رغم الدمار الذى لحق بكل مظاهر الحياة فى سوريا, إلا أن إرادة الحياة لدى شعبها مازالت قادرة على التعايش مع آثاره التى نجمت عن مواجهات مسلحة وعنيفة لا ترحم بين الجيش النظامى وتنظيمات الإرهابيين ومسلحى المعارضة التى يقال إنها معتدلة . المثير للغرابة والدهشة هو تلك المعارك الطاحنة بين التنظيمات المسلحة التى تتحالف فى الصباح وتنقض تحالفاتها قبل غروب الشمس, لتحيل سماء القرى والمدن التى استولت عليها الى جحيم فى المساء. فى سوريا يمكنك أن تسمى تنظيمات المسلحين بمنتخب الإرهاب فهؤلاء جماعات من الشيشان والقوقاز العرب والأوربيين , وأولئك أفراد من أمريكا واستراليا, كلهم جاءوا دون أن تراهم أجهزة أمن ومخابرات تلك الدول. وأنت لا تعرف ما الذى يدعو شابا من السويد التى ينتحر بعض مواطنيها بسبب الملل من حياة الترف إلى أن يأتى إلى هنا ليرفع راية الخلافة؟ وبعدين .. الشعب الذى خرج مطالبا بالحرية والكرامة الإنسانية سرعان ما أطاحت بمطالبه خلايا نائمة متربصة حملت السلاح ومقاتلون غرباء يبحثون عن موطن, فلا هو تحققت مطالبه ولا بقى على ما كان عليه, والأدهى من ذلك أن 4 ملايين من مواطنيه أصبحوا لاجئين بالداخل والخارج. الأزمة فى سوريا معقدة لارتباطها بوضع إقليمى ودولى أكثر تعقيدا, والحل لن يكون أبدا بتسليح المعارضة السورية التى ترى واشنطن أنها معتدلة, ولكن الحل يبدأ بطرد المسلحين الأجانب, ثم وقف المواجهات بين الحكومة والمسلحين, والجلوس الى مائدة تفاوض إن كانت هناك إرادة لوقف نزيف الدماء. [email protected] لمزيد من مقالات ابراهيم سنجاب