من بين تصريحات عديدة للرئيس بشار الأسد أخيرا قال: إن الدولة السورية أمام تحولٍ في الغرب، حيث بدأ الأمريكان والغربيون بالتواصل مع دمشق، رغم أن تراجعهم عن مواقفهم السابقة يحتاج إلى وقت لأنهم صعدوا أشجارا عالية, مؤكدا ثبات الموقف الروسي والعلاقات الإستراتيجية مع إيران . رغم الضربات القاتلة التي تلقتها سوريا الدولة على مدى السنوات الأربع السابقة فإنها استطاعت الصمود, ولم تحقق ثورتها البائسة أى نتائج، بل إنها جلبت معها إرهابيين ومسلحين من جميع أرجاء الأرض. وبدلا من أن تتحالف أمريكا والغرب مع السوريين لاقتلاع الدواعش من الأرض العربية,اكتفت بتوجيه ضربات جوية كانت تعلم أنها ستثبت أقدام الغرباء في المنطقة، بل وتجلب تعاطف آلاف المغرر بهم لينضموا إليهم .. أمريكا أرادت ذلك ! من حق الرئيس الأسد أن يخرج لسانه للأمريكان والغرب، خاصة أنه تأكد من ضعف المعارضة السورية التي شبهها وزير خارجيته وليد المعلم بأنها تشبه المنتخب, كل لاعب من دولة مختلفة. ومن حقه أن يشيد بروسيا وإيران بعد أن اكتفت بعض الدول العربية بدهشة المشاهدة , بينما دول أخرى تدعم التنظيمات المسلحة لإسقاط شخص بشار فقط , دون النظر إلى المجازر التي ترتكب يوميا. نعم للشعب السورى مطالب فى الحرية والكرامة الإنسانية , ولكن من قال إن الغرباء سيحققونها له ؟ ومن قال إن حمل السلاح وتشكيل العشرات من المنظمات الإرهابية سينهى معاناة السوريين ؟ وبعدين: مهما يكن حجم العقدة السورية على المستوى المحلى أو الإقليمي , فالحل يبدأ وينتهي بالحفاظ على حدود الدولة الوطنية, وطرد الغرباء أو قتلهم و إلقاء السلاح وعودة اللاجئين, ثم التفاوض برعاية عربية ودولية مخلصة , أما ما عدا ذلك فهو رغبة في تدمير سوريا لصالح مشروع غير عربي يستهدف جني ثمار الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها واشنطن للمنطقة العربية! [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب