وسط البلد يمثل هاجسا.. الذى كان مصدرا للقوة.. رمزا للأستقرار .. حاضنا الثورات.. حضانة الأفكار الحديثة .. بيت المثقفين.. وملجأ الوافدين.. ومقصد السائحين والشعراء والموسيقيين والعشاق والريفيين.. ظل لأكثر من 150 عاما منذ أن نزل الحاكم من القلعة الى قصر عابدين مقرا للحكم.. تعبير عن الدولة الحديثة.. أمل المصريين جميعا فى اللحاق بالتقدم.. أهمله عبدالناصر والسادات ومبارك فتحول الى ملجأ للطبقة الوسطى والموظفين .. هجره أصحاب الثروات ماقبل 25 يناير 2011 الى الكومباوندز أو التجمعات السكنية التى تحيط بها الأسوار ويحرسها رجال أمن أشداء فى الصحراء القريبة من القاهرة فى 6 أكتوبر والتجمع الخامس الى أن حدثت ثورة 25 يناير فظن الأغنياء أن القصاص قادم على أيدى الفقراء.. الا أن فقراء مصر لم يفعلوها. وسط البلد يمثل مصدرا للقلق بعد أن كان مكانا مهجورا سوف يتحول الى غنيمة للمستثمرين الذين ينتظرون على أحر من الجمر الفرصة للأنقضاض وجنى الارباح بعد تحويله الى مكان مقصور على المشاه تتحول مهه شقق وسط البلد الى «لوفتس» بالتعبير الانجليزى حيث يتم ترميم المبانى واعادتها الى أصلها وهذا ما ننشده جميعا الا أن الشقق القديمة سوف تباع بأسعار فلكية تفوق جزيرة مانهاتن فى نيويورك بعد طرد الغوغاء والفقراء بدون وضع تصور واضح حول كيفية إستثمار منطقة وسط البلد من أجل مصر كلها ثقافيا وأجتماعيا وسياسيا . لم يقدم لنا الدكتور مصطفى مدبولى المشغول حاليا بالعاصمة الأدارية أى تصور لوسط العاصمة.. ماذا سيحدث فى منطقة ماسبيرو التى تراوح مكانها لم يتقدم مشروعها قيد أنملة.. كيف سيتم ادماجها مع القاهرة الخديوية.. ماذا عن حقوق الفقراء فى ماسبيرو التى تمثل نحو 10 فى المائة فقط من مساحة المثلث؟ هل توزعت مسئولية ماسبيرو على محافظ القاهرة والدكتورة ليلى اسكندر ووزارة الاسكان وشركة ماسبيرو. طلب بسيط : قولوا للناس ما هو تصوركم لتنمية وسط البلد من أجل مصر كلها لا من أجل حفنة من المستثمرين وشكرا . لمزيد من مقالات جمال زايدة