يعد الخط الكوفى من أقدم الخطوط العربية على الاطلاق, نشأ فى بدايات ظهور الاسلام فى مدينة الكوفة عاصمة الخلافة الاسلامية آنذاك ، واُستخدم فى كتابة المصحف بشكل خاص , حيث إن جميع المصاحف التى نُسخت قبل القرن الرابع الهجرى كُتبت بالكوفى ، الذى أجاده خطاطو الكوفة , كما استخدم فى العمارة الاسلامية للنقش على جدران المساجد والقصور وغيرها , يتميز الخط الكوفى بالتنوع فى شكل الحرف الواحد وكذلك فى الكلمة الواحدة بأكثر من شكل ، وأنواعه عديدة منها مائل ، مزهر ، معقَّد ، مورق ، منحصر ، معشق ، مضفر .الفنان أحمد عبدالعزيز يعشق الخط الكوفى , وأحد رواد هذا الفن فى مصر والوطن العربى.يقول أحمد عبد العزيز تعلقت بحب الفنون منذ بداية المرحلة الابتدائية , و رغم اننى لم أجد من يساعدنى ويوجهنى للاهتمام بالخط العربى فى هذه الفترة , الا أن موهبتى بدأت تنمو واتجهت ميولى فى تلك المرحلة للخط والرسم معاً , فكنت أكتب بالقلم الرصاص أو الحبر, وكنت أحياناً أترك سن القلم الرصاص سميكا , وأحياناً أبريه بالموس وأجعله مبططا , وكان الخط جميلا بدون علمى بقواعد الخط وأنواعه , ومثلما هو معروف فان مدرس اللغة العربية هو نفسه مدرس الخط , وكانت كراسة الخط الرقعة مهملة ولم نستخدمها طوال العام , فكنت أحاول تقليدها قدر المستطاع وكنت عندما أكتب بقلم الحبر أمسك القلم بجنب فيظهر الخط بشكل أحسن بالنسبة لى , وكان ذلك بجانب حبى للرسم أيضاً ، فكنت فى الاجازة ألون الزهريات الفخارية الصغيرة و أقوم ببعض الاشغال اليدوية ، وفى المرحلة الاعدادية والثانوية استمرت على نفس المنوال واشتركت فى جماعة الرسم والأشغال بالمدرسة , و بدأت أهتم بالخط العربى أكثر لتنمية موهبتى ومهاراتى الخطية والفنية .
التحق عبد العزيز بمعهد تكنولوجيا الدراسات الالكترونية والاتصالات , وعمل بعد الانتهاء من دراسته بمطار القاهرة الدولى عام 1976 , ولم يؤثر ذلك على موهبته وحبه للخط العربى , فكان يُكلف من قبل رؤسائه بتنفيذ رسومات ومكاتبات تتعلق بالعمل , لإشادة المسئولين عن العمل بجمال وتنسيق خطه .
درس الخط العربى بالصدفة عن طريق أحد أصدقائه , الذى عرفه بزميل له يدرس الخط العربى بأكاديمية الخط العربى , وبعد الحديث اليه ساعده فى التقدم للأكاديمية , وكانت بدايته لدراسة الخط العربى عام 2004 , ومن خلال الدراسة عرف أن الخط العربى من أروع الفنون , فهو الفن الذى يتعلق بالشعائر الدينية , وكتابة المصحف الشريف , والأحاديث النبوية الشريفة , والأقوال المأثورة , اقترن الخط العربى بالجمال فى أنواعه , وبالزخارف الإسلامية , واقترن أيضا بكتابة وزخرفة أروع وأكبر المساجد فى العالم العربى والإسلامى , وتزيين القصور , والأسبلة , والمخطوطات , وزخرف به أروع المصاحف وتذهيبها على أروع صورة.
تعلم عبدالعزيز الخط العربى وأنواعه , وتاريخه , وزخرفته , وتذهيبه على يد أساتذة أفاضل منهم خضيرالبورسعيدى ومحمد حمام وسعد غزال وأحمد البشلى والمرحوم محمد ابراهيم محمود , وحصل على دبلوم الخط عام 2009 , ثم حصل على دبلوم التخصص فى الخط والتذهيب وكتابة المصحف الشريف عام 2011 , وتعلم الخط الكوفى الفاطمى والمصاحف وأصوله وقواعده على يد الأستاذ محمد منير الرباط , وفور تخرجه عمل مدرساً لدبلوم التخصص . الا انه تأثر كثيرا بالحاج محمد عبدالقادرعبدالله رحمه الله , الذى تعلم من كتاباته الكثير والتى كلما تعمق فيها اكتشف جديدا وجديدا , حيث صار على منهجه وطبق القواعد التى تعلمها منه فى تنفيذ لوحاته وأعماله .
يوضح الفنان أحمد عبد العزيز عشقه للخط الكوفى لأنه أول خط كُتب به المصحف الشريف « كوفى المصاحف غير المشكول» , وأول الخطوط التى نفذت على جدران المساجد لانه يتميز بخاصية الهندسة وصلابة الحرف والكلمة فى شكلها وتنفيذها , وكان الخط الكوفى فى صدر الاسلام 70 نوعا تقريباً , وكان ينسب للزمان أو المكان أو كاتبه وأخذ يندثر حتى أصبح نحو 10 أنواع تقريباً , ينفذها فى لوحاته وأعماله وهى الكوفى الفاطمى , والمصاحف , والبديع , والقيراوانى , والنسيابورى , والهندسى , والتربيعى , والدائرى . موضحا تعلقه بالخط الكوفى مع باقى الخطوط لما فيه من لمسات جمالية خاصة به مثل التضفير , والأربطة , والتنوع فى شكل الحرف الواحد , والتنوع فى شكل الكلمة الواحدة مع الزخارف المناسبة , مع حرصه على ابراز اللوحة مع قليل من الزخارف والسلاسل الاسلامية .
شارك عبد العزيز فى عدة معارض جماعية بدأت بقصر الفنون بدار الأوبرا المصرية , ومكتبة الاسكندرية , ومكتبة طلعت حرب , ومركز الحرية للابداع بالاسكندرية , وساقية الصاوى بالزمالك . وأقام 10معارض فردية بدأت عام 2007 بالمكتبة الموسيقية بدار الاوبرا المصرية خلال مهرجان الموسيقى العربية , وتم تكريمه فى المهرجان وحصل على أوسكار المهرجان , وآخرها معرض ابداعات كوفية بساقية الصاوى بالزمالك 2014 , حصل على المركز الأول فى مسابقة أرسيكا بتركيا عام 2004 شعبة الخط الكوفى , و كُرم بملتقى مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف عام 2011 , و شارك فى مسابقة مكةالمكرمة الدولية الأولى لفن الخط العربى عام 2012 وكان من الفائزين ضمن 25 متسابقا على مستوى العالم , وكُرم مؤخرا فى ملتقى الشارقة الدولى لفن الخط العربى عام 2014.