في اعتقادي أن التوظيف الصحيح للحالة الثورية العربية يحتاج إلي احتشاد جماهيري للضغط علي الأنظمة الحاكمة من أجل سرعة العمل علي تعديل الوضع المتدني لحجم النمو الإنتاجي في العالم العربي لأنه من غير المعقول أن تكون معدلات النمو في بعض الدول العربية أقل من1% سنويا رغم توافر الإمكانات اللازمة لتحقيق معدلات أعلي من ذلك.. وأيضا فليس من المقبول أن يظل حجم التجارة بين الدول العربية وبعضها البعض يتراوح ما بين8% و10%. إن أي حديث عن نجاح الحالة الثورية العربية في تحقيق أهداف شعوب الأمة في غيبة من سند اقتصادي حقيقي أمر أشبه بالمستحيل ولدينا في تجارب الأمم التي سبقتنا دروس كثيرة وجميعها تؤكد أن البوابة الاقتصادية هي التي تيسر بلوغ الأهداف السياسية المشتركة! ولعله لا يغيب عن ذهن أحد أن تعزيز التكامل الاقتصادي العربي ليس مصلحة ذاتية لدول عربية بعينها ولكنه في صالح العرب جميعا لأنه يحقق أهدافا حضارية وإنسانية واجتماعية تحتاجها الأمة العربية في هذه المرحلة بالذات لكي تتغلب علي أوضاعها السياسية والاقتصادية الصعبة خصوصا مع مؤشرات عن استمرار تناقص وشح الموارد في عدد من دول الوفرة التي لم تستثمر عوائدها استثمارا صحيحا في التنمية وبناء قواعد إنتاجية... ولجأت للأسف الشديد إلي المخاطرة بتكديس أموالها في المصارف الأجنبية! إن التكامل الاقتصادي العربي هو السبيل الوحيد لتحقيق نمو إنتاجي قابل للتوالد والإكثار لتلبية احتياجات الشعوب والخروج بها من دوائر الفقر والفاقة والضعف والجهل الذي مازالت له بؤر عديدة علي امتداد الأرض العربية التي تسبح فوق بحيرة من النفط! وكفي حديثا معسولا عن الطموح السياسي لأن هذا الطموح رهن في المقام الأول بنشوء وزن اقتصادي عربي فاعل ومؤثر.. و بغير ذلك يصبح الحديث مجرد نوع من الوهم أو بتعبير أكثر تهذيبا نوع من الحلم المستحيل! خير الكلام: كلما ازداد الحلم توهجا.. ازدادت الحاجة لفطنة التعامل وواقعية الطموح! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله