منذ عرفته وجدته راقيا خلوقا يعامل من حوله بصدر رحب وحنان بالغين، وطيبة غير معهودة من أقران له، ولم يتغير طوال 37 عاما قضاها بجريدة الأهرام صحفيا.. وإنسانا نابها متميزا، ظل خلالها ينادى شباب الصحفيين بصوت عذب ورفق «ولدى العزيز»، «وإبنى العزيز»، «تعالى ياولدي» فكانت تلمس شغاف قلوبنا ونطرب لسماعها. ووجدت الأستاذ سامى دياب الصحفى الكبير بالأهرام تربويا فى كل سلوكياته ومقاصده، يعلمنا الصواب من الخطأ بأدب فريد ونادر، وكيفية تقدير ظروف العمل وأعباء متخذ القرار، لكى نعى هذه المعادلة الصعبة، أما هو فاهتم فى ركن من حياته بالقراءة والثقافة الغزيرة، والتصوف الحليم، فظل يشع حبا، وينثر خيرا للمحيطين به، فقد ملأ الله عز وجل قلبه بكم هائل من الرأفة والحنان، فهو العاشق لربه وللناس والراهب فى حب الأهرام. وظل حرصه على أن تكون صفحات الأهرام فى أجمل صورة، ووظف خبراته سكرتيرا للتحرير فى تحسين طريقة إخراج صفحاته، والاهتمام بترابط الصحفيين والعاملين بأقسام تجهيز الصفحات، فحظى بحب وتقدير جارف بينهم، وتشابه مع الأستاذ عبدالوهاب مطاوع فى الإحساس بالبشر. وبقى الأستاذ سامى دياب رغم ارتفاع مكانته نائبا لرئيس التحرير ورئيسا لقسم السكرتارية الفنية كما هو، يفضل إعلاء المصلحة العامة للعمل، وليس المصالح الشخصية، ويتألم بشدة من ضياع حقوق الآخرين، وتحمل الكثير فى إباء وشمم وصبر، ولم تنل قوة التيار من عزيمته، وبقيت هوايته المفضلة بث الطمأنينة فى نفوس الآخرين، وبأن خير الله عز وجل قادم، وكلما شاهدته شعرت بعظيم القيم الإنسانية التى يحملها، فقد أحب سامى دياب الخير للناس بعشق نادر. فتحية حب للأستاذ سامى دياب أحد المجددين الكبار للسلوك الإنسانى الرشيد، غارس الأمل فى القلوب، والموهوب فى تصميم صفحات الأهرام، خلدت اسمك فى أبهى صفحات قلوب أبناء الأهرام، مازال صوتك فى أذني، وصورتك الحسنة فى عيني، متعت بستر الله والصحة وطول العمر. لمزيد من مقالات عماد حجاب