تحدثنا الأسبوع الماضى عن قضية نبذ المجتمع للمطلقة والعانس وأعتذر بشدة لكل أنثى عن أستخدام هاتين الصفتين، لكننى مضطرة لمخاطبة مجتمعنا بنفس مفرداته التى يصنف بها المرأة فى كافة أحوالها .. كنت قد وعدت بالتحدث عن كيفية "صناعة" الأنثى لسعادتها بنفسها وليس البحث عنها بين من حولها أو أنتظارها فى الغيب القادم. وأرى أن أى فتاة أو سيدة تستطيع أن تعيش سعيدة فى أى حال من احوالها، سواء كانت ليست جميلة ولايتقدم لها أحدا طالبا الزواج منها ، أو كانت مطلقة أو أرملة أو حتى رائعة الجمال لكن حظها قليل .. فعلى كل أمرأة أن تشعر من داخلها بكرامتها أولا وبأن الله سبحانه وتعالى يحبها جدا ويعزها والدليل على كلامى ، أن المطلع على مكانة المرأة فى الأسلام وحقوقها سينبهر والله ، حتى أن الغرب قد استعار من الدين الأسلامى بعض حقوق المرأة وطبقها لديه عندما بدأوا ينادون بحقوق الأنسان . ولتعلم كل أنثى أن الرجل لايضيف لها أبدا بقدر ما يأخذ منها، لأنه يأتى إليها دائما طالبا منها الحماية رغم ضعفها !! لا تتعجبوا لكن تذكروا معى لماذا يتزوج أى شاب ؟! ليحمى نفسه من الوقوع فى الحرام ويكمل نصف دينه ليدخل الجنة التى لن يستطيع أن يدخلها أبدا سوى بصالح أعماله فى الدنيا، والتى تساعده فيها أمه وأخته وأبنته (إذا رباها وعلمها وزوجها) وكذلك زوجته . إذن نحن معشر النساء من نقدم الحماية الأجتماعية والنفسية والجنسية للرجال، حتى لايقعن فى كافة أنواع السيئات ومن ثم يخسرون الدنيا والأخرة . فلا عجب إذا طالبت كل أنثى أن تفتخر بنفسها وبكونها مخلوقة من الله ومحملة بهذه الرسالة الراقية . فلماذا الحزن على تأخر الزواج ؟! فقد تأخرت المسئوليات الثقيلة التى ستكلف بها الفتاة فور دخولها عصمة رجل ستحمل أسمه وهمه ومسئولية إسعاده. ومن ثم على أى فتاة تأخر زواجها أن تعيش حياتها لنفسها وتستمتع بكل يوم يمر عليها وهى لم تكبل بعد بمسئوليات الزواج . ولماذا الحزن بعد الطلاق ؟! فقد حررك الله من مسئولية ثقيلة لزوج لايقدرك ولا يحترمك ، وعلى المطلقة أن تعود للأندماج فى المجتمع مرة أخرى بلا أدنى شعور بالخجل ، بل عليها أن تكون "فخورة" بهذا اللقب لأنها "أحترمت" نفسها وأبتعدت عن مصدر معاناتها وفضلت "مواجهة" مجتمع شرقى بكل أمراضه القديمة وحدها . فالمرأة الوحيدة فى المجتمع تشبه من يدخل حربا وهو أعزل من السلاح، لكنه فى النهاية ينتصر .