أول أيام رمضان علا غانم عارية ملفوفة بفوطة حمراء مبللة الشعر عينة من الإباحية سواء علي المستوي اللفظي أو الفكري أو حتي الحواري فما الذي تعنيه جملة "تعمل واجب في السرير" من مسلسل مزاج الخير وكيف يتم عرض مسلسل حول اغتصاب الأطفال "القاصرات" ولماذا تقدم مني زكي عملاً بهذه الجراءة بعدما ظلت لسنوات تدعي أنها ملكة الفن النظيف وأن السينما يجب أن تخلو من أي تجاوز. هل أثرت شركات الإعلان علي المسلسلات إلي هذه الدرجة فتحول أملهم الوحيد حب المشاهد بأي بهارات ممكنة من عري وتجاوز. كيف تحولت القنوات المصرية إلي شكل أكثر إباحية من التليفزيون الأمريكي الذي يضع علي كل مسلسل تصنيفاً عمرياً حتي لا يصاب الأب والأم بالإحراج عندما يشاهدون مع أبنائهم ألفاظاً وأفكاراً تخدش الحياء العام. لقد ظلت أهم الأعمال في تاريخ الدراما مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع وغيرها نظيفة خالية من الإباحية بل وتدعو إلي الحق والخير ومع هذا لم نشعر أنها سخيفة أو ملفقة فما اللي جري لقد ظلت نيللي وبعدها شريهان تقدمان الفوازير دون ارتداء فستان عار ورغم ذلك لم ننسهم يوماً والسؤال هل ستحمل القنوات الفضائية بسبب مسلسلاتنا المصرية شعار "للكبار فقط؟!". قال أنا مندهش من أفكار المسلسلات وعلي رأسها القاصرات وهو مسلسل يدور حول مرض نادر في أي مجتمع وهو اغتصاب الأطفال وهو اختيار خاطئ لمخرجه مجدي أبوعميرة وبشكل عام لا يجب أن تقدم هذه الأفكار علي شاشات التليفزيون في أي شهر سواء رمضان أو غيره ومنذ عامين والأعمال مغرقة بالإباحية ولكن هناك وجهاً آخر للصورة فشبكات التواصل الاجتماعي غيرت مفردات اللغة وجعلت بعض الألفاظ موجودة في الحوار العادي وأغلب كتاب السيناريو والحوار ستجدهم من هذا الجيل الذي تعامل مع ألفاظ شبكات التواصل والذي يتعامل مع هذه المفردات بأريحية ويجب ونحن نتلقي هذه الأعمال أن ندرك أن المفردات تغيرت في الشارع وعلي النت ويجب أن نترك مساحة لتقبل هذه الألفاظ لأنها تعبر عن واقعنا المشكلة في "تلكيك" البعض الذي يرغب في حشر الإباحية بلا معني أو سياق ويشكر الشناوي صناع موجة حارة لأنهم قاموا بالتنويه لأن المسلسل للكبار فقط لما يحتويه فنحن لسنا مع تعقيم الدراما بل طرحها مع تنويه علي كونها للكبار فقط. وأكد الشناوي أنه سعيد بتكور مني زكي لأنها ملتزمة بفن نظيف لا معني له وأكد الشناوي أن أسوأ عمل من وجهة نظره هو مزاج الخير لأن مفردات أعماله المتكررة منذ العار جعلت المشاهد يتشبع به ويمل من مصطفي شعبان وكذلك العراف الذي لم يضف أي شيء لعادل إمام. بورنو الناقد الشاب رامي عبدالرازق قال: هناك مبالغة في الجرأة وهناك أعمال وظفت الجرأة بشكل جيد مثلاً أعمال مصطفي شعبان وخصوص الزوجة الرابعة العام الماضي ومزاج الخير هذا العام تتعامل مع الجنس كفكرة أساسية وعنصر جذب خاصة أن الإنتاج الآن قطاع خاص ولا توجد رقابة بالإضافة إلي أن بعض الأعمال لا تعرض علي الرقابة سوي كنص وليس مادة مصورة ويتم إضافة مشاهد خليعة لا تمر علي الرقاة وبشكل عام أعمال رمضان 2013 تسعين بالمائة منها للكبار فقط لأنها تحتوي علي ألفاظ جنسية مثل حكاية حياة التي اقتربت من البورنو في ألفاظها ولم يتم تصنيفها للكبار والمفترض أن تشاهد الأسرة بأكملها العمل لتجد ألفاظاً مثل "ميلف وجي سترنج" للأسف صناع الفن يحاولون استغلال سقف الحرية والجرأة الذي أوجدته السينما وكان وراءه رغبة في معاندة الحكم الإخواني فتحول الأمر إلي انفلات مضر للفن بدلاً من أن يكون مفيداً. أضاف رامي هذه الأعمال كشفت الفنانين الذين ركبوا الموجة مثل مني زكي التي ادعت أنها مع السينما النظيفة لتركب الموجة ولأن الموجة الآن الحرية ها هي تقدم العري علي الأقل علا غانم لم تدع الملائكية ومنذ ظهورها صنفت نفسها كممثلة إغراء. للأسف ظهر أنها تدعي تبني الأخلاق والفضيلة كمبدأ وهي من أعلنت هذا وليس النقاد وها هي تشوه صورتها. وأضاف رامي حتي أمريكا هناك ولاية تمنع أعمالاً وأفكاراً بعينها فكيف يمكن لجمهور صعيدي مثلاً أو أطفال أن يشاهد هذا الكم من الانفلات الأخلاقي والألفاظ والأفكار فهنا يتحول الفنان إلي شخص غرضه تشويه المجتمع ونشر الفساد حتي القنوات الإباحية لا تتاح للأطفال بلا رقيب يجب علي جهاز الرقابة فرض قانون يلزم القنوات بوضع السن المناسب لأي حلقة طوال فترة عرضها حتي يعرف المشاهد متي قام بفتح المسلسل أنه لا يناسب سوي الكبار ويتراوح التصنيف العمري بين 14 و16 و18 سنة وللكبار فقط وما يشاهده المتفرج علي مسئوليته. وأضاف رامي أن أسوأ مسلسل هو فرح ليلي الذي لم يكن علي مستوي أداء ليلي علوي لأنها قدمت مسلسلين 15 حلقة قبل عامين وكانوا علي مستوي جيد وبلا تطويل عكس فرح ليلي الممطوط. المخرجة الكبيرة أنعام محمد علي قالت: شيء مؤسف كم الإسفاف الذي نراه علي الشاشة هذا العام ألفاظ نابية شتائم بالأب والأم ما الذي نستفيده هو زيادة الفجاجة والسوقية في الشارع المصري. التليفزيون يلعب دوراً مرعباً في انفلات الأخلاق لو كانت هي الحرية فلتذهب للجحيم. نحن نرتد للخلف ونخدم فكرة أن الحرية هي الإباحية فمسلسل حكاية حياة به كم من الشتائم لا حد لها المخرج يجب أن يراجع النص ليعرف مدي تأثيره علي المجتمع ولا نكرس لأخلاق العشوائيات وألفاظها. يجب أن نعمل في ترقية الوطن وتفكيره. وأضافت مسلسل فاطمة التركي قدم الاغتصاب دون أن يصيبنا بالقرف من كثرة مشاهد الاغتصاب عكس مسلسل القاصرات الذي يعيد مشهد اغتصاب الأطفال حتي أصابنا الاشمئزاز. وأضافت يبدو أن الوقت القصير هذا العام والأحداث جعلت الأعمال تسلق ولا يتم مراجعة النصوص. الدراما ستدمر المجتمع. حرية الناقدة ماجدة خير الله قالت: الأعمال تعرض طوال العام فلا يجب أن نحكم عليها بمقياس أخلاق رمضان وبشكل عام هذا العام يحمل أسماء ثقيلة في الكتابة مثل وحيد حامد بدون ذكر أسماء وأسامة أنور عكاشة موجة حارة وهي أعمال قوية لأن الكتابة أهم عناصر العمل وبشكل عام هناك حرية استغلها صناع العمل ومن لا يحب العمل لديه عشرات الاختيارات فلا يجب إقصاء أي عمل. قرف الإعلامية والكاتبة هند القاضي قالت: شعرت بقرف من مستوي الألفاظ المتدنية التي قدمتها دراما 2013 وكأن المصريين مجموعة من البلطجية والشمامين الذين لا يتوقفون عن السب والانحراف ولسنا شعباً قام بأعظم ثورة.