الرئيس الأميركي باراك أوباما، من خلال تأكيد له يوم الأحد 5 فبراير، قال انه لا يعتقد ان تل ابيب قد اتخذت قرارا بشأن مهاجمة ايران ، مشيرا إلى أنه يفضل أن تبتعد تل ابيب مرة أخرى عن العمل العسكري وتتركه جانبا كاحتياطي استراتيجي، بينما في الوقت نفسه يعتقد ان افتراض اعتداء من تل ابيب ليس الا تخططا لترهيب إيران بغية اختيار اجراء محادثات دبلوماسية حول برنامجها النووي. تحقيقا لهذه الغاية، يتناقض مع الرئيس مباشرة بيان وزير الدفاع ليون بانيتا منذ ستة أيام حيث انه يتوقع ان تقوم تل ابيب بضرب ايران في ابريل ومايو او يونيو. في تل ابيب، لا يشك مصدر مطلع في أن وصلت حكومة نتنياهو بالفعل الى قرار أعلن الأحد، الميجر جنرال عمير ايشيل، الذي سيتم تعيينه قائدا للقوات الجوية الصهيونىة انه سيقود العملية المقبلة ضد ايران. اوباما قال ايضا: "نحن ذاهبون للتأكد من أننا نعمل ببراعة كلما تقدمنا في محاولة لحل هذه الازمة - دبلوماسيا". افاد محللون ديبكا للتقرير أنه من خلال مصطلح "ببراعة" يعني الدور الذي كان قد كلف تل ابيب فيه بالتضليل الجاري بين الغرب وايران. ردت طهران على هذا الهجوم اللفظي من تلقاء نفسها، ان ايران لن تنتظر أن تتعرض للهجوم حيث تم إعداد إجراءات وقائية ضد تل ابيب. وتحدثت احدى الجرائد من مفاجأة هجوم صاروخي يستهدف المنشآت العسكرية الصهيونىة، والتي قيل أن تتركز بين كريات غات والجنوب، واللد، في الوسط ، والتي تعتبرها ايران هدف سهل بين المناطق الحضرية والعسكرية في بطن تل ابيب . كان هناك اثنين من المميزات خلال ال 24 ساعة الماضية: 1.ايران ليس لديها نية للتخلي عن برنامجها لصنع قنبلة نووية. وفقا للمعلومات التي في أيدي الصهيونىين، قد مر برنامجها بنقطة اللاعودة، و ايران قادرة على انتاج سلاح حال قرر حكامها ذلك. و وهو الوضع التي حاولت اميركا وتل ابيب ان تتحاشاه عاما بعد عام ..وأكدت ايران سلبيتها الدبلوماسية من خلال رفضها بازدراء لمفتشي الوكالة الدولية الذين يزورون البلاد هذا الاسبوع من وصولهم إلى أي من منشآتها النووية. 2. المواجهة التي تقودها الولاياتالمتحدة ضد ايران من قبل تركيا والسعودية وقطر جعلت سوريا مركزا رئيسيا للصراع، وخاصة منذ اعتراض الموقف الروسي الصيني السبت على اقتراح مجلس الأمن الأممالمتحدة لإزالة الرئيس السوري بشار الاسد وانهاء حملة القمع الوحشي. تل ابيب لا تملك اي دور في صدام الارادات والرئيس أوباما يبذل قصارى جهده لجعل تل ابيب على الهامش في حين ما زال مستمرا في زاوية الحوار النووي . ولقد دعمه في هذا المسار المحارب القديم والدبلوماسي السابق توماس .ر بيكرينج الذي كتب في صحيفة نيويورك تايمز يوم 2 فبراير ان امريكا في تعاملها مع ايران يذكره بالمثل الأفغاني القديم: "اذا كنت تتعامل مع الجمال تأكد من أن الأبواب مرتفعة "- مما يعني أن التوصل إلى اتفاق، بين الرئيس أوباما والزعيم الاعلى اية الله علي خامنئي وكلاهما مستعدان لتقديم تنازلات. بمعنى آخر اوباما يشير الى انه على استعداد؛ خامنئي يبدو في الاتجاه المعاكس. يمكن لتل ابيب إذا ما قررت التخل عن هذه الديبلوماسية غير المتكافئة وتبدا بهجوم مفاجئ على إيران دون إشعار مسبق إلى واشنطن. بالنسبة لإدارة أوباما كانت هزيمة مجلس الأمن انتكاسة سياسية رئيسية على رأس انتكاسات في القاهرة. وابتهجت طهران في المقابل بنسبة ما تراه موسكو وبكين بانه يلقي بطوق النجاة لانقاذ نظام الأسد، في الوقت الراهن على الأقل، من هجمة أعدائها وتحقيق الاستقرار في جناح البحر الأبيض المتوسط على الجبهة الغربية ومباشرة ضد تل ابيب. سقوط الحاكم السوري سيسرق من طهران حليفها الأقوى في الهجوم على تل ابيب دون التورط الايراني المباشر. فإنه سيتسبب أيضا في إضعاف حزب الله اللبناني كقوة عسكرية. وقطع صلته الجغرافية مع طهران عبر سوريا وسيعرض الميليشيا الشيعية لضغوط دبلوماسية غربية وعربية وهجوم صهيونى. الاحد 5 فبراير بعد تدريبات لمدة ثلاثة أسابيع عسكري طويل في جنوبايران مقابل مضيق هرمز وخليج عمان والمحيط العربي. وقد تبين للإيرانيين أن واشنطن وتل ابيب بعد استقرار الجبهة في سوريا يستعدان لوقوع مفاجآت عسكرية قد تحدث في منطقتهم الأكثر ضعفا. الاثنين 6 فبراير، أفادت مصادر في المعارضة ان الجيش السوري كان قد ضاعف المدفعية في هجوم بقذائف الهاون ضد حمص و، لأول مرة، قصفت العاصمة التجارية لمدينة حلب. وأفادت مصادر فرنسية ان مدرعات للجيش السوري هاجمت الزبداني الكائنة بين دمشق والحدود اللبنانية. وإذا ما تأكدت كل هذه التقارير، فإن ذلك يعني أن بشار الأسد يستغل بلا رحمة المهلة الممنوحة له من قبل مجلس الأمن و الفيتو الروسي والصيني للقضاء على الانتفاضة ضده وإلى الأبد. على الجبهة الدبلوماسية يوم الاثنين، أفادت الأنباء ان المعسكر الذي تقوده الولاياتالمتحدة والدول الغربية والعربية السعى جاهدة لتجبر سيرغي لافروف وزير الداخلية ميخائيل فرادكوف ان يستغلا زيارتهم لدمشق الثلاثاء في إجبار الأسد على التخلي عن هجماته الوحشية، وسحب قواته من المدن السورية والتنحي. تحقيقا لهذه الغاية، والكتلة الغربية العربية تحاول اقامة دورة أخرى مجلس قبل نهاية الأسبوع - وتأمل عكس الحدث المؤسف من يوم السبت. وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي الست يجتمعون في الرياض هذا الاسبوع لاجراء جولة اخرى من المشاورات بشأن الأزمة السورية بعد فشل مجلس الأمن وفشل محاولة نشر مراقبين في البلاد المنكوبة بالحرب. الغرب يهدد أيضا لتزويد المتمردين بأسلحة ثقيلة، على خطر التصعيد بحرب اهلية شاملة يعد هذا اعترافا غير مباشر انها اعطت اسلحة خفيفة فقط للقوى المناهضة للأسد حتى الآن. من خلال تعزيز قوة المتمردين، فإن الغرب يقول لموسكو أن التسامح مع نظام الأسد على الاستمرار في حكم سورية- قد انخفض إلى الصفر. دعي الروس الى التراجع عن دعمهم للأسد على عكس السياسة التي دفعتهم للتصويت بحق الفيتو في مجلس الأمن. عما اذا كان هذا واقعيا او غير واقعي هذا ما سيسقر عنه الاسبوع القادم .