ونحن متجهون إلي بناء الجمهورية الثانية تحت رايات الحلم والأمل في غد أفضل لمصر أظن أننا مطالبون بأن نجري تقويما صحيحا وأمينا لأساليب عملنا وأن نواصل البحث والتدقيق حول أسباب التقدم والتطور والانطلاق التي تحققها دول ومجتمعات لا تملك أسبابا للتفوق علينا بأكثر من قدرتها علي تنظيم نفسها وترشيد إنفاقها وضبط دوران عجلة العمل في مختلف مؤسساتها لكي يكون أدق من درجة دوران تروس الساعة. ويعزز من أهمية هذا الاستقراء الضروري أن هذه الدول والمجتمعات لا تجسد نموذج المدينة الفاضلة وإنما هي دول ومجتمعات ليست خالية من الخطايا والمثالب وتحتوي بداخلها نماذج متعددة تعكس الفساد والرشوة وكل صنوف الجريمة السياسية والاقتصادية والاجتماعية, ولكنها في الوقت نفسه مجتمعات تحكمها قواعد ونظم ومعايير تؤدي في النهاية إلي ملاحقة الفساد وتوفير كل الأجواء الصحية والصحيحة التي تلزم لتحقيق عمل جاد ومتواصل وإنتاج وفير ومتزايد وإبداع متطور وملائم! إنها مجتمعات يلتزم فيها الجميع بقواعد حاسمة وصارمة لإعمال الثواب والعقاب بعيدا عن العواطف والمجاملات والمحسوبية! إنهم علي سبيل المثال لا يعانون مما نعاني منه نحن في بلدنا من ترهل واضح في الجهاز الإداري للدولة لأنهم يدركون أن مثل هذا الترهل سوف يؤدي تلقائيا إلي تقليل قدرته علي إدارة شئون المجتمع وأهداف الدولة بالكفاءة الواجبة. و هم علي سبيل المثال أيضا لا يعرفون في أي موقع عمل شيئا اسمه العمالة الزائدة عن الحاجة, ولا يعترفون تحت أي مسمي بضياع دقيقة واحدة من ساعات العمل الفعلية سواء في المصالح الحكومية أو المؤسسات الخاصة. ثم إنهم لا يسمحون تحت أي ظرف بنشوء ما نعاني منه نحن في مصر من تعقيدات بيروقراطية وعقبات روتينية تعطل سير العمل وتخلق إحساسا كئيبا لدي كل من يتعامل مع أجهزة الخدمات أو يسعي للحصول علي تراخيص أو موافقات تمكنه من المساهمة في دفع عجلة التنمية والاستثمار. وغدا نواصل الحديث
خير الكلام: عندما يسقط حجر كبير من الجبل تتساقط وراءه أحجار كثيرة! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله