تظل حاجة مصر في المرحلة المقبلة إلي رئيس شجاع وحازم علي طريق إرساء العدل واحترام سيادة القانون مسألة أساسية بصرف النظر عن حجم الصلاحيات والسلطات التي سيمنحها له الدستور الجديد والذي يحدد شكل النظام الجمهوري! ورغم أن أغلب المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة يميلون إلي النظام الرئاسي إلي حد أن بعضهم أكد أنه سينسحب من الانتخابات إذا لم يتم الأخذ بالنظام الرئاسي فإن جانبا كبيرا من الرأي العام ليس مشغولا بهذه القضية وكل ما يريده أن يكون الرئيس الجديد علي قدر واسع من العلم والثقافة والمعرفة الكافية بدروس التاريخ وثوابت الجغرافيا وبما يهيئ له إمكانية الاستمتاع بسكينة النفس وصفاء الروح ونقاء الفكر والقدرة علي احتمال النقد والاستماع للرأي الآخر وعدم الخشية من التراجع عن أي قرار خاطئ! وليس هناك ما يبدد شكوك وهواجس الرأي العام سوي التيقن من أن الرئيس القادم يتمتع بالنزاهة والتجرد لكي يصعب علي محترفي الوساوس والشكوك أن يصلوا إلي داخل عقله حتي لو أتاح لهم الفرصة لترديد وشاياتهم بالساعات لأن عقله لا ينفتح علي مصراعيه إلا لمن يستشعر أنهم يملكون معلومات صحيحة أو من خلال تعدد قنوات الاتصال والتواصل مع مختلف أطياف المجتمع. مصر تحتاج إلي حاكم لا يكف عن المتابعة ليل نهار ولعل ذلك هو ما يحتم علي الرئيس القادم أن يظل علي اتصال مباشر بشعبه وأن يتجول بينهم من حين لحين لكي يقيس علي الطبيعة نبض الرأي العام قياسا صحيحا يستطيع من خلاله أن يجهض أي عوامل يمكن أن تصنع السخط وذلك بالاستمتاع إلي الشكايات والهموم واتخاذ القرارات الفورية التي ترد المظالم وتعيد الحقوق بمزيج من الحزم والحسم. ورغم أهمية نشوء علاقة شفافة بين الرئيس والشعب تحتم عليه مصارحة الناس بأوجاعها ومشاكلها فإن ذلك وحده لا يكفي وإنما عليه أن يقدم وعدا صريحا يلتزم فيه بإنجاز خطة إنقاذ تؤدي إلي سرعة الخروج من عنق الزجاجة بحلول عملية وواقعية تستند إلي العلم والإمكانيات المتاحة وتخاصم سياسة إطلاق البالونات المنفوخة بالأوهام أو سياسة العلاج الوقتية بالمسكنات. باختصار شديد مصر تريد رئيسا لديه القدرة علي العمل والإنجاز الذي يصب في اتجاه رفع المعاناة عن المواطنين وإشعارهم بآدميتهم في وطن لابد أن يكون له مكان متقدم بين الأوطان والأمم!
خير الكلام: لا تطمعوا أن تهينونا ونكرمكم... وأن نكف الأذي عنكم وتؤذونا! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله