سمراء البشرة ذات إبتسامة رائعة، وصوت قوي تشعر من خلاله بالبنت "الجدعة"، بين كل جملة وجملة تذكر صاحب فضل عليها سواء مدرب أو صديقة أو قريبة، تفتخر بأنها من "زينهم" وإنها لا تشعر بمصريتها إلا هناك. "مروة عيد"، لاعبة كرة يد بالنادي الأهلي، وأول مصرية تحترف في تاريخ مصر، تألقت في صفوف نادي اونيس الفرنسي وأصبحت من أهم اللاعبات والهدافة الأولي للفريق، واُطلق عليها "هدافة الدوري الفرنسي". تحكي "مروة" بمنتهي الفخر عن بداياتها في مركز شباب زينهم، ثم تسرد أسماء مدربين نسبت إليهم الفضل في هذه المحطة من رحلتها، ثم إلتحاقها بالنادي الأهلي وتتوقف لتذكر أسماء أخري من مدربين أثروا في حياتها، وتنتقل لمرحلة ما قبل إحترافها وتشكر صديقتين لها ساعدوها في إرسال المباريات التي شاركت فيها إلي النادي الفرنسي، وتقول باشكر طنط "فلانة" وطنط "فلانة" لوقوفهم بجانبي. شاهدتها تتحدث في إحدي البرامج التليفزيونية، فقررت أن أكتب عن صورة مشرفة لفتاة مصرية، لكني عندما أمسكت بالقلم لم أري صورتها أمامي، ولكني رأيتهما بملامحهما المصرية، أب وأم لثلاث بنات "حنان ومروة ونصرة" كلهن بطلات في نفس المجال، منزلهم في منطقة زينهم، وتسألت كيف لهما أن يقوما بصنع هذه الشخصية – بعد الله سبحانه وتعالي وبفضله – المتواضعة حافظة الجميل لكل شخص ساعدها وقدم لها مساعدة أو نصيحة والفخورة والمعتزة بمنطقتها التي وُلدت ونشأت فيها، كيف استطاعا أن يكسرا قيود العادات والتقاليد في منطقة قد تكون لها طابعها الخاص في التعامل مع الفتيات، وبرغم ذلك شجعوهم في الإلتحاق بفريق رياضي في مركز شباب بمنطقة شعبية عندما وجدوا المهارة عندهم، ولابد أنهم وجدوا صعوبات كبيرة في بادئ الأمر، ثم تحفيزهم ودفعهم إلي الإلتحاق بالنادي الأهلي وما يصاحبه ذلك من سفريات داخلية وخارجية والمبيت خارج البيت لعدة أيام، والثقة التي أعطوها لهن، والمسئولية التي حملها الفتيات علي عاتقهن لإثبات أنهن يستحقن هذه الثقة.و"الحاج عيد" وزوجته ليسوا حالة واحدة وإنما هم يمثلون نماذج كثيرة من "الحاج عيد" وزوجته، نماذج مشرفة لأباء وأمهات كسروا حواجز العادات والتقاليد العقيمة وأخرجوا بطلات ومبدعات نفخر بهن وبما قدموه لبلادهم من إنجازات وبطولات. [email protected] لمزيد من مقالات دعاء جلال