في الوقت الذي تحارب فيه مصر في جبهات عدة تصل إلي درجة المساس بأمنها القومي يري المحللون أنها لاتزال قادرة علي أن تلعب دورا بارزا قد يجنب السوريين ويلات تلك الحرب التي يخطط لها الغرب منذ زمن طويل, مشيرين إلي أن دعوتها أطراف الأزمة السورية للجلوس علي طاولة المفاوضات التي ستمتنع بالتأكيد عنها المعارضة سيفضح تلك القوي التي تحتمي بالغرب وتمكنه من الاعتداء علي سيادة الأراضي السورية. وأكدوا أن نجاح الغرب في توجيه ضربة لسوريا لا يعني سقوط الرئيس السوري بشار الأسد لأنه لايزال قادرا علي مواصلة الحرب بالإمكانات والمساعدات الروسية والإيرانية, إلا أنها قد تجبر المعارضة علي خوض مفاوضات جنيف2 وقد تجبر النظام علي الاعتراف بأن الحوار هو السبيل الوحيد وليس العنف والقتل,مشيرين إلي أنه إذا ثبت صحة حديث الأسد بأن المعارضة التي تضم فصيلا متشددا هي من تستخدم الأسلحة الكيماوية فإنها ستوجه بوصلتها بعد التخلص من الأسد إلي أوروبا والدول الغربية. ومن جانبها, قالت صحيفة كريستان ساينس مونيتور إنه علي الرغم من نفاذ صبر فرنسا وبريطانيا وتعهدهم بالانتقام من نظام الأسد إلا أن واشنطن كانت أكثر حذرا لأنها تعلم أن توجيهها أي ضربة علي الأراضي السورية يعد انتهاكا صريحا للقانون الدولي ويعد عملا من أعمال الحرب. وأشارت الصحيفة إلي أنها لم تكن المرة الأولي التي يخترق فيها الغرب الأراضي السورية بل اخترقها وقت أمد الثوار السوريين بالأسلحة التي استخدموها ضد قوات الأسد إلا أنه تغافل عن ذلك,مشيرة إلي أن السوريين بالطبع يعانون من نظام الأسد إلا أنهم يرفضون أيضا لتلك الحرب التي اعتبرها عدد كبير خطور لسرقة ثروات البلاد بل أن الغرب عليه أن يعي أن تلك الحرب ستعزز من موقف الأسد وستجلب الإدانات للمعارضة التي كانت سببا مباشرا في تلك الحرب. وتساءل المحللون هل تخلت روسيا عن سوريا الأسد؟ خاصة بعد التصريحات الأخيرة التي خرج مسئول بارز في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية أمس ليؤكد فيها أن موسكو لم تعد تحارب في سبيل أحد وأن تلك الأوقات قد مضت منذ زمن طويل, مؤكدا أن بلاده تعتزم سحب أسطولها الحربي من طرطوس عقب تفاقم الوضع أو خروجه عن السيطرة, وهو ما يؤكد أن موسكو بدلت موقفها الداعم للرئيس بشار الأسد, في الوقت الذي أكد فيه النظام السوري أن موسكو لديها مصالح كثيرة في سوريا وأن وقوفها عاجزة أمام الاعتداءات الأمريكية سيضر بتلك المصالح والتي تعتبرها موسكو تهديدا صريحا لنفوذها في المنطقة. ومن جانبها, حذرت صحيفة واشنطن تايمز من هجمات إرهابية قد تستهدف واشنطن وتل أبيب عقب توجيه تلك الضربة إلي سوريا, ونقلت عن محللين سياسيين أن حزب الله المدعوم من إيران قد يزيد من العمليات الإرهابية التي تستهدف أمريكا وتل أبيب والتي أسموها بحرب الظل ردا علي التدخل الغربي في سوريا.