لم تمر أيام قليلة علي سقوط عصابةمصاصي دماءأطفال الشوارع حتي فوجئنا بمافيا جديدة لتجارة الأعضاء البشرية من معدومي الضمير مستغلين حاجة الفقراء للمال بعد أن حطمتهم الظروف المادية ولم يجد هؤلاء سوي بيع دمائهم وأعضائهم بأبخس الاسعار . وليجدوا أنفسهم أمام عصابات منظمة تتاجر في اجساد البشر وقطع الغيار الآدمية, يقودها أردنيين ومصريين بالإشتراك مع سيدة تدعي نادية مازالت هاربة ولم يتم القبض عليها حتي هذه اللحظة, وتقوم العصابة بشراء الأعضاء البشرية من الفقراء من خلال شبكة كبيرة من السماسرة وكانت المفاجأة التي كشفت عنها تحريات مباحث القاهرة بإشراف العميد أحمد خيري مفتش مباحث غرب القاهرة أن الشبكة تعمل لحساب بعض المستشفيات الخاصة الكبري حيث يقوم السماسرة باستقطاب العاطلين من المقاهي بمناطق السيدة زينب وفيصل وامبابة ويوهموهم بأنهم سيتبرعون بكلاهم مقابل20 الف جنيه أو المفصل مقابل100 الف أو الغدة ب200 الف وخلال فترة تجهيزهم يستضيفونهم داخل شقق بمنطقتي المقطم و فيصل ويحصل الضحية علي مصروف يومي20 جنيها حتي يتم إجراء العملية و خلال هذه الفترة يوقع الضحية علي اقرار تبرع بوزارة الصحة ويحرر محضر بالقسم بأنه تبرع برغبته مع اجباره بالتوقيع علي ايصال أمانة ليكون سيفا علي رقبته متي حاول الرجوع عن قراره أوالإبلاغ عنهم مافيا الاعضاء البشرية . التقت الأهرام بالضحية الذي فجر القضية وهو أشرف حسن أحمد(34 سنة) وشهرته أشرف الإسكندراني والذي نجا من عمارة لوران الشهيرة بالإسكندريه بعد أن فقد باقي اسرته ليجد نفسه أمام شخص يدعي محمد الأسمر اشهر سمسار أعضاء بشرية ويروي اشرف حكايته مع مصاصي الدماء وتجار البشر فيقول: حضرت من الإسكندريه ولا املك شيئا من الدنيا بعد ان فقدت والدتي وشقيقاتي الاربعة في حادث انهيار عمارة لوران ولم يبق لي أحد في الإسكندرية ولم أجد مكان يأويني بالقاهرة فأستجرت شقة مفروشة لمدة شهر وفي الشهر الثاني لم اتمكن من دفع الايجار فتركتها واقمت بشقة لا يوجد بها سوي حصيرة بالسيدة زينب وكنت اجلس في أحد الأيام علي مقهي بشارع الناصرية بالسيدة زينب ولا املك سوي جنيهان ثمن كوب شاي واسودت الدنيا في عيني, وفجأة ظهر لي شخص جلس بجواري وسألني ماذا بك؟ فرويت له حكايتي فقال لي يمكنك الحصول علي80 جنيها اذا تبرعت بكيس دم صغير وأوضح لي أن كل الذين يجلسون علي المقهي يفعلون ذلك فذهبت الي أحد المستشفيات بالدقي واخذوا مني كيس الدم وحصلت علي المبلغ لأعرف بعدها أن هذا الشخص يصطاد ذبائنه من المقاهي الموجودة بهذا الشارع وبعدها عملت بأحد المطاعم بمنطقة كوبري القبة وشعرت بآلم شديد فقام زملائي بنقلي الي مستشفي شهير بمنطقة الزيتون وهناك وجدت محمد الأسمر نفسه الذي دعاني للتبرع بالدم واستقبلني بحرارة شديدة وقابلني بمدير المستشفي الذي أوهمني بأن كليتي قد أصابها المرض وأن هذا الآلم سيعاودني دائما وأن الحل هو التبرع بكليتي والإستفادة بالمال بحصولي علي20 الف جنيه وكان الرقم بالنسبة لي حلما كبيرا فوافقت وتقابلت مع مديرة بتلك المستشفي تدعي نادية عادل وشعرت بأنها هي التي تدير المافيا وبعدها ذهبت مع السمسار محمد الأسمر لأجد نفسي بشقة يقيم بها عدد اخر من الاشخاص الذين يبيعون كلاهم وبدأت إجراءات التحاليل وكنا نحصل علي مصروف يومي20 جنيها من شخص يدعي محمد خليفة أردني الجنسية, ولم اعرف الشخص الذي تبرعت له إلا بالمصادفة داخل وزارة الصحة لاكتشف بعدها أنني كنت اوقع علي إقرار بالتبرع وبعد ان اجريت العملية داخل حجرة اسفل سلم المستشفي الشهير بالزيتون فوجئت بهم يعطونني8 آلاف جنيه فقط ويقولوا لي إن الإجراءات والفحوصات التي اجريتها تم خصمها من المبلغ لاصطدم بالحقيقة المرة خاصة بعدما علمت من والدة المريض الذي تبرعت له بأنهم دفعوا200 الف جنيه للمستشفي وللمتبرع كما أفهموهم, وبعدها حررت محضر بقسم شرطة الزيتون بالواقعة وعندما علم الطبيب الذي اجري لي العمليه طلب مني التنازل عن المحضر مقابل4 آلاف جنيه اخري حتي لا افضحهم لكنني أدركت أنني وقعت ضحية مافيا بعدما قابلت العديد من الضحايا الذين حدث معهم نفس السيناريو الذي حدث معي فقابلت سيدة أسمها وردة التي تعيش مع زوجها سائق عربة كارو ونجلهما, وقررت التبرع بكليتها بسبب فقر زوجها لتفاجئ هي الأخري بنفس المبلغ وصبي أخر اسمه اسلام يبلغ من العمر15 سنة وقام السماسرة باستدراجه من أحد المقاهي بمنطقة الناصرية واستولوا علي كليته بعد أن زوروا له بطاقة رقم قومي ووعدوه مقابل كليته ان يقيموا له المشروع الذي يحلم به وهو أن يكون صاحب( دي جي) بينما الضحية الثالثة وليد الذي علم اهله بالواقعة اثناء تجهيزه للعملية فهاجموا الشقة التي يقيم بها السماسرة وقاموا بتحطيمها وهددوا مدير المستشفي بفضحه وتحطيم المستشفي فاعطاهم50 الف جنيه خوفا من تهديداتهم, واضاف أشرف أنه توجه للعقيد محمد الشرقاوي رئيس مباحث السيدة زينب وروي له ما حدث معه وارشد عن الشقة التي يقيم بها المتهمين بالمقطم ليتم بعدها القبض علي أفراد العصابة.. لكن مازال المتهمين الكبار من أصحاب المستشفيات الخاصة المتورطين في القضية يمارسون أعمالهم في استقطاب ضحايا جدد ولم يتم القبض علي أحد منهم حتي الان ر بما لأن الضحايا من الفقراء والمعوزين الذين لايهتم أحد بمعاناتهم بينما أعضاء المافيا من اصحاب المراكز والاموال الذين ليس لديهم القدرة علي شراء قطع الغيار الادمية فقط بل يمكنهم شراء الآدميين أنفسهم.