وصلتنى اتصالات عديدة خلال الأسبوع الحالى يندهش أصحابها من تجاهل ماسبيرو وعدم دعوة أحد من أبناءه للقاء «بيت الأسرة المصرية» الأسبوع الماضى، بل الأكثر غرابة أن كل القنوات الفضائية الخاصة كان لها ممثل أو أكثر خلال الإجتماع، وهو ما يثير علامات الإستفهام حول تعامل الدولة مع ماسبيرو بل ويعطى إنطباعا بأنه خارج الحسابات وخارج المعادلة على الرغم من أنه المدرسة الإعلامية الوحيدة التى تبقى على معايير مهنة الإعلام وآدابها فى ظل ما تشهده غالبية القنوات الفضائية من عشوائية وفوضى تتجاوز كل الحدود لتمثل دولة داخل الدولة ينصب فيها الإعلامى نفسه زعيما وناصحا وعالما بكل الأمور، وهو ما أساء لصورة مصر فى قضايا عديدة، وأعود هنا لأؤكد أن إعلام الدولة متمثلا فى مدرسة ماسبيرو هو الملاذ للخروج من هذه الأزمات، بشرط الإتجاه وبقوة لمساندته ودعمه فالتليفزيون المصرى ببرامجه وتنويهاته دائما ما يكون مع المصلحة الوطنية بعيدا عن الأجندات الخاصة لبعض رجال الأعمال الذين حولوا قنواتهم لمنصات تدعو للتحريض وتشويه صورة الدولة، فالإعلام الوطنى سيظل حائط الصد الأول فى قضايا الوطن والمدافع عن حقوقه بصدق وموضوعية برغم ما يتعرض له من حروب خفية لتهميش دوره، وأرى أنه آن الآوان لإنصاف ماسبيرو وتقديم الدعم المعنوى واللوجيستى له ليعود من جديد ويصبح هو عقل الإعلام المصرى. مرت هذا الشهر ذكرى ميلاد الخال شاعر الأمة العربية الكبير عبد الرحمن الأبنودى ، وأيضا الذكرى الأولى لرحيله بدون أن يقوم التليفزيون بدور للإحتفاء به على قنواته، بينما نجحت الإذاعة وقطاع الأخبار فى إحياء ذكراه ببرامج وفقرات بثت إبداعاته التى لن ننساها أبدا. إذا أردت أن تشاهد وجوها جديدة بعيدا عن التكرار والملل ..جانبا يدعو للتفاؤل والنظرة للمستقبل والإنجاز الذى يمكن أن تقتدى بناسه، فعليك بمتابعة برنامج «معكم منى الشاذلى» مساء الخميس والجمعة على قناة سى بى سى، فقد اختارت فيه الإعلامية منى الشاذلى أن تسبح ضد التيار وآثرت الإبتعاد عن التقليدية والتكرار وجعلت من اليومين واحة للتفاؤل والإيجابية تعوض المشاهد وتأخذه بعيدا عن اضطرابات وخناقات «التوك شو» طوال الأسبوع، فالشاذلى وفريق إعداد برنامجها يسعون وراء التجديد والإختلاف وإظهار النماذج الإيجابية والتجارب الناجحة فقد تعاملت بذكاء مع ما يرضى المشاهد وليس ما يرضى غرور الإعلامى وشعوره بالزعامة، حتى أننى أشعر وأنا أشاهد فقرات البرنامج بمصر الحلوة. [email protected] [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى