لو أن أحدا سألني: ماذا تحلم لمصر ونحن متجهون لمرحلة جديدة مليئة بالاستحقاقات السياسية خصوصا ما يتعلق بصياغة دستور جديد تتوافق عليه كل أطياف المجتمع ثم إجراء انتخابات رئاسية تتنافس فيها كل القوي والتيارات السياسية لكانت إجابتي علي الفور: أن تبقي مصر- كما هي- نموذجا للاستقرار والتسامح ومنارة للعلم والمعرفة تشع بأضوائها علي كل أرجاء أمتها. وليس الذي أقول به تواضعا في طموح الحلم أو عجزا عن استشراف الأمل وإنما هو الركيزة التي بدونها يستحيل أن نتحدث عن حلم أو طموح أو أمل لأنه في غياب الاستقرار والتسامح وبدون استمرار الدور الريادي والتنويري تتراجع مصر اسما ومكانة ويتهدد رسوخها التاريخي قدرا وقيمة. وربما يقول أحد ولكن التحديات التي تواجهها مصر أكبر من مجرد صياغة دستور وانتخاب رئيس للجمهورية.. وجوابي هو: إن الأمر بعد صياغة الدستور وانتخاب الرئيس سوف يكون سهلا لأننا بذلك نضمن لمصر ثباتها ورسوخها وتواصل دورها تحت رايات الاستقرار والتسامح.. ومن ثم يمكن لنا أن نناقش أجندة طويلة من خطوات وإجراءات ووسائل وأساليب نحن في أمس الحاجة إليها لكي لا يتحول الاستقرار إلي جمود ولكي لا يصبح التسامح عجزا أو استكانة أو استسلاما للواقع الذي لابد من العمل علي تغييره وتطويره للأحسن والأفضل. وإذا سئلت عن هذه الأجندة فإنني أستطيع أن أشير إلي قائمة طويلة من رءوس الموضوعات التي ينبغي أن تكون في مقدمة شواغلنا علي طريق تحديث و تطوير الدولة.. أتحدث عن سياسات اقتصادية رشيدة تضع في اعتبارها خصوصية الحالة الاجتماعية والحاجة لاستمرار دور فاعل للدولة في تقليل الفوارق بين الطبقات وتوفير الحد الأدني من الكفاية المعيشية والخدمية... وأيضا أتحدث عن قوانين جديدة تعلي قيمة العمل في مصر من خلال إعمال ملزم لمبدأ الثواب والعقاب وضرورة إدراك الجميع أن كل حق يقابله واجب وأن كل أجر ينبغي أن يسبقه عمل. وما أكثر الأحلام المشروعة والطموحات الممكن بلوغها وإعطاؤها الأولوية في أجندة المستقبل إذا نجحنا في صياغة دستور توافقي وتجنبنا تماما فكرة الرئيس التوافقي مهما تكن مغريات اللجوء إليها!
خير الكلام: أكبر خطأ أن تبالغ في الحديث عن منجزاتك وأن تعجز عن اكتشاف أخطائك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله