زواج الشاب من فتاة تختارها أمه أو أسرته، وترك حبيبته التى وعدها بالزواج، كان حديثنا فى المقالتين السابقتين طبعا كلامى هذا ليس دعوة للشباب لعقوق أمهاتهم، لكن لى رجاء بسيط أوجهه لكل شاب ، وهو ألا ينجرف فى حب فتاة ويعدها بالزواج بعد تحسن ظروفه المالية، إذا كان يعلم أنه لن يستطع أن يفرض اختياره على أسرته ويرتبط بها. وإذا كان هناك من سيدافع عن هذا النوع من الشباب ويقول لى : وكيف للشاب أن يعلم بأن أسرته لن توافق على اختياره ؟ أقول له : فى حالة إذا أحب الشاب فتاة ووعدها بالزواج فعليه أن يدافع عن حبه واختياره وخاصة هؤلاء الذين يتبادلون الحب لسنوات طويلة. لماذا ؟! أولا من الناحية الدينية والتى يغفل عنها كثيرون، فالله محاسبكم على عدم الوفاء بعهودكم ، حتى لو وعدت طفلا صغيرا بشراء الحلوى له ولم تفعل. ثانيا من الناحية النفسية ، لأن المحبون يتركون آثارهم الروحية فى كيانات من أحبوا دون أن يدروا، وقد يظن البعض أنه من السهل نسيان حبيبا قضى معه سنوات وشاركه مناسبات وأعياد وعادات ثم فجأة يختفى من حياته، بل هناك أشخاص لا يكونوا قادرين على الحياة بدون من أحبوا ويعيشون حالة وحدة قاتلة مهما قابلوا بعدهم من أشخاص رائعين . ثالثا الذى يهجر حبيبته بعد أن نضجا معا عاطفيا ليبدأ من جديد فى حالة حب مع فتاة أخرى تختلف عنه، متصورا أنه سيعلمها أبجدياته العاطفية ليصنع منها "نسخة" طبق الأصل من فتاته الأولى يكون واهما، لأننا نعجب ونقع فى حب الأشخاص كما هم وكيفما وجدناهم، ولم نصنعهم كما شئنا، لذلك لن يستطع الزوج أن يجعل زوجته تتحدث مثلا بطريقة تشبه الطريقة التى تتحدث بها حبيبته الأولى، ولن تستطع الزوجة أيضا أن تجعل من زوجها رجلا حنونا أو مهتما بها أكثر كما كان خطيبها أو حبيبها السابق . والسؤال الآن : إذا كانت أزمة حياتنا الآن هي نقصان الحب ، فلماذا نحارب الحب فى مجتمعاتنا الشرقية ونحاسب المحبين الذين يريدون الارتباط الأبدي بالزواج بأن نسعى للتفريق بينهم ؟! لقد عايشت تجارب قريبة وقرأت عن تجارب أخرى لأباء وأمهات فرقوا بين أولادهم ومن يحبونهم حتى بعد الزواج . أليس الأفضل لنا العمل بحديث رسولنا الكريم، طبيب الأنسانية جمعاء الذى قال: "لا أرى للمحبين مثل النكاح "؟! [email protected] لمزيد من مقالات وفاء نبيل