يوم الثلاثاء الماضي أعلن تنظيم القاعدة في العراق أن جبهة النصرة التي تحارب في سوريا ضد نظام بشار الأسد هي امتداد له وجزء منه وهدفها إقامة دولة إسلامية في سوريا وهذا الاعلان . جاء ليزيد المخاوف في إسرائيل من سقوط سوريا في أيدي المنظمات الجهادية التي ستوجه أنشطتها بعد سقوط بشار إلي الدولة العبرية فتل أبيب تري أن هذه الجماعات أو المنظمات اكتسبت في الفترة الماضية ثقة وتأييدا حينما رفعت راية التقوي الدينية الأمر الذي أدي إلي زيادة عدد أنصارها بشكل كبير. وكلما زاد وجودها زادت قوتها العسكرية ومعها استعدادها للموت في سبيل ما تؤمن به. الخبير العسكري الإسرائيلي تسفيكا فوجل كتب في صحيفة إسرائيل اليوم يقول: لقد حظيت هذه المجموعات المسلحة علي مر السنوات بدعم جهات عديدة وهناك منظمة مثل منظمة حماس الارهابية أضرت بها الصدامات العسكرية مع اسرائيل في الماضي لكنها لم تضع سلاحها, ولم يصدأ هذا السلاح بل العكس هو الصحيح. وقد استغلت المنظمات الاسلامية كل فرصة للاستيلاء علي اراض تمكنها من انشاء مجتمع ذي ايديولوجية دينية متطرفة والحرص علي أن يكون هذا المجتمع في حالة فقر وعوز طوال الوقت. ويضيف تسفيكا: إن ايديولوجية العوز التي تبناها قادة منظمات الارهاب تمكنهم من توحيد الجماعة بشعور المضطهدين وتوجيه أصابع الاتهام للغرب وفي مقدمته اسرائيل والولايات المتحدة. ولا يعلم كثيرون انه حتي حينما فتحت أبواب معبري إيريز ورفح لم يسمح قادة حماس بادخال جميع السلع ليظهر النقص علي أنه عقاب من إسرائيل للفلسطينيين. والحل الذي ابتدعته حماس كما يقول الخبير الإسرائيلي وهو الأنفاق ساعد علي تلبية بعض مطالب الفقراء وعزز في نفس الوقت تعلق سكان غزة بحماس وزاد من الأموال التي تصب في خزائنها وفي جيوب قادتها. و تدمير الأنفاق سيضر بهم ضررا مباشرا و بالغا, والأنفاق شيء لا تستطيع حماس أن تخسره. ويضيف تسفيكا قائلا: إن الاحداث الحالية حولنا توجب علينا ان نعمل بصورة لا لبس فيها. فمنذ ان نشبت الحرب الأهلية في سوريا والعناوين الصحفية تؤكد ان حكم الاسد لن يصمد. وقد رأي كثيرون من اولئك الذين تمنوا سقوط الاسد في خيالهم حمام السلام يطير بين دمشق وتل أبيب, بل وجد من توقعوا تحطم محور الشر الذي يخرج من ايران ويمر بسوريا ويصل الي حزب الله في لبنان. ولم يسأل أحد من الذي سيمسك بدفة الحكم السوري بعد تنحية الطائفة العلوية, بل ازدادت التساؤلات: متي. وقد مر أكثر من عامين وأصبح الواقع يصفع وجوه المحللين مرة اخري, فما زال الاسد في الحكم, ومازال صامدا و اذا سقط الاسد, بقي لنا ان نقرر أيها ستكون أقل سوءا في الأمد القريب. إن القاعدة والجهاد العالمي وسائر المجموعات المختلفة قد رسخت أقدامها في سوريا, واذا سقط الاسد فستكون هي التهديد القادم. وأنا شخصيا أفضل الحاكم الحالي أي بشار الاسد لا بسبب حبي له بل لأن قوة الردع الاسرائيلية تؤثر فيه وعنده ما يخسره