في مثل هذه الظروف الصعبة والدقيقة, مصر بحاجة إلي رجل دولة يشغل منصب الرئيس بروح القدرة علي امتلاك الحساب الدقيق لعنصر الزمن دون استعجال ودون إبطاء! مصر بحاجة إلي رئيس واقعي لكنه لا يعرف المستحيل.. شجاع وجريء وهادئ الأعصاب وليس لصبره حدود! مصر بحاجة إلي رئيس يقود مسيرتها وليس رئيسا يحتكر بين يديه كل سلطات الحكم. مصر بحاجة إلي رئيس يدرك أهمية وضرورات التغيير والتجديد وليس رئيسا يري في الجمود دليلا علي الاستقرار. مصر تحتاج إلي رئيس يكسب الوقت لصالح أهدافها ويقدر في الوقت ذاته علي أن يقتل الوقت المتاح لخصومها. مصر تحتاج إلي رئيس يملك القدرة علي صناعة الجسور بين الأحلام المشروعة والوقائع الحية علي أرض الواقع. مصر بحاجة إلي رئيس يتفادي الأزمات بسياسات وقائية تجنب الوطن التكاليف الباهظة لفواتير العلاج. مصر تحتاج إلي رئيس واقعي لا يطلق بالونات الأوهام التي تصور للرأي العام أن الأزمات قابلة للحل عند أول منحني للطريق فليس أخطر علي مصر من مثل هذه الرومانسية السياسية المخادعة. مصر بحاجة إلي رئيس يعي تماما أن الوطن بحاجة إلي تجييش المجتمع لبناء عناصر القوة الإنتاجية بأكثر من حاجته إلي تجييش العواطف وإلهاب المشاعر. مصر بحاجة إلي رئيس يؤمن بأن عطاء الناس في الداخل ومتانة العلاقات مع الخارج طريقان متلازمان لا يمكن فصلهما عن بعضهما تحت أية ظروف. مصر ليست بحاجة إلي رئيس أسطوري وإنما هي بحاجة إلي رئيس عادي قادر علي امتلاك أدواته من ناحية وعند مستوي الكفاءة الذي يستحقه مقعد الرئاسة في وطن بحجم وتاريخ مصر من ناحية أخري. مصر بحاجة إلي رئيس يستند إلي رصيد من القبول الجماهيري ويملك كامل الإرادة والتصميم علي النجاح وبلوغ الأهداف الوطنية المشروعة. خير الكلام: ليس المهم أن تجري.. المهم أن تصل إلي ما تريد! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله