بين يوم وليلة كبرنا فى نظر العالم.. الأطفال صاروا رجالا والرجال صاروا أبطالا.. هذا هو شأن هذا الشعب منذ أمم جمال عبد الناصر شركة قناة السويس لم يعد الأمر أمر ملايين تدخل خزانة الدولة بقدر ما هو تيار هائل من القوى المعنوية، سرى فى دماء هذه الأمة وجعل منها، خلال هذه الأيام التاريخية، الأمة الأولى، وجعل من زعيمها الرجل الأول. كسبت بلادنا هذه التعبئة الروحية التى كانت فى أشد الحاجة إليها. إن الشعوب لا تعيش بالخبز وحده. إنها تطلب الشعور بكيانها القوى، واستقلالها وسيادتها. إنها لا ترضى أن يكون استقلالها حبرا على ورق. إنها تريد من زعيمها أن يحققه فى كل شىء، فى اقتصادها، وفى سياستها. إنها تتطلع دائما لمصير أفضل. إن الشعوب الأصيلة العريقة كشعبنا لا ترضى بدور ثانوى. ولا تقنع بالصالح الذاتى. إنها تريد فى الداخل والخارج دورا إنسانيا عاليا رفيعا يجعلها قدوة. إنها تريد أن تكون كعمود من النور يسير ويهدى الكائنات الناظرة إليه من كل جانب أنها لا تخاف لأنها مؤمنة بالله، وبالخير، وبالمحبة، وبالحرية.