تلقى ظاهرة التحرش إهتماما كبيرا ومحاولات للحد منها والقضاء عليها نهائيا ومنذ أيام أوصى المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء فى اجتماع له بتكثيف حملات التوعية والاعلام والأعمال الدرامية لإعلاء القيم الإيجابية لاحترام المرأة والقيم المصرية الأصيلة المتعلقة بالشهامة والمروءة. كما تم الإعلان عن مسابقة لاختيار أفضل الاعمال الدرامية خلال شهر رمضان، والتى تُعلى من حقوق المرأة والتسامح والتراحم والشهامة بصفة عامة، وقد رحب صناع الدراما بتلك الدعوة التى أوصى بها رئيس الوزراء وأكدوا أن أهم أهداف الدراما هو السمو والرقى بالأخلاق فى المجتمع، وحول ذلك تساءل الكاتب محفوظ عبد الرحمن قائلا أين هى الدراما إننى أشعر بأن هناك مؤامرة على الدراما المصرية، فقد كانت تسير على ما يرام عندما كانت قطاعات الدولة الإنتاجية هى التى تنتج الدراما كالتليفزيون المصرى الذى قدم أعمالا درامية تحمل قواعد أخلاقية وفنية عالية منها، فمن ينسى الراية البيضاء وليالى الحلمية والشهد والدموع ورأفت الهجان وغيرها، وأضاف: هناك أعمال لا يجب أن يشاهدها الجمهور وحتى تعود الريادة للدراما المصرية فلابد أن تعود الدولة لدورها فى التليفزيون والسينما وتقوم بإنتاجهما. يقول الكاتب وحيد حامد ان الفن عموما الذى هو جزء أصيل من الثقافة بشكل عام يجب أن يكون هو الجزء الفعال والمؤثر فى تكوين ودعم المثل العليا والأخلاق والتعريف بأهمية الوطن والحفاظ على الثوابت الخاصة به ولكى يحدث ذلك فلابد من ابتعاد الفن عن المكسب والخسارة ولكى يتحقق ذلك أيضا فلابد من تدخل الدولة فى عمليات الإنتاج حتى تكون ضامنة لتقديم أعمال تبنى الإنسان والمجتمع معا وأن تكون ثقافة الشعب وحضارته من واجبات الدولة وأن تدعمه مثلما تدعم التعليم أو الصحة أورغيف العيش. ويضيف أن هناك أهمية لضمير المثقف والمؤلف بحيث يكتب الأعمال التى تخلو تماما من الأشياء المسيئة للفرد وللمجتمع مشيرا إلى أن الواقع يقول إن المجتمع يعانى من التطرف والتحرش والتعصب وسبب هذه الأمراض هو نقص الوعى الثقافى والفنى بعد إهمال لسنوات طويلة ويجب على الدولة أن تجرم الفن الهابط كما تجرم المخدرات . الفنانة يسرا قالت: بالطبع للدراما دورها مهم فى الرقى بالذوق والأخلاقيات والسلوكيات فى المجتمع، وقد يكون لها أيضا دور بالتحديد فى القضاء على ظاهرة التحرش فقد قدمت من قبل تجربة درامية مهمة نالت إعجاب المشاهدين وحققت نجاحا كبيرا من خلال مسلسل «قضية رأى عام» وناقشنا خلاله تلك الظاهرة وكيفية القضاء عليها وكان للدراما أثر هم فى ذلك. ويقول المخرج على عبد الخالق إن مصر قدمت فى الستينيات والسبعينيات أجمل الأفلام و الأغانى والموسيقى والمسرح بسبب رعاية الدولة للفنون وبالطبع الفن يؤثر فى سلوكيات المجتمع وكثير من الجمهور تأثر بمجموعة الأفلام الهابطة فى السنوات الأخيرة ومصر لديها نسبة أمية عالية وهذه النسبة تأخذ كلام بعض نجوم الفن على إنه قدوة ولذلك لابد أن يكون القدوة على قدر المسئولية لابد أن تضمن الدولة المنتجين لدى البنوك فى حال إنتاجهم لاعمال تاريخية ووطنية توافق عليها الرقابة قبل كل شىء. ويقول الناقد نادر عدلى يجب على الحكومة معرفة أن الفن بوجة عام هو أهم أدواتها الثقافية والقوة الناعمة لها على مستوى كل المنطقة العربية والمشكلة أن معظم الأعمال إستهلاكية وتقليدية ومكررة بسبب تراجع جهات الإنتاج التابعة للدولة عن وظيفتها وأصبح الإنتاج إما منتج عربى أو فضائية عربية وهما يحددان الاعمال والنجوم والاسعار دون الاهتمام بالمضون وهى كارثة بكل المقاييس مشيرا إلى أن تليفزيون الدولة يجب أن يعود لدوره فى الإنتاج والعرض ويتحرر من البيروقراطية ويقوم بعمل اتفاقات مع فضائيات أو مؤسسات إعلامية كما فعل مع أم بى سى لانه يمتلك كل الإمكانيات الفنية وهم يمتلكون التمويل. ويضيف: الفن ليس المسئول عن هبوط الأخلاق ولكن هناك تراجع فى دور الأسرة والمدرسة والجامع والكنيسة والاقتصاد والبطالة وغيرها كيف نقدم فنا راقيا وهناك تراجع فى كل مجالات المجتمع الأخرى مشيرا إلى أنه ليس مع تدخل رئيس الوزراء أو غيره فى العملية الفنية وقال أن تدخله فى فيلم حلاوة روح لهيفاء وهبى أضر التسويق والإنتاج والحرية. الدور الأهم هو دور النقابات الفنية والرقابة ورئيس الوزراء يدعم الإنتاج ويحرك قطاعات الإنتاج المتوقفة. وتقول الفنانة هند صبرى: فى كل أعمالى الفنية أحاول التركيز على دور المرأة فى المجتمع ليس المرأة المصرية فقط ولكن كل مرأة عربية وناقشت ذلك فى مسلسل عايزة أتجوز الذى لاقى قبولا كبيرا وأقدم ذلك أيضا فى رمضان القادم من خلال مسلسل إمبراطورية مين هذا العمل الذى يتعرض للعديد من مشاكل المرأة سواء التحرش أو معاناتها فى السنوات الثلاث الاخيرة فى العديد من المجالات وتضيف أن الفن هو مرآة المجتمع والفن رسالة ترتبط بضمير المؤلف والممثل والمخرج والمنتج ويجب بعد ثورات الربيع العربى أن يرتقى الفن بما يتناسب مع ماقدمته الشعوب من تضحيات وأعتقد ان الجمهور المصرى والعربى لن يقبل بأعمال هابطة فى ظل تغيرات وتقدم فى مجالات اخرى متوقعة فى الفترة المقبلة . ويقول المخرج أحمد صقر نائب رئيس قطاع الإنتاج: بالطبع للدراما دور مهم فى توجيه السلوك العام وعودة العادات والتقاليد والقيم والأخلاقيات فتلك أهم الأهداف، وقد راعينا فى خريطة الأعمال الدرامية لرمضان أن تتضمن أعمالا تعلى من شأن المرأة والقيم والأخلاقيات والسلوكيات الإيجابية.