أجمع صناع الدراما علي أن تدخل الدولة متمثلا في قطاعات الإنتاج الدرامي بإتحاد الإذاعة والتليفزيون هو الحل الأمثل للرقي بالأعمال الدرامية التي فقدت هويتها علي مدي السنوات الماضية وآخرها في رمضان رمضان الماضي، وهو ما يعني ضرورة دعم قطاع الإنتاج وصوت القاهرة ومدينة الإنتاج الإعلامي، ومساندتهم للعودة لتقديم روائع الدراما التليفزيونية التي كانت لها الريادة في المنطقة العربية. فمن منا ينسي «بوابة الحلواني» و«أم كلثوم» للكاتب الكبير محفوظ عبد الرحمن و«ليالي الحلمية» و«الراية البيضا» و«ضمير أبلة حكمت» للراحل أسامة أنور عكاشة و«جمهورية زفتي» و«السيرة الهلالية» للقدير يسري الجندي وغيرها من الأعمال التي لا مجال الآن لحصرها لقطاع الإنتاج، وقد علمت أن القطاع إستعد بخطة مميزة بالفعل ولكنه متوقف بسبب التمويل، وما أسعدني أيضا هو تقديم أعمال درامية بالمشاركة بين القطاع وبين الشئون المعنوية، وأعتقد أن ذلك سيغير مسار الإنتاج الدرامي في الفترة المقبلة، لأن المنتج الجيد سيطرد الردئ. وأري أن الحل هو الإهتمام بالكيف وليس الكم فعلي جهات الإنتاج الدرامي بالإتحاد أن تهتم بالكيف ويكفي 3 أعمال مثلا فقط بشرط توافر النص المتميز الراقي والموضوع القريب من المجتمع الذي يعبر عن نمط المصريين والنجوم الذين يجتذبون المشاهد، فتلك العناصر توفر عملا جيدا ويسهل تسويقه طالما توافرت به أدوات الرقي وإبتعد عن الفجاجة والإسفاف الذي شهدته الدراما في الآونة الأخيرة فالتليفزيون المصري هو القادر علي حماية الذوق والأسرة المصرية من البذاءة. وفي نفس السياق أتعجب من نسيان عرض أعمال راقية كأجزاء مسلسل «سنبل » و«يوميات ونيس» للفنان الكبير محمد صبحي والذي يدخل علي صفحته بالفيس بوك حوالي 2.5 مليون مشترك لمشاهدة حلقاته، فعلي التليفزيون أن يختار مثل هذه الأعمال لإعادة عرضها لحين قدرته علي إنتاج دراما قوية راقية تقدم قيمة للمشاهد وتحث أبناء الأسرة المصرية علي الإنتماء والولاء والعمل والإنتاج وغيرها من المفاهيم التي طرحتها تلك الأعمال ونحن الآن في أحوج الحال إليها. [email protected] لمزيد من مقالات فاطمة شعراوى