فى المقال السابق عرضت لتجربة زواج لا يتكلف سوى عشرون ألف جنيه فقط ، ودعوت الأباء والأمهات للتنازل عن مطالبهم المادية التى يرهقون بها الشباب الذين يتقدمون طالبين الزواج من كريماتهم. بل الأكثر من هذا أننى "تجرأت" وطالبت الآباء بأن يبحثوا لبناتهم عن الرجال المناسبين لهن ويزوجوهن. لكنى تلقيت رسائل من أباء وأمهات يعاتبوننى على هذه الدعوة رغم ترحيبهم بها مبدأيا، إلا أنهم متخوفون من أن "يستهين" الشاب بزوجته بعد الزواج، أو أن تقل قيمتها فى نظره، لأن أسرتها تساهلت معه .. لكننى أوضحت لهم أن أختيار الرجل المتدين الخلوق الذى يقدر ثقة أهل الفتاة، سيمحو تلك الهواجس تماما وسيحمل الشاب ذو الأصل الطيب "جميل صنعهم" هذا فى قلبه وسيحافظ على أبنتهم أكثر ويحرص على إسعادها .. والمثل العربى القديم يقول : إذا أنت أكرمت الكريم ملكته وإذا أكرمت اللئيم تمردا.. وأنا ماقصدت من كلماتى أن أقلل من شأن أى فتاة لكنى قصدت تغيير قيم سلبية يعانى منها الشباب ويلجأ بسببها بعضهم للحرام لأن الحلال صعب الوصول إليه. وقصدت التسهيل على الشباب وحفظ براءته ومشاعره الجميلة فى بداية حياته، وعدم إهدارها فى المحرمات. أما الهدف الأهم فهو الحفاظ على كرامة البنات والبعد بهن عن طريق اللهو الذى يسلكنه مع بعض الشباب رغبة فى أن يطلبها للزواج وهو فى الحقيقة يتلاعب بها وبغيرها فى نفس الوقت . ومن هنا تستطيع أى فتاة أن تحمى نفسها وتحمى سمعتها هى وأهلها بهذا الحل. فأى فتاة أحبت شابا فى مقدورها أن توضح له أنهما يستطيعا الزواج بهذه الطريقة البسيطة ويتحملا معا صعوبة البداية بدلا من أن يظلا يتبادلان أحلام الزواج لسنوات وفى النهاية يفترقا كالعادة .. وأخيرا يجب أن تنتبه كل فتاة إلى أن أجمل سنوات عمرها من ناحية المشاعر أوالقوة الجسمانية التى تستطيع أن تربى بها الأبناء هى تلك الفترة الواقعة ما بين العشرين والثلاثين من العمر، فضلا عن أنها الفترة الأعلى فى الخصوبة من ناحية الأنجاب. وليس معنى كلامى أن فتاة ما بعد الثلاثين أو حتى الأربعين لن تنجب لاسمح الله، فهذا رزق لايعلمه إلا الله وحده، لكنى أتحدث فقط عن الأفضل. ولهذا فمن الأفضل أن تتبنى الفتايات هذه الفكرة وأن يدافعن بقوة عن حقهن فى حياة سعيدة مبكرة ويناشدن أسرهن للتنازل عن المطالب المبالغ فيها للزواج فالعريس ليس هو الساحر الذى أتى لتحقيق أحلام الفتاة بل هو أيضا له أحلام تخصه يجب أن نساعده على تحقيقها.