4 من الذى أتعس حياتنا وجعل أمتنا أرضا طاردة للفكر والبشر.. لقد أصبح فى كل وطن عربى مآسى تقشعر لها الأبدان كل يوم وكل ليلة.. حتى الكلمة سواء كانت مكتوبة أو مسموعة أو مرئية تحولت إلى خنجر مسموم يطعن العقول ويسمم الأفكار ! أين ذهبت وسطية أمتنا وأين ذهب عقلها الرشيد فلم يعد أحد يحتمل سماع رأى أخيه ولا تنطق الألسنة بشيء مما حضّنا عليه ديننا الحنيف من رقى الفكر وسماحة المعاشرة وكرم الضيافة واحترام الصغير للكبير وعطف الغنى على الفقير واقتسام لقمة العيش عندما يشح الزاد؟ من الذى نزع عن الأئمة والعلماء وقارهم وأهان القادة والرموز وقلل من قدرهم واستباح عفة المرأة وشدد الخناق على الفتيات وأحل أرواح الأبرياء باسم الثورة وباسم الجهاد؟ هل هناك نكبة تماثل نكبة النزوح والهجرة فى قوارب الموت صوب الشواطيء الأوروبية بحثا عن مأوى وملاذ يوفر للفارين خيمة تأويهم وكسرة خبز تسد رمقهم تحت رايات الذل والهوان؟ ما الذى حرق واحات ليبيا وحدائق الشام ونخيل العراق وحولها إلى خرائب لا تسكنها سوى أسراب الغربان والبوم بعد أن كانت كل هذه الساحات عناوين للكرم والكرامة العربية التى لا يشعر فيها المغترب سوى بحسن المعاشرة وكرم الضيافة ويرفع الأهل فيها رؤوسهم فخرا واعتزازا بأنهم نسل كرامة لأجداد كرام فهموا الدين على حقيقته رحمة ونورا وبساطة وتواضع. 5 سنوات عجاف ذاقت فيها أمتنا شر الويلات ما بين حروب ومؤامرات أصابت البشر والحجر واستبيحت خلالها آثار بابل العراقية وتدمر السورية بدعوى أنها أصنام وثنية ينبغى حرقها ونسفها وتدميرها! 5 سنوات عجاف ارتدت فيها أمتنا إلى الوراء قرونا سحيقة بعد أن طغت القبلية والفئوية والمذهبية والشعوبية على رايات الوحدة والتكامل والتضامن فى السراء والضراء... يا له من عار لن يغفره لنا التاريخ ما لم نصححه بتصحيح جذرى فى المعتقدات والمفاهيم. خير الكلام: فكَابروا المجد حتى مّل أكثرهم.. وعانق المجد من أوفى ومن صبرا! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله