«يأتي حاملًا البهجة والأمل».. انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري ب«شم النسيم»    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    «شعبة المستوردين»: مصر نجحت في كسب ثقة المؤسسات المالية العالمية    إزالة 164 إعلان مخالف وتقنين 58 آخرين في كفرالشيخ    توريد 58 ألفا و99 طن قمح إلى صوامع وشون القليوبية    «التنمية المحلية»: مبادرة «صوتك مسموع» تلقت 798 ألف شكوى منذ انطلاقها    رفع 980 طن مخلفات بحملات نظافة بالمراكز والقرى تزامنًا مع شم النسيم في أسيوط    الطن يسجل هذا الرقم.. سعر الحديد اليوم الاثنين 6-5-2024 في المصانع المحلية    بدء عملية التصويت بالانتخابات الرئاسية في تشاد.. مَن المرشحون؟    «أونروا»: سنحافظ على وجودنا في رفح الفلسطينية لأطول فترة ممكنة    بمناسبة عيد ميلاده.. كوريا الشمالية تدعم الزعيم كيم جونج أون بقسم الولاء    موعد مباراة باريس سان جيرمان وبوروسيا دورتموند في دوري أبطال أوروبا.. المعلق والقنوات الناقلة    ذكرى وفاة المايسترو.. صالح سليم الأب الروحي للقلعة الحمراء (فيديو)    «الرياضة» تستعد لإطلاق 7 معسكرات شبابية جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية    تشغيل قطار شم النسيم من القاهرة إلى الإسكندرية اليوم.. اعرف طريقة الحجز    «الداخلية»: 4 متهمين وراء مقتل «مسن الوادي الجديد» بسبب خلافات مالية    «الداخلية»: ضبط قضايا اتجار في العملة ب13 مليون جنيه    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    4 أفلام تحقق أكثر من 7.5 مليون جنيه في دور العرض خلال 24 ساعة    في ذكرى ميلادها.. محطات فنية بحياة ماجدة الصباحي (فيديو)    رانيا محمود ياسين تعلن وفاة عمها الإعلامي فاروق ياسين    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    استشاري تغذية توجّه نصائح لتفادي خطر الأسماك المملحة    في شم النسيم.. هيئة الدواء توجه 7 نصائح ضرورية عند تناول الفسيخ والرنجة    قبل أولمبياد باريس.. زياد السيسي يتوج بذهبية الجائزة الكبرى ل السلاح    التعليم العالي: تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    سام مرسي يتحدث عن.. عودته للمنتخب.. تأثير صلاح.. ورسائل الشعب الفلسطيني    بالفيديو.. مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية: شم النسيم عيد مصري بعادات وتقاليد متوارثة منذ آلاف السنين    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    الاتحاد الأوروبي يعتزم إنهاء إجراءاته ضد بولندا منذ عام 2017    «المستشفيات التعليمية» تناقش أحدث أساليب زراعة الكلى بالمؤتمر السنوى لمعهد الكلى    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    لاعب نهضة بركان: حظوظنا متساوية مع الزمالك.. ولا يجب الاستهانة به    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    إصابة 7 أشخاص في تصادم سيارتين بأسيوط    أول تعليق من الأزهر على تشكيل مؤسسة تكوين الفكر العربي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    هل يجوز قراءة القرآن وترديد الأذكار وأنا نائم أو متكئ    طقس إيداع الخميرة المقدسة للميرون الجديد بدير الأنبا بيشوي |صور    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    كولر يضع اللمسات النهائية على خطة مواجهة الاتحاد السكندرى    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    وزيرة الهجرة: نستعد لإطلاق صندوق الطوارئ للمصريين بالخارج    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شغفها حبا‏..‏

لعلها أكثر آيات الحب التي جاء ذكرها في القرآن الكريم تعبيرا وإحساسا الآية الكريمة في سورة يوسف تقول‏:‏ (وقال نسوة في المدينة امرأة العزيز تراود فتاها عن نفسه قد شغفها حبا إنا لنراها في ضلال مبين‏).‏ ولأن زليخة امرأة العزيز قد شغفها سيدنا يوسف عليه السلام حبا‏..‏وهو الذي في بيتها وقد اشتراه العزيز ولم يعد يهمها القيل والقال وكثرة السؤال‏..‏ لم يعد يعنيها حديث المدينة كلها عن سيرة حبها ليوسف ومراودتها له عن نفسه‏..‏ لأنه في قرارة نفسه لايقاوم‏..‏ ولاتوجد امرأة مهما كانت تستطيع أن تهرب من الوقوع في حبه حتي الشغف‏..‏ وجاءها ماقالته نسوة المدينة عنها فأرادات أن تكيد لهن كما كادوا
فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكئا وءاتت كل واحدة منهن سكينا وقالت أخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم
كيف أنهن ذهلن لجمال وجلال ووسامة ونور وجه هذا الفتي‏..‏ ولم يتمالكن أنفسهن‏..‏ بل نسين أنفسهن وقطعن أيديهن دون أن يدرين‏!‏
و قالت‏_:_‏ فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه‏,‏ فاستعصم ولئن لم يفعل مآءأمره ليسجنن وليكونا من الصغرين‏.‏
وماذا كان رد سيدنا يوسف علي كيد النساء؟
قال‏:‏ السجن أحب إلي مما يدعونني إليه وإلا تصرف عني كيدهن أصب إليهن وأكن من الجاهلين
فاستجاب له ربه
فصرف عنه كيدهن إنه السميع العليم
وقد توقفت طويلا أمام تعبير شغفها حبا‏..‏ فهو تعبير عن حب وصل إلي درجة الشغف‏..‏
وقد بحثت عن كلمة الشغف في معجم لسان العرب لإبن منظور فوجدت أنها كلمة جاءت من الشغاف وهو جلد القلب
وقال ابن عباس‏:‏
‏(‏ قوله تعالي‏):‏ قد شغفها حبا قال‏:‏ دخل حبه تحت الشغاف‏,‏ وقيل‏:‏ غشي الحب قلبها‏,‏ وقيل‏:‏ أصاب شغفها‏,‏ قال أبو بكر‏:‏ شغاف القلب وشغفه غلافه‏.‏
ويقول‏:‏ قيس بن الحطيم‏:‏
إني لأهواك غير ذي كذب
قد شف مني الأحشاء والشغف
ويقول‏:‏ أبو عبيد‏:‏ الشغف أن يبلغ الحب شغاف القلب‏,‏ وقال الزجاج‏:‏ في قوله تعالي‏:‏ شغفها حبا ثلاثة أقوال‏:‏ قيل الشغاف غلاف القلب‏,‏ وقيل‏:‏ هو حبة القلب وقيل هو سويداء القلب‏.‏
وقال الفراء‏:‏ شغفها حبا أي خرق شغاف قلبها ووصل اليه‏.‏
قد يسأل سائل‏:‏ ماذا كان يعين سيدنا يوسف عليه السلام؟
وماذا كانت نهاية زليخة امرأة العزيز التي راودته عن نفسه بعد أن شغفها حبا ؟
سيدنا يوسف أصبح وزيرا وأمينا علي خزائن مصر وقال الحق عز وجل‏:‏ وكذلك مكنا يوسف في الأرض ولنعلمه من تأويل الأحاديث والله غالب علي أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون
أما زليخة‏..‏ فيقول المؤرخون العرب ابن كثير والبيهقي وأبن رشد والثعلبي أنها بعد رحيل زوجها عزيز مصر تزوجت من سيدنا يوسف عليه السلام الذي شغفها حبا‏.‏
‏...................‏
‏...................‏
نترك أكثر قصص الحب إثارة وعبرة‏..‏ ولعلها قصة الحب الوحيدة التي جاء ذكرها في القرآن الكريم صراحة‏..‏ وهي قصة حب وعشق وهيام وتدله امرأة في حب رجل‏..‏ لم تكن تدرك أنه نبي الله يوسف عليه السلام‏..‏ ومن ذا الذي يستطيع أن يمنع نفسه أو يحد علي نفسه من حب نبي ؟
زليخة بشر‏..‏ وهي سيدة قومها‏..‏
ولكنها وقعت في خطيئة مراودة فتاها عن نفسه وهي لاتعرف أنها تغوي نبيا‏..‏ ويوسف هو الآخر إنسان بشر ولكنه يحمل رسالة وكتابا غير مكتوب وتعاليم ورؤي وأحاديث بوصفه نبيا من أنبياء الله‏.‏
ولنقلب معا في أوراق الحب الذي لاحب بعده ولاحب قبله‏..‏ حب الله‏..‏وإذا كان الحب درجات ومقامات وسطور في معجم العشق بلا حدود‏..‏
فمن ياتري كان ويكون أكثر خلق الله حبا لله ؟
والذي يحب الله أكثر لابد وأن يعرف الله أكثر
والذي يعرف أكتر‏..‏ يحب أكتر‏..‏
وأكثر إنسان في الوجود عرف الله هو نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام‏..‏ فهو أكثر خلق الله حبا لله
والرسول الكريم هو الذي قال‏:‏ إن أعرفكم بالله أنا فلامحب إلا بعد معرفة‏..‏
فالمحبة هي ثمرة المعرفة كما يقول د‏.‏ محمد بن الشريف في كتابه الشامل الجامع الحب في القرآن‏..‏ ويقول العارف بالله الحسن البصري
من عرف ربه أحبه‏,‏ ومن عرف الدنيا زهد فيها‏,‏ وكيف يتصور أن يحب الإنسان نفسه‏,‏ ولايحب ربه الذي به قوام نفسه‏.‏
وعن العارف المحب‏..‏ وعن هؤلاء الذين علموا‏..‏ وعرفوا‏..‏ فهاموا وأحبوا وأخلصوا الحب لمولاهم يقول عنهم ابن القيم في كتابه‏(‏طريق الهجرتين‏):‏
إنهم قوم قد أمتلأت قلوبهم من معرفة الله‏,‏ وعمرت بمحبته وخشيته وإجلاله ومراقبته فسرت المحبة في أجزائهم‏,‏ فلم يبق فيهم عرق ينبض‏,‏ ولامفصل إلا وقد دخله الحب‏,‏ قد أنساهم حبه ذكر غيره‏,‏ وأوحشهم أنسهم به عمن سواه‏.‏
لقد فنوا بحبه عن حب من سواه وبذكره عن ذكر من سواه‏,‏ وبخوفه‏,‏ ورجائه‏,‏ والرغبة إليه والرهبة منه‏,‏ والتوكل عليه‏,‏ والإنابة إليه‏,‏ والسكون والتذلل والإنكسار بين يديه عن تعلق ذلك منهم بغيره‏..‏ فإذا وضع أحدهم جنبه علي مضجعه صعدت أنفاسه الي ربه ومولاه‏_,_‏ واجتمع همه عليه متذكرا صفاته العلا وأسماءه الحسني‏_,_‏ مشاهدا له في أسمائه وصفاته‏_,_‏ قد تجلت علي قلبه أنوارها فانطبع قلبه بمعرفته ومحبته‏,‏ فبات جسمه في فراشه يتجافي عن مضجعه‏_,_‏ وقلبه قد آوي إلي مولاه وحبيبه فآوي إليه‏_,_‏ وأسجده بين يديه خاضعا خاشعا ذليلا منكسرا‏.‏
فيالها سجدة ماأشرفها من سجدة لارفع رأسه منها الي يوم اللقاء‏..‏
وشتان بين قلب يبيت عن دربه قد قطع في سفره إليه البيداء‏..‏ بيداء الأكوان وخرق حجب الطبيعة‏.‏
ولم يقف عند رسم‏_,_‏ ولاسكن عند علم‏_,_‏ حتي دخل علي ربه في داره فشاهد عز سلطانه وعظمة جلاله وعلو شأنه وبهاء كماله‏_,_‏ فإذا صارت صفات ربه وأسماؤه مشهدا لقلبه أنسته ذكر غيره‏_,_‏ وشغلته عن حب سواه‏_,_‏ وحينئذ يكون الرب سبحانه سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به فهؤلاء قلوبهم قد قطعت الأكوان وسجدت تحت عرش الرحمن‏_._‏
ويقول الإمام الغزالي في كتابه الإحياء‏_:_‏ إن كل من لايعرف الله في الدنيا لايراه في الآخرة‏_,_‏ وكل من لم يجد لذة المعرفة في الدنيا لايجد لذة النظر في الآخرة‏_.._‏ ولايحصد إلا مازرع ولايحشر المرء إلا علي مامات عليه إن نعيم الجنة بقدر حب الله تعالي‏_,_‏ وحب الله تعالي بقدر معرفته‏_,_‏ فأصل السعادة هي المعرفة التي عبر عنها الشرع بالإيمان‏_._‏
وأعلي درجات المحبة‏_.._‏ هي درجة خواص الخواص‏_.._‏ ومرتبة العابدين المتجردين هي بلغة الصوفية‏_:_‏ الفناء في المحبوب‏_._‏
ولفظة الفناء في ظاهرها ومدلولها الحرفي الظاهري تدل علي الفناء المادي‏_,_‏ فناء الجزء في الكل‏_,_‏ وامتزاج الفاني بالباقي‏.‏
وهذا المدلول الحرفي في العرف الإسلامي محال‏:‏ فالمولي سبحانه نور لاتدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو منزه عن التحيز والحدود وعن الجهة وعن النهاية والمقدار‏..‏
‏.............‏
‏............‏
ولكن ماذا يعني الفناء في الذات الإلهية ؟
الجواب‏:‏ إن الفناء في عرف الإسلام هو الفناء المعنوي‏,‏ فناء شهود لافناء حلول‏,‏ هو الفناء الإيماني المتسامي الي الذروة في معرفة الكون وفي اليقين بالمكون‏..‏ هو فناء العبد في محبة مولاه وأن يكون هدفه ربه ورضاه‏..‏ يتضاءل الكون كله بما فيه ومن فيه أمام ناظري المحب فلايري إلا مولاه‏..‏
المعطيات الدنيوية والنعم المادية والهبات والمنح في منطق المحب المتفاني قيم لاوزن لها لأنه لايحس إلا الرضا ولاينعم إلا بالقرب ولايسعد إلا بالأنس والشوق‏_,_‏ لا إختيار له أمام اختيار مولاه يذعن بالقضاء ويرضي بما قدر الله‏..‏
ويصبح رضاه وسروره كما قال الخليفة العابد عمر بن عبد العزيز في مواقع القضاء والقدر أيا كانت صوره‏.‏
هو مع الخلق يعيش معهم ويحيا حياتهم ولكنه بروحه ووجدانه مع رب الخلق لايري إلا جوده ووجوده‏.‏
يقول صاحب كتاب كشف المحجوب‏:‏ المراد بالفناء فناء إرادة العبد في إرادة الله‏..‏ لافناء وجود العبد في وجود الله‏.‏
وفي دنيا التصرف نجد نماذج لبعض الشخصيات كان ماضيها خطايا وآثاما وأوحالا وذنوبا‏.‏
ثم أحبت وصهرها الحب فنقاها‏..‏ ثم تجردت لهذا الحب وفنيت فيه فلم تر إلا حبيبها سبحانه وتعالي وإذا تركنا دنيا التصوف الي دنيا الناس‏..‏
دنيا البشر نجد نماذج وألوانا لمحبين فنوا في غاية واحدة هي حب حبيبهم وحده‏..‏
فقيس بن الملوح حينما اشتعلت النار بين كفيه لم يحس اشتعالها وسريانها وهو في حضرة حبيبته ليلي التي هام بها وجن جنونه من أجلها ولم ير في الوجود إلا هي‏.‏ وهي وحدها‏..‏
يقول الإمام القشيري في رسالته‏:‏ وقد تري الرجل يدخل علي ذي سلطان فيذهل عن نفسه وعن أهل مجلسه هيبة حتي إذا سئل بعد خروجه من عنده أهل مجلسه وعن السلطان وعن نفسه لم يمكنه الإخبار عن شيء‏.‏
ثم يقول القشيري‏:‏
قال الله تعالي في سورة يوسف‏:(‏ فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن‏)‏ لم يجدن عند لقاء يوسف بغتة أي ألم في قطع الأيدي وهن أضعف الناس ولكن‏_:_‏ فهذا تغافل مخلوق عن أحواله عند لقاء مخلوق فما ظنك بمن تكاشف أزيلت عنه الحجب بشهود الحق سبحانه‏_,_‏ فلو تغافل عن إحساسه بنفسه وأبناء جنسه وعن الدنيا كلها فأي أعجوبة فيه ؟
‏......................‏
‏......................‏
ولكن ماهو الحب ؟
إنه سؤال أزلي عمره من عمر الخليقة نفسها‏..‏ ومازال الإنسان يسأل نفسه السؤال ويسمع ألف جواب وجواب ولكن لم يصل في جواب واحد منها إلي قناعة وإقتناع وفهم وتفاهم‏..‏ بل إلا سيرة تقود حيره مغموسة في بحر من الحيرة‏!‏
لقد بحث د‏.‏ محمود بن الشريف عن أصل كلمة الحب عند علماء اللغة والفقهاء في المدينة والشعراء ورواد التصوف‏..‏ فماذا وجد ؟
عرف اللغويون الحب‏,‏ فقالوا‏.‏ هو المحبة والمودة‏.‏ والحباب‏(‏ بضم الحاء‏_):‏
الحب والود‏..‏
والحبيب‏:‏ المحب والمحبوب‏,‏ والحب‏(‏ بكسر الحاء‏)‏ المحبوب‏.‏
وقالوا‏:‏ حبه‏,‏ وأحبه‏,‏ واستحبه كلها بمعني واحد‏:‏ أظهر المحبة له‏.‏ وقالوا‏:‏ إن أصل كلمة الحب‏,‏ معناها مأخوذ من حبب الأسنان‏,‏ وهو صفاء الأسنان وبهاؤها ونقاؤها فكأن محبة المحب هي صفاء وقته وضياء نفسيته ونقاء مودته‏.‏
أما الشعراء فقد قالوا عن الحروف التي تتكون منها كلمة المحبة‏:‏
ميم المحبة‏:‏ جمعت أطرافها فتشير للجمع الرفيع الشأن والحاء لما فرقت الفرق قد أضحت تشير ومنزل الفرقان والياء إعطاء العبودية حقها بتحقق في السر والإعلان والهاء هويته وقد جلت عن الإدراك ذات مالها من ثاني
أما المعاني فقالوا‏:_‏ المحبة‏_:_‏ ميل الطبع الي الشيء لكونه جميلا لذيذا عند المحب‏.‏
فإن تأكد الميل وقوي سمي صبابة لإنصباب القلب إليه بالكلية‏.‏
فإذا قوي سمي غراما لأنه يلزم القلب كلزوم الغريم‏.‏
فإذا قوي سمي عشقا أي إفراطا في المحبة‏.‏
فإذا قوي سمي شغفا لأنه يصل لأنه يجعل المحب ويصيره عبدا للمحبوب‏,‏ فيكون ذلك المحب متيما مأمورا‏,‏ ومغرما مأسورا‏.‏
والحب عند الصوفية يحس ولايوصف‏,‏ ويعرف ولايعرف‏.‏
يقول محيي الدين بن عربي‏:‏ من حد الحب ماعرفه‏,‏ ومن لم يذقه شربا ماعرفه‏,‏ ومن قال رويت منه ماعرفه‏,‏ فالحب شراب بلاري‏..‏
فالحب شوق دائم وحنين دائب وهيام لاحد له‏,‏ فما من حال يبلغها المحب إلا ويعلم أن وراء ذلك ماهو أتم وأوفي وأروع‏.‏
ويقول معروف الكرخي‏:‏ إن محبة الله شيء لايكتسب بالتعليم‏,‏ إنما هي هبة من الله وفضل‏.‏ ويقول ابن القيم في وصف المحبة‏:‏ لاتعلم حقيقتها إلا بذوقها ووجودها‏_,_‏ وفرق بين الذوق والوجود‏_,_‏ وبين التصور والعلم‏_,_‏ فالحدود والرسوم التي قيلت في المحبة صحيحة‏_,_‏ غير وافية بحقيقتها بل هي إشارات وعلامات وتنبيهات‏.‏
‏.....................‏
‏.....................‏
ولكن ماهو الحب الإلهي الذي لابعده حب ولاقبله حب؟
عن تلك في تاريخ التصوف الإسلامي امرأة ذاقت حلاوة الحب الإلهي‏..‏ بل هي رائدة هذا الحب وهذا العشق للإله الواحد الأحد‏.‏
ولقد بحثه في كتب الأقدمين والمحدثين عن رابعة‏_,_‏ قرأت ماكتبه عبد الرحمن بدوي رابعة العدوية شهيدة العشق الإلهي‏_.._‏ وقرأت للأستاذ عبد الباقي سرور رابعة العدوية والحياة الروحية في الإسلام وقرأت للأستاذ عبد المنعم‏:‏ العابدة العاشقة رابعة العدوية امامة العاشقين والمحزونين‏..‏ وقرأت للأستاذ الزميل سامح كريم‏:‏ أعلام في التاريخ الإسلامي في مصر‏..‏ فماذا وجدت ؟
رابعة العدوية البصرية كما يقول سامح كريم هي البنت الرابعة في الترتيب للرجل الصالح إسماعيل‏,‏ ولدت في البصرة بالعراق ولذلك سميت بالبصرية‏,‏ وإنتسبت الي سيدها عتيك من بني عدوة فسميت بالعدوية‏,‏ ولقبت بأم الخير لسعيها في أوجه الخير‏.‏
كانت نموذجا فريدا للمرأة المسلمة الصالحة‏_._‏ فكانت رأس العابدات‏_,_‏ ورئيسة الخاشعات‏_,_‏ وزعيمة الناكسات‏.‏ حتي عرفت في زمانها بعظيم فضلها‏_,_‏ ومزيد علمها وكمال أدبها‏_,_‏ كانت تصلي ألف ركعة في اليوم والليلة‏_,_‏ وإذا سئلت ما تطلبين من هذا ؟ قال‏:‏ لاأريد ثوابا بقدر ماأريد إسعاد رسول الله صلي الله عليه وسلم‏_,_‏ حتي يقول لإخوته من الأنبياء‏:‏ أنظروا هذه امرأة من أمتي‏..‏ هذا عملها‏.‏
كانت أول من أستعمل كلمة الحب الإلهي استعمالا صريحا‏_,_‏ فيما تناجي به الله تعالي‏.‏ وإقبالها وإيثارها له‏.‏
عاشت يومها وليلها بوجدان الحاسة لا بإحساس الغريزة‏_,_‏ فكانت دائما في تسام وتصعيد وتحليق كما في ذكر وإبتهال وتسبيح‏_,_‏ في تأمل وتفكر وتدبر‏..‏ مناجاة لله لم تأت من رجل من أئمة الفقه المعروفين في عصرها‏_,_‏ ولا من عالم من العلماء المشهود لهم بالعلم‏_,_‏ إنما جاءت من امرأة أنجبتها أمة‏_,_‏ فحملت في يمينها عبء رسالة التصوف في الإسلام‏.‏
وكان تصوفها سلوكا وشعورا‏_,_‏ فهو سلوك حيث تتجنب الشهوات والملذات‏_,_‏ وترمي الي طهارة الجسم وصفاء النفس‏_.._‏ وهو شعور حيث تشعر بالغبطة والسعادة عندما تصل إلي هذه الطهارة وهذا الصفاء‏_._‏
كما أن التصوف عندها عمل وتأمل‏_,_‏ عمل حيث يقوم علي المجاهدة‏_,_‏ قيام الليل وصيام النهار‏_,_‏ بذل النفس والتضحية بالنفيس‏_,_‏ وهو تأمل حيث تفكر في آيات الله في خلقه‏_,_‏ فتتجاوز عالم الظاهر إلي الباطن‏_,_‏ وتتحقق لها تلك الشفافية النورانية التي تميزها عن غيرها من عباد الله‏_._‏
والتصوف عندها أيضا عدم ووجود‏_._‏ عدم للعاجل ووجود للآجل‏_,_‏ عدم للفاني ووجود للباقي‏_,_‏ عدم للعبد ووجود للرب‏_.._‏ وبهذا السلوك الصوفي العظيم أصبحت أمة بنفسها بجهادها ومعارفها‏_,_‏ أمة بما تركت من تراث روحي عميق‏_,_‏ ومن أدب مثالي رفيع‏_,_‏ ومن هدي مشرق مبين‏_.._‏ وهي فوق هذا رائدة لأكبر منهج روحي في تاريخ الروحانيات وزعيمة لأكبر وثبة وجدانية للقلوب في تاريخها العريض‏_,_‏ ومنشئة لأول مذهب في التصوف‏_,_‏ حيث كانت صاحبة شرعته‏_,_‏ ومفجرة ينابيعه‏_,_‏ وفاتحة آفاقه‏...‏
وقد سألوا رابعة العدوية مرة‏:‏
كيف رأيت المحبة ؟
قالت‏_:_‏ ليس للمحب وحبيبه بين‏_,_‏ وإنما هو نطق عن شوق ووصف عن ذوق‏_,_‏ فمن ذاق عرف‏_,_‏ ومن وصف فما اتصف‏_,_‏ وكيف تصف شيئا أنت في حضرته غائب‏_,_‏ وبوجوده دائب وبشهوده ذائب‏_,_‏ وبصحوك منه سكران‏_,_‏ وبفراغك له ملآن‏_,_‏ وبسرورك له ولهان‏_,_‏ فالهيبة تخرس الألسنة عند الإخبار‏_,_‏ والدهشة تعقل العقول عن الإقرار‏_,_‏ والحيرة توقف الجنان عن الإظهار‏_,_‏ فما ثم إلا دهشة دائمة‏_,_‏ وقلوب هائمة‏_,_‏ وأسرار كاتمة‏_,_‏ والمحبة بدولتها الصارمة في القلوب حاكمة‏:‏
وبالشعر أجابت رابعة عن نفس السؤال‏:‏
كأسي وخمري والنديم ثلاثة
كأس‏:‏ المسرة والنعيم يديرها
فإذا نظرت فلا أري إلا له
ياعاذلي إني أحب جماله
كم بث من حرقي وفرط تعلقي
لاعبرتي ترقا‏_,_‏ ولاوصلي له
وأنا المشوقة في المحبة رابعة
وإذا المدام علي المدي متتابعه
وإذا حضرت فلاأري إلا معه
تا الله ماأذني لعذلك سامعه
أجري عيونا من عيوني الدامعه
يبقي ولاعيني القريحة هاجعة
ولعل أجمل ماقالت‏:‏ في الحب الإلهي‏:‏
أحبك حبين حب الهوي
فأما الذي هوحب الهوي
وأما الذي أنت أهل له
فلا الحمد في ذا ولاذاك لي
وحبا لأنك أهل لذاكا
فشغلي بذكرك عمن سواكا
فكشفك للحجب حتي أراكا
ولكن لك الحمد في ذا وذاكا
فالحب الإلهي عندها حبان‏_,_‏ حب تشتغل فيه بذكرها لله‏_,_‏ وتنشغل به عما سواه‏_,_‏ وتسميه حب الهوي‏_,_‏ وحب تنكشف فيه الحجب‏_,_‏ ويتجلي جمال المحبوب الحقيقي وتعبر عنه بأنه الحب الذي‏..‏ اله أهل له‏.‏ وأعلي وأرقي جمال المحبوب الحقيقي وتعبرعنه بأنه الحب الذي‏..‏ الله أهل له‏..‏ وأعلي وأرقي الحبين هو الحب الثاني‏_,_‏ إذ يحصل فيه مشاهدة الحضرة الإلهية في الدار الآجلة في حين أن الحب الأول هو حبها لإنعامه عليها بحظوظ العاجلة‏.‏
وقد أستوعب حب الله لذاته كل خلجات قلبها‏_,_‏ حتي قالت فيه لما سئلت عن حبها للرسول الكريم‏:‏ إني والله أحبه حبا شديدا‏_,_‏ ولكن حب الخالق شغلني عن حب المخلوقين‏_,_‏ ولعل رابعة العدوية‏:‏ كما يقول الإمام الغزالي في إحياء علوم الدين أرادت بحب الهوي هنا حب الله لإحسانه إليها وإنعامه عليها بحظوظ العاجلة‏_,_‏ وبحبه لما هو أهل له الحب لجماله الذي إنكشف لها وهو أعلي الحبين وأقواهما‏.‏
‏..............‏
‏..............‏
وكل سنة وانتم طيبون‏..‏ وكل سنة وانتم في حب‏‏
عزيزي تحقيق السبت‏:‏
لا اعتراض علي صلاح الدين‏!‏
‏{{‏ جاءتني هذه الرسالة الكريمة من الصديق اللواء حمدي عبدالكريم
‏H‏ السيد الأستاذ الكاتب الصحفي‏..‏ عزت السعدني
تحية طيبة‏..‏ وبعد
إيماء الي ما سبق وأن نشرتموه بصحيفة‏(‏ الأهرام‏)‏ في عددها الصادر بتاريخ‏2010/12/2‏ م بشأن رسالة المواطن‏/‏ أحمد بلال‏-‏ والتي إدعي خلالها رفض سجل مدني النزهة تسجيل مولود له باسم‏(‏ صلاح الدين‏),‏ وتساءل عن أسباب الرفض‏,‏ وإلتمس اتخاذ اللازم في هذا الصدد‏.‏
نود إحاطتكم بأنه وفقا لنصوص القانون رقم‏143‏ لسنة‏1994‏ بشأن الأحوال المدنية تختص مكاتب الصحة بتلقي تبليغات الميلاد من المواطنين وتدوين إسم المولود وكل البيانات وإرسال نماذج التبليغ لفروع قطاع الأحوال المدنية لتسجيلها بقاعدة بيانات الرقم القومي ولايتم تسجيل أي مولود إلا من خلال تبليغ مكتب الصحة‏,‏ ويعقب ذلك إمكانية استخراج صور قيود مميكنة من مواقع الأحوال المدنية‏..‏ كما نود احاطتكم بأن إسم‏(‏ صلاح الدين‏)‏ لايعد إسما مركبا أو محظورا‏,‏ وهناك بسجلات قطاع الأحوال المدنية وبقاعدة البيانات القومية العديد من المواليد بهذا الاسم‏..‏ كما لم يستدل منكم أو من التحريات حول شخصية من يدعي أحمد بلال لنتمكن من إستيضاح الموقف منه وتبصيره وتثقيفه بالاجراءات والمعلومات الصحيحة في هذا الصدد‏.‏
وتفضلوا بقبول فائق الاحترام والتقدير‏,..‏
مساعد وزير الداخلية
مدير الادارة العامة للاعلام والعلاقات
لواء‏/‏حمدي عبد الكريم
صباحكم أجمل صباح
‏‏ تلقيت هذه المقطوعة عن الحب‏:‏
صباحكم أجمل
صباح آخر للوطن
ايها المجدولون بضفيرة الشمس
تتلمسون دفئ الأحبة
محبة ونور قلوب
هيا نحب بعضنا
هيا ننسي الامنا
ها نمسك بأيادي الأمل
وننظر قدما إلي المستقبل من أجل من بعدنا
بالحب نسمو
بالحب نقهر الألم
بالحب نتسامح
بالحب نسمو فوق الجراح
صباح الخير يا أجمل الأوطان
‏{{{‏
صباح آخر نودع فيه شهداء جدد
نزرع في سفوح الوطن زيتونات جديدة
نحلم ونبسم
نر فجرا يلوح في الأفق
فمازالت الشمس تشرق في كل صباح
الحمائم والعصافير تمارس متعتها اليومية
نسمات البحر تهب علينا
تذكرنا ان البحر مازال سلبيا
النعناع ينتظر ان ارويه كل صباح
واهمس له وللورود المتبرعمة بصباح الخير
ليلة الأمس حضرت وولدي حفل زفاف لابنة احد اصدقائي
اعرفها منذ تفتحت عيناها للحياة
فرأيت كيف يولد الفرح في عيون الشباب
وكيف يحلمون بالغد ويعملون من أجله
جيل اثر جيل
والراية لا يمكن أن تسقط
لعل ابناءك يا ابنتي من سيحيون تحت الشمس
حين اسماك والدك صابرين
قلت له يا صديقي
الي متي
ومازلنا
‏{{{‏
صباح اخر يا طيفي القريب البعيد
طيفي الذي يسكن مني الخلايا
الذي يسكن بي ومعي
نحتسي القهوة
وانا اقف لنافذتي
يهمس بأذني
يا صاحب الشأن بحالي
دعني اقطف زهور تعبق بالمكان
اقدمها قرابين حبي
أختمها بحروف الشوق ليوم لقياك الغالي
سآتيك أنا من غير تذكرة سفر
الي عينيك أهدي آخر زمن للترحال
فيروز تشدونا
‏ زياد الجيوشي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.