ربما يكون الإرهابيون ارتأوا من وراء فعلتهم أمس بمحاولة اغتيال المستشار هشام بركات النائب العام تصدير شعور عام لدي كل المصريين بأن الإرهاب سيطال الجميع، قيادات وشعبا، ولكن واقع الحال يقول عكس ذلك تماما. فالإرهاب مهما تسبب في خسائر بشرية ومادية لا ينال أبدا من عزائم الشعوب والأوطان. فمصر وعلي مدي السنوات القليلة الماضية تعرضت لأحداث إرهابية عديدة وطالت أرواحا كثيرة ما بين مدنيين وعسكريين ورجال شرطة، ولكنها تظل مصر الشامخة التي لن تحيد عن استكمال خريطة الطريق التي أقرها الشعب قبل عامين من الآن. فالمصريون يدركون كما غيرهم من بلدان العالم، أن الإرهاب الأسود لم يعد مقصورا علي بلد معين أو منطقة بعينها، فالعالم كله وكما أصبح قرية صغيرة إعلاميا، أصبح كذلك بالنسبة للإرهابيين الذين ينتشرون في بقاع الأرض تحت مسميات كثيرة، وإن كان الإرهاب المرتدى ثوب الإسلام هو الأبرز علي الساحة العربية والعالمية في الوقت الراهن. بيد أن أزمة الإرهابيين في مصر تتعاظم بفعل الضربات الأمنية القوية التي أوقعت قيادات إرهابية لا حصر لها، وكذلك المحاكمات التي طالت رءوس الإرهابيين وأذرعتهم وتابعيهم الذين ينفذون للأسف التعليمات التي تأتيهم من شياطينهم. لقد ظن المصريون ومعهم العرب، أن الإرهاب ربما يتوقف في شهر رمضان الكريم، حيث أمرنا المولي عز وجل بالتعبد والتضرع، إلا أنه أبي وقرر أن يهل علينا وعلي مساجدنا ومناطقنا، فخلف قتلي في الكويت في بيت من بيوت الله تتلي فيه آياته، ولم يحترم حرمة زائرين لتونس رغم أن الإسلام يأمرنا بحسن معاملة الضيف أو أي قادم علينا وأن هذا الضيف هو في أمان لحين رحيله. ومن قبل هذا وذاك، كانت بعض مساجد المنطقة الشرقية في السعودية عرضة للإرهاب هي الأخرى لقد استباح الإرهابيون دماء الأبرياء، ولكن لن يكتب لهم النجاح، فلن ينالوا من عزائمنا وقوتنا، وسنحتفل اليوم بالذكري الثانية للثلاثين من يونيو، يوم ميلاد عهد مصري جديد مع الحرية وكان عنوانا كبيرا لطرد الجماعة الإرهابية التي سعت لاستلاب مصر والمصريين لمصلحة نفر قليل ، تلك الجماعة التي تتلقى أوامر من الخارج وخضعت لتعليمات شياطينها، ولكن المصريين كانوا لها بالمرصاد في الثلاثين من يونيو، فيحاولون الانتقام الآن. لمزيد من مقالات رأى الاهرام