أى أحاديث عن جدية الذهاب إلى بناء مصر الجديدة تحت رايات التغيير والحداثة ولا تتضمن اهتماما واضحا بقضية الإدارة وحسن اختيار القادة تظل مجرد أحاديث فى الهواء لا تستند إلى ركائز تربطها بأرض الواقع لأن الذى لا خلاف عليه أن تقدم الشعوب والأمم مرتهن فى المقام الأول ببناء إدارة حديثة وعصرية للدولة تكون أول مهامها وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب من خلال مواصفات دقيقة تستند إلى المعايير العلمية فى تحديد مواصفات الرجل المطلوب القادر على ضمان بلوغ الأهداف والمقاصد المنشودة للدولة من خلال إدارة حازمة تتوافر لها كامل الصلاحيات لتطبيق مبدأ الثواب والعقاب بعدالة وموضوعية ونزاهة مجردة. وفى ظل ظروف صعبة تمر بها مصر يحتاج الوطن إلى قادة فى كافة مواقع العمل والإنتاج لديهم القدرة على كسب ثنائية الاحترام والالتزام من العاملين تحت إدارتهم ليس فقط بثنائية الثواب والعقاب رغم أهميتها وإنما أيضا بمدى قدرة القائد المسئول فى كل موقع على أن يجعل من نفسه مثالا للتميز، وذلك بوضوح التزامه بالقيم والانفتاح على الآخرين وتعزيز إمكاناتهم وحثهم على العمل بتفجير أقصى طاقات العطاء لديهم، باعتبارهم شركاء فى المصلحة والمصير تحت مظلة من احترام المبادرات الفردية. مصر تحتاج إلى نظم إدارية حديثة يقوم عليها نوعية متميزة لا تعرف قصر النظر أو الهوس بالتحكم، وإنما قادة يفكرون على المدى البعيد ويضعون أيديهم على الحقائق الأكبر دون انزلاق إلى الهوامش والتفاصيل حتى يتوافر لديهم الوقت والجهد والفكر اللازم للتجديد والتحديث وابتكار الحلول لأى مشكلة بعيدا عن الحلول التقليدية والروتينية. وظنى أننا إذا نجحنا فى مهمة وضع الرجل المناسب فى المكان المناسب فلن يكون صعبا ولا مستحيلا أن يتحقق حلم طال غيابه فى سرعة بناء الكوادر القيادية التى يمكنها أن تتحمل المسئولية وتحمل رايات الغد بالكفاءة الواجبة لأن الشعوب الواعية هى التى تؤمن بأن مستقبلها يرتبط أساسا بالتنمية البشرية! * إذا ارتفعت نجومية «الأراذل» هبطت قيمة «الأفاضل» ! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله