بالرغم من كفاءة ضباط الحماية المدنية في التعامل مع انواع العبوات الناسفة المختلفة وقيام وزارة الداخلية بتوفير ما يلزم من تدريبات وامدادهم بالمعلومات والخبرات الكافية للتدريب على التعامل مع تلك العبوات التي تقوم العناصر الارهابية بزرعها وسط المدنيين، لذا فإن ضباط الحماية المدنية عند تلقيهم بلاغا بوجود جسم غريب في أي مكان على الفور يتم اتخاذ كل الاجراءات اللازمة حتي الوصول لمكان البلاغ والتعامل معه في حالة ايجابيته او الانصراف بعد الاطمئنان على سلامة المواطنين، وفي كلتا الحالتين فإن طريق ضابط الحماية المدنية عند تلقيه بلاغا دائما يذهب الى المجهول، ولا يعلم هل سوف يستأنف حياته مرة أخرى وسط أسرته وأقرب الأقربين ويستمر في مطاردة تلك العناصر لأبطال مفعول عبوة هنا أو هناك، ولكن تعدت الحوادث وشهدت استشهاد ضباط من أفضل العناصر وخبراء في التعامل مع تلك العبوات، وايضا قامت الجماعات الارهابية بتطوير انفسهم حتى تمكنوا من تصنيع مواد قابلة للانفجار عن طريق استخدام بعض العناصر من جسم الانسان ومن جانب آخر اكد خبراء المفرقعات وضباط الحماية المدنية ان هناك عددا كبيرا من الضباط المتخصصين في المفرقعات، وهناك قسم مخصص لها داخل مديريات الأمن على مستوى الجمهورية، بالاضافة الى ان طلاب كلية الشرطة يتلقون تدريبات خاصة عن المفرقعات، ويتم تأهيل المختارين منهم للالتحاق بإدارة المفرقعات، حتي وصل الأمر برجال مفرقعات أنهم على قدر كاف من الخبرة لتحديد هوية العبوة الناسفة وبناء على ذلك يقوم بالتعامل معها. ولكن مهما زادت تلك الخبرات فإنها سلاح ذو حدين، فبناء على تلك الخبرات الثقيلة يقوم خبير المفرقعات بالذهاب للتعامل مع الخطر ولكننا ننسي أن الإرهاب لا دين له ويوصم بالخيانة ويقوم الضابط بالاكتفاء بخبراته ويتغاضى عن وسائل الحماية التي توفرها له الاجهزة المعنية ويكون مصيره الاستشهاد، وهذا ما حدث مع شهداء الوطن الأبرار مثل المقدم طارق عبد الوهاب والعقيد أحمد العشماوي ، إثر انفجار عبوة ناسفة بدائية الصنع بمحيط قصر الاتحادية عندما حاولا التعامل معها مستخدمين خبراتهما وتدريباتهما التي خضعا لها لكي يكونا فخرا للوطن ويكونا جدارا منيعا لمواجهة الأرهاب ولم يستخدما أبسط أساليب الحماية وهى ارتداء البدلة الواقية التي أكد خبراء المفرقعات أنها لا تقوم بحماية الضابط بنسبة 100% ويتوقف ذلك على حسب كمية البارود المستخدم ونوعه، وأيضا استشهاد النقيب ضياء فتوح أثناء تفكيك عبوة ناسفة أمام قسم شرطة الطالبية بالهرم يوم 6يناير العام الحالي، بالمقارنة عندما تعرض المقدم خالد كمال محمود عبد السلام، من قوة إدارة المفرقعات مديرية أمن القاهرة، بشظايا بالوجه والعين أثناء قيامه بالتعامل فنيا لتفكيك عبوة ناسفة بعين شمس، وكان مرتديا البدلة الواقية التي كانت بمنزلة عامل مساعد في الحفاظ عليه وكانت اصاباته سطحية. وبعد تلك الوقائع التي أستشهد بها أفضل عناصر ضباط المفرقعات، رفعت وزارة الداخلية الحالة القصوى وتنبهت أن أفضل رجالها يضحون بحياتهم من أجل حياة آمنة وقامت بزيادة الوسائل الآمنة للتعامل مع العبوات الناسفة المختلفة وكانت تلك الوسائل متوافرة ولكن مع تطور الأوضاع كان لابد من الاهتمام بها، وتعددت التساؤلات حول الأساليب المختلفة للتعامل مع العبوات الناسفة وكيفية تأهيل الضباط نفسيا ومعلوماتيا لمواجهة الأخطار وتم تفعيل الأستعانة ز بالروبوت ز فى الآونة الأخيرة للتعامل مع العبوات بالرغم من تكلفته الباهظة، بالرغم أن هذا الروبوت ليس بجديد ويتوافر منذ أكثر من عشرين عاما ولكن تم تطويره وأن البدل التي تقوم بدورها لحماية الضباط تختلف على حسب صناعتها ووزنها وإن مصر من الدول التي تقوم باستيراد أحدث البدل المستخدمة ولا تنظر الى التكلفة لأن حياة الضابط لا تقدر بثمن لتكون وسيلة حماية كافية مع تطور اساليب تصنيع العبوات الناسفة وتقوم ادارة الحماية المدنية بوزارة الداخلية بتوفير جميع السبل للضباط وتدريب الطلبة المتخصصين على كيفية التعامل مع الاخطار المختلفة، واضاف الخبراء أن الدول الحاوية للارهاب تمكن صناع العبوات الناسفة باستخدام اجزاء من اجسادهم لتصنيع مواد قابلة للانفجار. واكد خبراء المفرقعات ان البدلة يصل وزنها الى 33 كيلو جراما ومكونة من مواد مضادة للصدمات، ولكن مدى الموجة الانفجارية هو الفيصل عند ارتدائها، وتستخدم في مرحلة الاستكشاف، ثم يتم الدفع بسالروبوتس لتفتيت العبوة الناسفة، أو تفتيتها بخراطيم المياه عن بعد وتقوم بحماية الضابط على حسب المدى الانفجاري ووزن العبوة بالاضافة الى أنها مزودة بخوزة بها جهاز للاتصال بالخبراء في حالة التعثر في ابطال العبوة الناسفة وتتم الاستعانة بذراع بطول 3 امتار للتحكم في ابطال العبوة عن بعد وذلك بالاضافة الى ارتداء البدلة الواقية، ولكن الأخطاء الفنية واردة عند قيام الضابط بابطال مفعول العبوة الناسفة ومادة ال TNT من اقوى المواد شديدة الأنفجار مع اختلاف الكمية.