بالمستندات والصور والتسجيلات الصوتية, يكشف الأهرام المسائي عصابة خطيرة لتجارة الأعضاء البشرية تبيع لحم الشباب تحت33 عاما لأثرياء مصر والخليج وتحقق أرباحا طائلة, حيث يبلغ ثمن الكلية الواحدة250 ألف جنيه وفص الكبد300 ألف, في حين تحصل الضحية علي ما لا يزيد علي25 ألف جنيه بالتقسيط وبعد خصم المصاريف. وتنشط مجموعة من السماسرة رجال وسيدات في الأماكن الشعبية, مثل البراجيل وعلبة والدويقة وإمبابة وشبرا, لإقناع الشباب ببيع أعضائهم من وراء أولياء أمورهم.. ولأن نقابة الأطباء تشترط توقيع ضامن من أقارب الدرجة الأولي لإتمام العمليات, فإن العصابة تضم مأذونا خاصا لتزويج الشباب زيجات صورية لتوفير الضامن ثم يتم الطلاق فور إتمام الإجراءات الخاصة بالنقابة, ويحصل المأذون المقيم في إمبابة علي ألف جنيه في عقد الزواج و1500 في إتمام الطلاق. وكشف الضحايا وشهود العيان أن الشاب الذي يبيع أحد أعضائه يحصل علي مبلغ يتراوح بين15 25 ألف جنيه تخصم منها جميع مصاريفه اليومية خلال عمليات الكشف والتحاليل والأشعة, وأن باقي المبلغ المحصل من المشتري يوزع بين الأطباء والسماسرة. المغامرة التي خاضها الأهرام المسائي بدأت فور بلاغ أحد الضحايا حيث تم الاتصال بالمعلمة حمدية كبيرة السماسرة عن طريق الضحية المبلغ الذي قال لها أنه أقنع شخصا ببيع كليته, فطلبت تحديد لقاء علي وجه السرعة بعد السؤال عن نوع فصيلة الدم والسن مع شخص يدعي سامح مدير أعمالها كما قال الضحايا, وتم اللقاء الساعة الثالثة مساء في اليوم التالي للاتصال وحضره أكثر من خمسة سماسرة علي مقهي محروس بميدان الكيت كات وانتهي بالاتفاق علي سعر البيع وتحديد موعد البدء في اجراءات التحاليل والأشعة وتم تكليف سمسارة تدعي ايمان عبداللطيف لاصطحاب محرر الأهرام المسائي إلي أحد المستشفيات ومركز التحاليل كما تم الاتفاق علي المقهي علي الزواج من إحدي السيدات اللاتي يعملن مع العصابة علي أن يتم الطلاق بعد اتمام اجراءات البيع واشترطوا السرية حتي مع الأهل لخطورة الموضوع وطلبوا من المحرر إقناع الشباب بالبيع حتي يكون واحدا من العصابة. توجهنا إلي مستشفي الدعاة بمصر الجديدة حيث التقينا ب م.ع.م أحد الضحايا داخل حجرته الخاصة بالمستشفي وتحدث معنا قائلا السماسرة يعملون بقيادة الأطباء ويقنعون الشباب الفقراء بالبيع ويجبرونهم علي التوقيع علي ايصالات امانة علي بياض لعدم التراجع عن عملية البيع. وأوضح أن طبيبا يدعي عصام لم يذكر اسمه الكامل أقنعهم بعملية البيع وان فص الكبد يتجدد كل ستة شهور وأن العملية تتم بسهولة وتعد تأمينا للمستقبل. وأضاف أن السمسارة حمدية تحرص علي أن يكون المرافق داخل المستشفي من أحد الضحايا أو من السماسرة لضمان سرية العملية, وأشار إلي أنه ترددت أثناء اتمام إجراءات بيع كليته أسماء كثيره منها الدكتور عصام والدكتورة فوزية أحمد السقا ود.سامي الهلالي وغيرهم. واعترف أ.ب.ف أحد الضحايا, بأن سعر البيع يحصل عليه الدكتور عصام ويقوم بتقسيمه علي أن تحصل المعلمة حمدية علي أتعاب السماسرة والمبلغ الذي يتم دفعه لصاحب الكلية أو فص الكبد وأن السماسرة يلتقون يوميا التاسعة صباحا حتي الساعة الثالثة مساء علي مقهي محروس بالكيت كات وأن كلا منهم لديه أكثر من شريحة موبايل يقوم بتغييرها بين الحين والآخر. وقال إن عملية البيع منظمة وكل فرد فيها له دور يقوم به فالدكتور عصام مسئول عن متابعة اجراءات التحاليل والأشعة لجميع المراكز التي تعمل معهم ومن أشهرها مركز الدقي للأشعة. أما السمسارة حمدية, الملقبة بالحاجة فتقوم بتكليف السماسرة علي المقهي لاقناع الشباب وتحصيل الاتعاب وتسليم قيمة عضو الجسم المباع لصاحبه, أما فوزية وزينب فتقومان بإجراء التحاليل والأشعة علي الشباب في المراكز المختلفة. وقال إن عدد المستشفيات التي تتم بها العمليات يزيد علي خمسة وتذكر منها مستشفي الدعاة ومستشفي المروة بجوار الكوبري الخشب بامبابة. وأضاف أن أشهر الضحايا الذين تعرف عليهم عمرو وهو مقيم بمساكن الدويقة وأشرف صابر وعمرو كمال الصعيدي وفطوطة عصران من البراجيل ومحمد سبرتو وياسر ونوسة وأم نوسة وسعيد من شبرا مؤكدا أن بعضهم تحول إلي سماسرة في تجارة الأعضاء. وطالب بالقبض علي المأذون الذي حول مكتبه إلي وكر للسماسرة. وصف الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء هذه الوقائع بالقبيحة مؤكدا أنه سيتم تطبيق القانون الجديد لنقل وزراعة الأعضاء البشرية بجميع عقوباته المشددة علي جميع المتورطين وستشمل الطبيب والسمسار والمستشفي وأكد أنه سيعقد جلسة للجنة الصحة بمجلس الشعب لمناقشته مخالفات الاطباء والمستشفيات والسماسرة التي ذكرتها الأهرام المسائي.