لم يبق أحد فى مصر إلا ورحب بثورة 25 يناير، حتى مبارك نفسه الذى قامت الثورة للإطاحة به، أعلن على لسان محاميه فريد الديب، في إحدى جلسات محاكمة القرن، أنه كان مع الثورة ومؤيد لها، بل وأول من أيدها، والدستور الحالى لمصر الصادر في 2014، يمجد ثورة يناير، ويعتبرها مع 30 يونيو ثورة شعبية واحدة متكاملة، فالشعب اكتسب ثقته في تغيير الحاكم من يناير، وخرج في يونيو لإعادة ممارسة حقه فى اختيار حاكمه بحرية وإرادة واعية. ولكن الآن عند الانتقال من المرحلة الثورية إلى المرحلة الدستورية، سمعنا أصواتا تحاول أن تطعن الثورة، وتسرقها من الشعب، لتقتل حلم التغيير للأفضل في صدور المصريين، رغم أن هذه الأصوات كانت قد باركت ثورة يناير وهللت لها، وتركزت خطتهم في استغلال موجة الهجوم على الإخوان، وبدءوا بتحرك تكتيكى نسبوا فيه ثورة يناير بالكامل للإخوان وحدهم، ليسهل مهاجمة يناير بصفته صنيعة الإخوان، وكأن الشعب كان غائبا عن الصورة تماما ونائما في غفلة، ثم تلى ذلك تشويه الثورة ذاتها مباشرة، وكأنها نوع من الشغب أشبه بشغب الملاعب، بالزعم أنها أضرت مصر بما جلبته من انفلات أمنى، وانتشار للبلطجة. أن من يسرقون ثورة 25 يناير التى شعارها «عيش، حرية، كرامة إنسانية، عدالة اجتماعية» لا يعنيهم مستقبل هذا الشعب، فهم يسهرون فقط على حماية مصالحهم الخاصة، حيث أسقطتهم ثورة يناير عن عروشهم، فانقلبوا الآن على الشعب يعاقبونه لثورته ورغبته في التغيير، بدفعه لكراهية الثورة، حتى لا يفكر أن يتمرد ويتجرأ مرة أخرى على أسياده، ولو كانوا يستطيعون أن يعذبوا الشعب بإيقافه مرفوع اليدين على جمر النار لفعلوها. بل وصل تبجحهم للمطالبة بإعدام كل من شارك وبارك وأيد ثورة يناير، وفاتهم أنه لتحقيق حلمهم، سنضطر لإعدام الشعب المصرى كله، بل ولإعدامهم هم أيضا لأنهم في يوم من الأيام أيدوا الثورة. لمزيد من مقالات د.عبد الغفار رشدى