي صدر في‏1807‏ ورغم أسف بلير فإن منظمات بريطانيا السوداء انتقدت إعلانه لأنه لم يلب الطلبين الأساسيين وهما‏:‏ الاعتذار وليس فقط إعلان الأسف‏,‏ والتعويض المالي لأحفاد الرقيق‏,‏ ولحساسية الفارق الشاسع بين الكلمتين الاعتذار والأسف فعندما ذهبت اليزابيث ملكة بريطانيا إلي الهند وزارت أمريستار حيث وقعت مذبحة قبل تسعين عاما عندما كانت الهند مستعمرة بريطانية‏,‏ وقتل الجنود البريطانيون أربعمائة من المتظاهرين المدنيين الذين كانوا يطالبون بالحرية‏,‏ لم تستعمل الملكة لا كلمة أسف ولا كلمة اعتذار لأنها ترجمتهما معا في وقوفها أمام قبور القتلي وانحنائها بخشوع‏,‏ ووضع باقة من الزهور‏,‏ والصمت لمدة دقيقة‏,‏ وقد فسرت الصحف البريطانية ذلك بأنه طلب مغفرة بما معناه عدم دفع تعويض‏..‏ وفي المقابل عندما زار بريطانيا إمبراطور اليابان أكيهيتو‏,‏ وجاء في خطابه ذكر الأسري البريطانيين الذين اعتقلتهم اليابان ثم أطلقت سراحهم خلال الحرب العالمية الثانية‏,‏ قال إنه آسف لكنه تحاشي استعمال كلمة اعتذار خوفا من أن يقوم أسري الحرب برفع قضايا تعويض ضد السفارة اليابانية في بريطانيا‏..‏
وتهربا من الأسف والاعتذار معا فإنه عندما زار البابا يوحنا بولس السادس إسرائيل في آخر سنوات عمره ووقف أمام حائط المبكي ليضع داخل فجوة الحائط صلاة مكتوبة طلب فيها المغفرة من اليهود علي قرون من سوء معاملة الفاتيكان لهم‏,‏ فإنه هنا لم يستعمل آسف ولا اعتذار بل خرجت للوجود كلمة جديدة أكثر ملاءمة وهي كلمة حزن علي ما حدث‏,‏ وطلب مغفرتكم‏,‏ وقد انتقد ذلك بعض اليهود‏,‏ ولكن الفاتيكان اعتبر أن طلب المغفرة هو أعلي مراحل الاعتذار‏,‏ بالإضافة إلي أنه يلغي دفع أي تعويض مالي‏,‏ وهروبا من التعويضات اعتذر الرئيس بيل كلينتون ليس في أمريكا وإنما أثناء جولته في الدول الإفريقية عن دور أمريكا في نقل الرقيق وشرائهم وبيعهم‏,‏ وذلك لخوفه من أن أي اعتذار داخل أمريكا سيفتح الباب أمام السود أحفاد العبيد للمطالبة بتعويضات من الحكومة الأمريكية‏,‏ ومن بعده طلب الرئيس بوش الابن المغفرة عن تجارة الرقيق عندما زار جزيرة جوري التي كانت نقطة ترحيل الرقيق إلي أمريكا قائلا داخل إطار ديني‏:‏ لقد جعل الرقيق المسيحيين والمسيحيات يخرقون تعاليم الكتاب المقدس‏,‏ ويتحولون إلي منافقين‏..‏ وعلي ذكر الاعتذارات الدينية فقد أعرب بابا الفاتيكان أخيرا عن ندمه واعتذاره لأسر فضيحة الشذوذ الجنسي في الكنائس الكاثوليكية‏,‏ وكانت القضية قد تفجرت بسبب الشكاوي المقدمة ضد جون ماجي أسقف إحدي الأبرشيات بأيرلندا الذي قدم استقالته واعتذاره إلي أسر الضحايا قائلا‏:‏ أرغب في أن أعتذر مجددا إلي كل شخص يمكن أن يكون ضحية تجاوزات قد نفذها كاهن أو أكثر من الأبرشية‏,‏ وأضاف‏:‏ إنني أطلب الصفح من جميع الذين تركتهم يسقطون بطريقة أو أخري أو جعلتهم يتألمون بسبب إهمال ارتكبته‏..‏و‏..‏نترك الأسقف جون المعتذر لضحايا الشذوذ للأسقف الكاثوليكي الألماني ريتشارد وليامسون الذي اعترف في تصريحات جريئة أذيعت بالتليفزيون السويدي في العام الماضي اعتقاده بأنه لم يهلك أكثر من ثلاثمائة ألف يهودي بالمحرقة‏,‏ وأنه لم تكن هناك غرف غاز من أصله‏,‏ وهو بذلك قد خالف ما يدعيه مؤرخون أوروبيون بأن السلطات الألمانية النازية قد قتلت نحو ستة ملايين يهودي بالمحرقة في الحرب العالمية الثانية‏,‏ وقد استدعت المحكمة بمدينة ريجينسبرج جنوب ألمانيا في يناير الماضي الأسقف ريتشارد لمواجهته بإنكار المحرقة اليهودية هولوكوست مما اعتبرتها مخالفة تصل عقوبتها للسجن خمس سنوات‏..‏ وقد قدم الأسقف اعتذارا عن تصريحاته طاعنا في حكم المحكمة التي حكمت عليه بغرامة مالية قدرها‏12‏ ألف يورو حوالي‏17‏ ألف دولار‏..‏ وفي مصيدة الاتهام بالنازية وقع الأمير هاري ابن ديانا وتشارلز الصغير بعدما ارتدي زي ضابط نازي في حفل تنكري مما فجر أبعادا غير متوقعة في إنجلترا وخارجها لاعتبار ملابس الأمير بمثابة موقف رسمي للعائلة المالكة إزاء المحارق اليهودية‏,‏ حتي إن صحيفة التايمز قد أفردت صفحة كاملة للموضوع جاء فيها مطالبة أحد النواب بمنع الأمير هاري من دخول الأكاديمية الحربية ساند هارست‏,‏ وطالب كل من الزعيم العمالي مايكل هوارد والزعيم الليبرالي شارلز كيندي باعتذار شعبي عام‏,‏ وقد أصدر قصر كليرانس مقر ولي العهد الأمير تشارلز بيانا جاء فيه‏:‏ اعتذر الأمير هاري للإساءة والإحراج اللذين تسبب فيهما مدركا تماما أنه قد أساء اختياره لثياب الحفل التنكري‏,‏ ولكن جاء في تصريح السكرتير الصحفي للملكة ديكي اربيتر قوله إن علي هذا الشاب أن يتقدم ويعتذر بنفسه في العلن‏!‏
و‏..‏بعيدا عن الاعتذارات الرسمية ورجالاتها فخبراء الأبراج يقدمون لك نصيحتهم الفلكية بأنه إذا ما كنت ناوي علي التفاني في عشق الحبيب فإياك من الارتباط بمواليد القوس أو الحوت أو الجدي فثلاثتهم لا يقدرون ضخامة عطائك وليس من طبيعتهم لا الاعتذار ولا الأسف علي ما قد يسببونه من أخطاء في حقك إيمانا بأن الخطأ من سمات البشر‏,‏ وبأن المسألة نسبية بشأن تقدير حجمه‏,‏ ولهذا لا يوجد للأسف مبرر من أصله‏..‏ وإذا ما كنت واقعا في براثن الحمل والثور والجوزاء فإن الفكر السائد بين هؤلاء أنهم شخصيات لها وزنها وقيمتها الاعتبارية التي تزن الأمور بميزان الذهب‏,‏ ومن هنا لا يأتي منهم الغلط‏,‏ وإن وجب حدوث الاعتذار فعلي الآخرين القيام به تجاههم وليس هم تجاه الآخرين‏..‏ أما تلاقيك مع برج العذراء والعقرب فستجد لديهم مسحة اعتذار ولكن بشكل غير رسمي‏,‏ مما لا يعبر عن الاعتذار الحقيقي‏,‏ بمعني الابتسام في الوش واللي في القلب في القلب‏,‏ وإذا لزم الاعتذار فالشرط الأساسي أن يتم في أضيق نطاق دون الاستعانة بصديق‏..‏ ويا هناك يا سعدك لو كان تعاملك مع نتاج أبراج الدلو والأسد والميزان والسرطان فهؤلاء يمثلون باقة المعتذرين علي روحهم ممن يمعنون في إبداء أسفهم في الفاضية والمليانة‏,‏ مع وجود بعض الاختلافات في أسلوب اعتذار كل منهم‏,‏ فقد يصل ارتفاع معدل الاعتذار إلي هدايا الألماس والذهب‏,‏ وقد يبلغ حد زهقك من شدة الإلحاح في طلب السماح قسمك بأغلظ الأيمان بأنك خلاص مسامحه‏,‏ وماانتاش زعلان منه‏,‏ وعفا الله عما سلف‏,‏ وعيل وغلط‏,‏ وصافي يا لبن حليب يا قشطة‏..‏ و‏..‏سماح يا أهل السماح لوم الهوي جارح أصل السماح طبع الملاح يا بخت من سامح‏..‏ و‏..‏ حقك علي ماتزعلشي ما اقدرشي والنبي والنبي ما اقدرشي‏..‏ و‏..‏ سامحتك سامحتك سامحتك كتير بقلبي الكبير ومش غصب عني ولا ضعف مني سامحتك لأني باحب بضمير‏..‏ و‏..‏لو كنت أسامح وأنسي الأسية‏..‏ و‏..‏قابلته نسيت إني خاصمته وسامحت عذاب قلبي وحيرته مااعرفشي إزاي أنا كلمته‏!‏
وليس أكرم من الإسلام في قبول الاعتذار ممثلا في قوله تعالي لنبيه الكريم‏:‏ فاصفح الصفح الجميل أي الرضا بلا عتاب‏,‏ وفي قرآنه‏:‏ خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين‏,‏ وجاء فيه والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين‏...‏ وما التوبة إلا التعبير الاسمي عن ثقافة الاعتذار‏..‏ وعن الرسول صلي الله عليه وسلم جاء في البخاري قوله فيها‏:‏ يد الله مبسوطتان لمسيء الليل ليتوب بالنهار‏,‏ ولمسيء النهار ليتوب بالليل حتي تطلع الشمس من مغربها‏,‏ وقوله صلي الله عليه وسلم‏:‏ يا أيها الناس توبوا إلي الله تعالي فإني أتوب إلي الله تعالي في اليوم مئة مرة‏..‏ ولأن الاعتذار من شيم الكبار فمن الأنبياء الذين اعتذروا عن ذنبهم كان آدم عليه السلام الذي اعترف بذنبه عندما أخطأ وأكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة‏,‏ مقرا ذلك بقوله في سورة الأعراف‏:‏ قالا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين‏,‏ ولم يراوغ موسي عليه السلام لإيجاد مخرج لذنبه بعد أن وكز الرجل بعصاه فقتله قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين ثم قدم الاعتذار طالبا العفو والصفح والمغفرة قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له إنه هو الغفور الرحيم‏,‏ واعترفت امرأة العزيز في شجاعة نادرة بذنبها في سورة يوسف‏:‏ قالت امرأة العزيز الآن حصحص الحق أنا راودته عن نفسه وإنه لمن الصادقين ذلك ليعلم أني لم أخنه بالغيب وأن الله لا يهدي كيد الخائنين‏..‏ ورغم ما في الاعتذار من فضائل‏,‏ فالأحسن منه الحذر من الوقوع فيما يجعلك مضطرا له‏,‏ وقد جاء في وصية الرسول صلي الله عليه وسلم لأبي أيوب الأنصاري‏:‏ ولا تكلم بكلام تعتذر عنه غدا‏..‏
و‏..‏ تبرق أمامي أضواء لوحة الاعتذار لتلمع علي سطحها أقوال مثل الإقرار بالعيب أمان من العيب‏,‏ وجحود الذنب ذنبان‏,‏ وعاقب المسيء بثواب المحسن‏...‏ وأسائل النفس هل الزواج الثاني اعتذار للزواج الأول‏,‏ والشجب اعتذار لمن لا حول له ولا قوة‏,‏ وعمليات التجميل اعتذار للمرآة‏,‏ ومكتب التنسيق اعتذار عن عدم تحقيق الرغبات‏,‏ وجرائد المعارضة اعتذار عن الديمقراطية‏,‏ وعمرو أديب اعتذار عن المذيعين والمذيعات الأخر‏,‏ والبلكونة اعتذار عن صهد الشقة‏,‏ ويا ساتر ولا مؤاخذة والنحنحة وغض البصر اعتذار عن الدخول‏,‏ والاستقالة اعتذار للكرامة‏,‏ والملقن اعتذار عن عدم الحفظ‏,‏ والنفقة اعتذار عن تغيب الرجل بالطلاق أو الوفاة‏,‏ وسكرتير الوزير اعتذار عن إن سيادته في اجتماع‏,‏ والمعاش اعتذار عن بلوغ السن‏,‏ والزار اعتذار عن العفاريت‏,‏ ولكن‏..‏ مالاكنش ولا حاجة‏,‏ وأصل بس من قاموس الاعتذار في أفلامنا‏,‏ والقلادة اعتذار عن كرمشة الرقبة‏,‏ والكارت الأصفر والأحمر اعتذار عن استكمال العنف في الماتش‏,‏ والدوبلير اعتذار عن تلقي لكمات كانت للبطل‏,‏ وبسطة السلم اعتذار عن استكمال دردشة الصالون‏,‏ والهوهوة اعتذار عن الفضفضة‏,‏ وتغيير القناة اعتذار عن أفلام هوليوود اللي بتتكلم عربي‏,‏ والدليفري اعتذار عن الزوجة‏,‏ والدعامة اعتذار عن السكتة‏,‏ ودار المناسبات اعتذار عن عزاء الصالونات‏,‏ والغضبة اعتذار عن القاضية‏,‏ وتيم ومهند اعتذار عن وحاشة اللي بالي بالكم‏,‏ وابن زكي بدر اعتذار عن اللي قبله‏,‏ والقراءة للجميع اعتذار عن سور الأزبكية‏,‏ والأوتوبيس اعتذار عن زنقة الستات‏,‏ وأحمد رجب اعتذار عن ثقل الدم‏,‏ ونانسي عجرم اعتذار عن كل من شاف وسمع وماصلاش علي حضرة النبي‏,‏ وسمير فرج اعتذار للأقصر‏,‏ وسكان الدور الأول اعتذار عن دفع صيانة الأسانسير‏,‏ والريف اعتذار عن زحمة الحضر‏,‏ وأكوام القمامة اعتذار عن الخنازير‏,‏ وتفشي الأمية اعتذار عن القرية الذكية‏,‏ وهجمة السرطانات اعتذار عن فاكهة الهرمونات‏,‏ وإسرائيل البلد الذي قام علي الاعتذار‏,‏ وكل ما تتقدم الراقصة في السن تعتذر لجمهورها بتغطية مساحة أكبر من جسمها بالبدلة أو بتابلوهات مهتزة لصغيرات السن‏..‏ ومن العلامات التاريخية في عالم الاعتذارات تنحي جمال عبدالناصر معتذرا علي الملأ متحملا مسئولية هزيمة‏67,‏ واعتذار بيل كلينتون للشعب الأمريكي بشأن مونيكا‏,‏ واعتذار عادل إمام لمرتضي منصور‏,‏ واعتذار المحكمة لمحيي الدين الغريب رئيس هيئة سوق المال ووزير المالية السابق بعد سجن‏5‏ سنوات لأنه طلع غير مدان‏,‏ واعتذار أكيو تويودا رئيس شركة تويوتا اليابانية ذارفا الدمع الهتون أمام الكونجرس عن الخلل في دواسات السرعة بسيارات تويوتا‏,‏ واعتذار أمينة لسي السيد‏:‏ الحسين ناداني ورحت ألبي‏...‏ ويعد الآسيويون ملوك الاعتذار في العالم‏,‏ حيث تعتذر كل حكومة جديدة عن أخطاء الحكومة السابقة‏,‏ وأي وزير تحدث مشكلة في وزارته يصبح الحد الأدني هو الاعتذار‏,‏ والأقصي هو الانتحار‏!‏
وفي أشعار الاعتذار النادرة لم تحتفظ ذاكرتي إلا ببيت قال فيه الشاعر‏:‏
وإذا الحبيب أتي بذنب واحد جاءت محاسنه بألف شفيع

المزيد من مقالات سناء البيسى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.