اللواء علاء عبدالظاهر: عدد خبراء المفرقعات فى القاهرة يصل إلى 46 خبيرًا لم نقصر فى التعامل مع حادث الاتحادية الأخير اعتمادنا على الكلب بنسبة 80% فى اكتشاف المواد المفرقعة
القنبلة لفظ عسكرى خالص ليس له علاقة بالمحلى أو المدنى والمقصود بالمدنى هو عبوة مبتكرة أو بدائية الصنع وليست قنبلة كما يطلق عليها البعض وإذا وجدت قنبلة فمعنى ذلك أنها تتبع القوات المسلحة التى تصنعها داخل المصانع الخاصة بها وقد تكون عبوة ناسفة للفعل الذى يتم والأصح أن نقول إنها عبوة مبتكرة بقصد النسف أو التفجير أو إحداث صوت. وإدارة المفرقعات هى إدارة مضافة إلى الحماية المدنية ولكنها ليست من الحماية المدنية وإدارة المفرقعات بالقاهرة مقسمة إلى ستة أقسام. التقت "المصريون" باللواء علاء عبد الظاهر، مدير إدارة المفرقعات بالقاهرة، فى مستشفى الشرطة والذى أصيب خلال تفجيرات الاتحادية الأخيرة وإلى نص الحوار.. هل حدث تقصير من جانب الشرطة فى التعامل مع حادث الاتحادية الأخير؟ البعض قال إن الشرطة قصرت فى التعامل مع حادث الاتحادية لكننا كإدارة مفرقعات تابعة للإدارة العامة للحماية المدنية بالقاهرة ذهبنا إلى موقع البلاغ بسيارتين كاملتين من أجهزة وضباط وعاونتنا فى ذلك الإدارة العامة للحماية المدنية بثلاث سيارات بجميع الأجهزة الحديثة، كما أرسل لنا وزير الداخلية سيارة بها أجهزة تشويش وأجهزة الفحص بالأشعة، وبمجرد دخولنا للحديقة الوسطى بمحيط الاتحادية تم تفجير العبوة عن بعد والتى أودت بحياة العقيد أحمد العشماوى وإصابة النقيب طارق عبد الوهاب ببتر فى كلتا يديه، بعد ذلك ارتدى المقدم محمد لطفى بدلة المفرقعات وقام بتعقيم الحديقة بالكامل وتم عمل جميع الإجراءات الوقائية، وقام بإبلاغى أنه انتهى من تفكيك العبوة وطلبت منه أن يرفع العبوة بيديه ويضعها فى البطانية الواقية بعد فصل المتفجرات والتليفون المحمول الموجود مع العبوة، وقام بوضع العبوة فى البطانية الواقية كى نقوم بتفكيكها بعد ذلك فى إدارة المفرقعات لكن الشهيد المقدم محمد لطفى أصر أن يقوم بتفكيكها فى مكانها حتى لا تؤثر درجة الحرارة على العبوة فى الطريق وحتى نكسب وقتًا، لكن للأسف الشديد سقطت العبوة من يده على ارتفاع 20 سم نتيجة تأثره بمشهد استشهاد زميله العقيد أحمد العشماوى وارتطمت بالأرض وحدث منها الانفجار الذى أودى بحياته فى النهاية، مؤكدًا أن العبوة إذا سقطت من ارتفاع أعلى كانت أنهت حياة كل المحيطين بل كان سيحدث تأثير على المنطقة بأكملها، مؤكدًا أن العقيد أحمد العشماوى له خبرة 16 عامًا فى تفكيك العبوات وأخذ عدة دورات فى أوروبا وأمريكا، وقام بتفكيك أكثر من 300 عبوة، كما أن المقدم محمد لطفى قام بتفكيك من 60 إلى 70 عبوة بمفرده، مؤكدًا أنه سيواصل عمله مرة أخرى بمجرد تماثله للشفاء ليكمل مسيرة زملائه من الشهداء. ما هى المخاطر التى يتعرض لها خبراء المفرقعات فى عملهم ؟ أخطار المفرقعات أخطار عديدة لأننا نحارب مجهولًا فلا نستطيع أن نجزم ما هو ناتج هذا الشيء لأنها عبوة مبتكرة الغرض منها اغتيال أشخاص بعينهم وكلنا نعلم أن الإرهاب هو الاستخدام المسلح لقوة قتالية تؤدى إلى القضاء على الأفراد أو التأثير على الموارد الاقتصادية بقصد إحراج الحكومة أو الإخلال بقواعد نظام الدولة. هل هناك تأمين على حياتهم أو إصابتهم بالعجز ؟ للأسف لا يوجد تأمين عليهم داخل مصر لكن فى الدول الأخرى معروف أن خبير المفرقعات يؤمن عليه بمليون دولار. كم عدد خبراء المفرقعات فى مصر ؟ وكم يتم تكليف تدريبهم ؟ عدد خبراء المفرقعات بالنسبة لمحافظة القاهرة حوالى 46 خبير مفرقعات حاصل على دورات تعامل خارج وداخل مصر يحق له التعامل مع أخطار المفرقعات، وقد يكون لدينا 500 فرد داخل مديرية أمن القاهرة من الحاصلين على الفرق التدريبية والدورات الخارجية فى التعامل مع الشراك الخداعية والسيارات المفخخة، ولكنه لا يتعامل معها يستطيع فقط أن يتحفظ على مسرح البلاغ ويستطيع التعرف على الشيء لكن فكه والقضاء عليه وتأمينه من اختصاص مجموعة صغيرة جدًا يجب أن يتوافر فيها مواصفات عديدة منها كثرة العمل فى المجال والخبرات المتراكمة فى البلاغات. وعن تكلفة التدريب فهى عالية جدًا فى مصر والتدريب الخارجى أيضًا يحتاج إلى نفقات، وهناك بروتوكولات وورش عمل بيننا وبين الدول التى تعمل فى مجال المفرقعات منها أمريكا وإنجلترا والأردن. كيف يكون شكل البلاغ ؟ وما هى الخطوات التى يتبعها الخبير؟ يأتى البلاغ من إحدى الجهات المنوط بها البلاغ سواء 122 النجدة أو على رقم 180 الحماية المدنية إدارة المفرقعات والإخطار بوجود اشتباه وفى حالة وجود مفرقعات سواء كانت سيارات مفخخة أو عبوات مبتكرة وواضحة للعين المجردة أو أشياء مخبأة داخل حقائب كل نوع من هذه الأنواع لها طبيعة فى التعامل معها، نقوم بالاتصال بالمبلغ ونسأله عن وجه الاشتباه وماذا شاهد، وفى نفس الوقت نقوم بتجهيز السيارة وتجهيز الحقائب والأجهزة وكل ذلك يحدث فى وقت واحد اختصارًا للوقت لسرعة الوصول إلى مكان البلاغ ونبدأ فى عمل كردون أمنى لكى نحدد مكان البلاغ ونبعد المارة وخطوط سير السيارات لكى لا يُضر أحد وهناك أولويات لابد من الحفاظ عليها وهى روح المواطن وملكيته الخاصة وملكية الدولة. لماذا يتم الدفع بالكلب فى البداية ؟ وما هى إمكانياته التى لا توجد فى العنصر البشرى وكم تكلفة تدريبه وعمره الافتراضى ؟ اعتمادنا على الكلب بنسبة 80% فى التعرف على روائح المواد المفرقعة، فالكلب مثلًا يتعرف على المواد المفرقعة عن طريق الشم، كما أن لدينا جهاز يسمى الشمام أو السنيفر (sniffer) وهو أيضًا يأخذ صفة من صفات الكائن الحى، وهناك أيضًا أجهزة أخرى مثل المنظار وهو جهاز مناظر للعين وجهاز الروبوت لكى يلتقط أى شيء بديلًا عن اليد حتى لا تضر وتكلفته من مليون جنيه إلى ما شاء الله حسب الدولة المصنعة له. أما عمر الكلب الافتراضى فهو لا يتخطى 15 إلى 20 عامًا، والنوع المؤهل منه لا يقل ثمنه عن ثلاثين ألف جنيه بجانب تدريبه حيث يتخطى الأمر فى النهاية مبالغ كبيرة. ما هى أنواع القنابل التى يتم التعامل معها ؟ القنابل هى لفظ عسكرى خالص إذا تلقينا بلاغًا بوجود جسم غريب عبارة عن قنبلة أو دانة أو صاروخ نقوم على الفور بالاتصال بسلاح المهندسين فى القوات المسلحة لأن إزالة هذا الجسم من اختصاصهم لكن بالنسبة لإدارة المفرقعات يكون الشرك الخداعى أو العبوات المبتكرة أو العبوات البدائية التى هى من صنع الإنسان العادى لكى يخدع بها المواطنين هى من اختصاصنا الأصيل. هناك بعض الدول تستخدم الإنسان الآلى فى كشف العبوة الناسفة والتعامل معها فى كشف الجسم الغريب والتعامل معه هل تتوافر هذه التقنية فى مصر ؟ بالفعل الإنسان الآلى أو الروبوت ( robot ) متوفر لدينا فى مصر مهمته الكشف عن العبوة الناسفة قبل تدخل الخبير وتكون مهمته فتح باب السيارة المفخخة أو نقل عبوة من مكان إلى مكان أوسع وبعيدًا عن الأخطار ثم أتعامل معها بمدفع المياه لتفتيتها. من المعلوم فى حالة الكشف عن جسم مشتبه به يذهب إليه فرد واحد للتعامل معه لكن هذا لا نجده فى حوادث كثيرة مثل كارثة تفجيرات جامعة القاهرة لماذا لا يتم التعامل بهذا الأسلوب ؟ هذه ثقافة عامة فالمواطن المصرى مازال يحب قصة الحاوى بمجرد رؤيته للبلاغ يسرع إلى مكان وجود الجسم الغريب لمشاهدته، ونجد أنه يحاول مساعدتنا وهو لا يعلم أنه يضع نفسه فى خطر، كما أن وجوده فى مكان الانفجار يتلف جميع الآثار ويصعب علينا عملية التعرف على المادة المفرقعة أو كيفية تكوين العبوة لأنه يتلف آثار مسرح الحادث. هل مصر تصنع أجهزة الكشف عن المتفجرات وإبطالها أم يتم استيرادها ومن أين ؟ مازلنا نستورد جميع الأجهزة لكن سلاح المهندسين فى القوات المسلحة أخيرًا أنتج جهازًا للتعرف على أشكال المفرقعات، ونقوم باستيراد أجهزة الكشف عن المفرقعات من كندا وألمانيا وبلغاريا وأمريكا. كيف يتم التعامل مع قنابل تفريغ الهواء ؟ سمعنا فى الآونة الأخيرة من بعض المواطنين عن قنبلة تفريغ الهواء لكنه ليس لقبًا حقيقيًا لأن المقصود بها موجة الضغط الناتجة عن الانفجار وهو فعل يحدث بعد الانفجار. هل يمكن تصنيع العبوات فى شقق سكنية أم تحتاج إلى أماكن واسعة ؟ بالفعل هناك من يقوم بتصنيع العبوات فى شقق سكنية لأن الشخص الذى يصنعها يحاول استغلال أى مكان موجود فيه، وخاصة إذا كان هذا المكان بعيدًا عن أعين الشرطة والمواطنين، وشاهدنا فى الفترة الأخيرة انفجارًا فى أكثر من مبنى سكنى بسبب حدوث أخطاء في أثناء التركيب أو تجميع العبوات. ما هى علامات الاشتباه فى الجسم الغريب ؟ صور الاشتباه فى الجسم الغريب متعددة مثلًا نجد سيارة بدون لوحات معدنية وسيارة أخرى مخالفة اللوحة الأمامية عن اللوحة الخلفية أو سيارة بداخلها جهاز أو عداد أو صوت صادر منها ولا يوجد أحد بداخلها أو حقيبة متروكة فى وسط المارة أو فى مول تجارى أو أمام مدرسة. ما هو عدد البلاغات المقدمة للإدارة يوميًا وما هو الصحيح منها ؟ عدد البلاغات اليومية يختلف من وقت لآخر نجد أن المناسبات الهامة كالأعياد والمؤتمرات ومباريات كرة القدم والزيارات الهامة ودخول المدارس تختلف فيها البلاغات عن الأيام العادية التى لا يوجد بها أى احتفالات أو مناسبات.