الخط العربي يسحر الحاضرين في مكتبة مبارك محيط - رهام محمود افتتح في عيد ميلاد مكتبة مبارك العامة المعرض السنوي الرابع لفن الخط العربي تحت عنوان "حروف عربية"، والذي ضم إبداعات عشر فنانين "هواه" من بلدان مختلفة وهم: الدكتورة أنصار محمد، حسن محسب، سمر سعيد، علي رضا، والطفل نور الإسلام من مصر، وسايكو سوزوكي، هيروكي ادي، هيروكو ميوكاوا من اليابان، وشمس الدين جالو من فرنسا. أما ضيف الشرف الذي احتلت أعماله القاعة فهو الفنان أحمد عبد العزيز، بينما كانت أعمال باقي الفنانين في مساحة صغيرة من القاعة، حيث أن هذا المعرض يعتبر نتاج ورش فنية في الخط العربي ضمت أطفال وشباب من أعمار مختلفة أثناء الفترة الصيفية أو أجازة نصف العام وغيرها بالمكتبة، فلم يتعدى أعمالهم العشر لوحات. قدم الفنان أحمد عبد العزيز 24 لوحة بمقاسات مختلفة، كتبها بعدة خطوط، منها الخطوط الكوفية القديمة، حيث تناول حوالي عشرة أنواع من الخط الكوفي، كما نوع في إخراج لوحاته والألوان التي استخدمها على مسطح اللوحة، حيث أنه استخدم الحبر وألوان الجواش وأقلام الرابيدو "أقلام مخصصة للحبر"، كما كتب على أوراق بعضها ملون، وأخرى على كرتون. يقول الفنان أن الخط الكوفي من الخطوط التي تعطي الحرية كي تصاغ بأكثر من شكل في اللوحة الواحدة، كما أن الخط الكوفي الفاطمي تحديدا يمكن التنوع في حرف واحد من حروفه لينتج منه عدة أشكال مختلفة، بشرط عدم الخروج عن القاعدة الأساسية للخط، وهذا ما أعطى أعماله الحس الجمالي والاختلاف الملحوظ في لوحاته، فهو يستطيع أن يقوم بتضفير بعض الحروف، أو مد أخرى أو كتابة غيرها بشكل دائري وهكذا... تناول في بعض أعماله الخط الكوفي البديع الذي انقرض منذ ألف عام، حيث أنه بحث في الكتب القديمة كي يحصل على حروفه ليجمعها على سطح أعماله، وبدأ يكتب به آيات قرآنية كسورة الإخلاص والفلق والناس، ومن مميزات الخط الكوفي البديع أن أطراف خطوطه تسحب جميعها في اتجاه واحد وكأنها أمطار تتدفق من أعلى إلى أسفل في إمالة كبيرة . كما أن هذا الخط لا يتقيد بوجود النقط أعلى أو أسفل الحرف، وكذلك لم تكتب حروفه بأي تشكيل أو تنوين، لكن الفنان أضاف النقط لحروفه كي يسهل على المتلقي قراءتها. كتب الفنان مجموعة من لوحاته بالخط الكوفي الفاطمي، ومن بين هذه الأعمال لوحة طلبت منه كي تعرض في مولد الرسول "عليه الصلاة والسلام" في جريدة الأهرام، كما يضم المعرض أيضا لوحة فاز بها في مسابقة دولية للخط العربي بتركيا؛ ولذلك قرر أن يكتب لوحة أخرى مثلها تماما ليحتفظ بها. من بين الأعمال المعروضة لوحة تتخذ شكل مشكاة، حيث أنه كتب حروفها على شكل دوران المشكاة كي تعلق في المساجد، كما كتب لوحة بالخط الكوفي الهندسي ثمانية الشكل، ذات تقسيمات معينه تقرأ من كل الاتجاهات، حروفها تتشابك بشكل هندسي رائع، وفي لوحة أخرى كتبها الفنان بشكل دائري متناظرة تقرأ من اتجاهين. استخدم ثلاثة أنواع من الخطوط الكوفية في كتابة لوحة واحدة وهم " الخط الكوفي البسملة، الخط الكوفي القديم، والخط كوفي الفاطمي"، كما كتب باقي الآية بالخط الكوفي القيروان نسبة إلى تونس. تتميز لوحاته بكتابة الحروف بأشكال جديدة متناسقة ومترابط مع بعضها حتى ولو كتبت اللوحة بعدة أنواع مختلفة من الحروف، كما أنه وفق في استخدام ألوان متناغمة مع الأشكال المتراكبة للحروف، والشريط المزخرف الذي يحيط باللوحة والذي رسمه الفنان بنفسه، كما تحاط بعض اللوحات ببرواز من ورق "الأبو" الملون كإطار خارجي للوحة وهو ورق تشتهر بصناعته تركيا وإيران، فكل لوحة كتبها الفنان تتمتع بتنسيق عام خاص بها يتناسب مع شكلها.