ونحن متجهون لمرحلة جديدة تبدأ بانتخابات نيابية تعقبها انتخابات رئاسية في ظل مناخ جديد يتحتم علينا أن نتكاتف من أجل أن تعود مصر نموذجا للاستقرار والتسامح ومنارة للعلم والمعرفة. لكي تشع بأضوائها علي كل أرجاء أمتها التي تتطلع إلي عودة الدور المصري اسما ومكانة وقدرا وقيمة. إن مصر القوية تحت رايات الاستقرار ليس مجرد حلم لأبناء مصر وحدهم وإنما هو أمل وطموح كل الشعوب العربية وبصرف النظر عما ينبغي أن يسهم به العالم العربي لدعم مصر في هذه المرحلة الدقيقة فإن مصر يمكنها أن تحقق معادلة القوة بإرادتها الذاتية من خلال أجندة عاجلة تستند إلي مجموعة ركائز أساسية أهمها: سرعة إصلاح النظام التعليمي إصلاحا جوهريا شاملا بما يتلاءم مع لغة العصر التي أصبحت أهم مفرداتها أن قوة العقل تسبق قوة رأس المال ومن ثم فإن التعليم الذي لا يؤدي في النهاية إلي تواصل مع البحث العلمي يصبح أثرا من الماضي لا معني له ولا قيمة. ضرورة القبول بالمخاطر مهما كان ثمنها من أجل مواصلة غزو الصحراء وإنهاء هذه الوصمة الإحصائية التي تقول إن شعب مصر مازال يعيش علي6% فقط من مساحة مصرالكلية بينما بقية الأرض صحراء جرداء خالية من أي تنمية وأي عمران وهو الأمر الذي أفرز أمراضا اجتماعية وعللا اقتصادية وأعباء أمنية ضخمة نتيجة التكدس السكاني علي شريط ضيق. مواصلة حشد كل إمكانات المجتمع بمؤسساته الرسمية والحزبية وجمعياته الأهلية نحو تعظيم حجم المشاركة الشعبية وإنهاء واقع العزلة الذي يضع جدارا فاصلا بين الحكومة والناس باعتبار أن ذلك هو السبيل الأمثل لتحقيق التناغم المطلوب بين السياسات الرسمية والمطالب والاحتياجات الشعبية بدء ثورة شاملة ضد كل المعوقات البيروقراطية التي تعطل انطلاق مصر نحو أهدافها الرئيسية في التنمية والاستثمار والتحديث وبناء الدولة العصرية ومثل هذه الثورة تحتاج إلي جرأة وشجاعة وحسم وعبور لكل الحواجز والخطوط الحمراء التي عطلت لسنوات طويلة كل محاولات الإصلاح الجذري في قطاعات الجمارك والضرائب وروتينية الجهاز الحكومي واختصرت هذه المحاولات في شكل مسكنات جزئية مؤقتة لم تصنع شيئا أكثر من مساعدة الداء علي الانتشار في جسد دولاب العمل العام وفتح منافذ وأبواب كثيرة تساعد علي الفساد وتيسر سبل الحركة الآمنة- نسبيا- للقلة من المفسدين والمرتشين وذوي الضمائر المعدومة! والتاريخ يشهد لمصر بأن سنوات ازدهارها كانت مرتبطة دوما بوجود أجندة عمل تقوم علي الحساب الدقيق وتتقوي بالأحلام المشروعة والطموحات المتجددة والآمال الممكنة. خير الكلام: من الأفضل أن تكسب الأحرار بمعروفك بدلا من شراء المماليك بأموالك! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله